ما هو حكم تقبيل الزوج لزوجته في نهار رمضان؟

الجمعة، 31 مارس 2023 03:31 م
ما هو حكم تقبيل الزوج لزوجته في نهار رمضان؟
منال القاضي

أجاب الدكتور أحمد بكير، عضو لجنة الفتوى، على سؤال يقول سائله: أحياناً نكون في العمل لعدة أيام وحينما نعود نقبل زوجاتنا في نهار رمضان، فهل هذا يفسد الصوم؟
 
وقال بكير، إن مجرد تقبيل الزوج لزوجته في نهار رمضان، لا يضر بالصوم، لكن ينبغي للصائمين من الأزواج، تجنُّب ذلك في نهار رمضان، خاصة إن كان شاباً، وبعيداً عن زوجته فترة من الزمن، توقياً من الانجرار إلى ما يؤدي لبطلان الصوم.
 
وتابع: يجب على الصائم أن يخلص لله عز وجل في صيامه وأن يحافظ على صومه ويحرص عليه، ويحتسب ذلك عند الله يبارك وتعالى، وتقبيل الزوجة في نهار رمضان أو غيره من الأمور المشرعة في الإسلام، ومجرد تقبيل الزوج زوجته في شهر رمضان المبارك لا يضر بالصوم ولا يفسده، إلا أنه من الأفضل تجنب التقبيل من قبل الأزواج في نهار رمضان، حتى لا يتم الوقوع فيما يؤدي إلى بطلان الصوم.
 
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم، «فرخص له»، وأتاه آخر، فسأله، «فنهاه»، فإذا الذي رخص له شيخ، والذي نهاه شاب.
 
وقد ذهب الفقهاء إلى أن القبلة تكره على من حركت شهوته وهو صائم ولا تكره لغيره لكن الأولى تركها ولا فرق بين الشيخ والشاب في ذلك فالاعتبار بتحريك الشهوة وخوف الإنزال فإن حركت شهوة شاب أو شيخ قوي كرهت وإن لم تحركها لشيخ أو شاب ضعيف لم تكره، والأولى تركها وسواء قبل الخد أو الفم أو غيرهما.
 
فذهب الحنفية، والسادة الشافعية، والسادة الحنابلة، إلى كراهتها لمن حركت شهوته ولا تكره لغيره والأولى تركها، ذهب السادة المالكية إلى كراهة القبلة للشاب والشيخ في رمضان. 
 
- جاء في بدائع الصنائع  ولا بأس للصائم أن يقبل ويباشر إذا أمن على نفسه ما سوى ذلك، وجاء في المبسوط (3/ 58)، ويقبل الصائم ويباشر إذا كان يأمن على نفسه ما سوى ذلك.
 
- وقال الإمام الشافعي، ومن حركت القبلة شهوته كرهتها له، وإن فعلها لم ينقض صومه ومن لم تحرك شهوته فلا بأس له بالقبلة، وملك النفس في الحالين عنها أفضل؛ لأنه منع شهوة يرجى من الله تعالى ثوابها.
 
وجاء في الكافي في فقه الإمام أحمد  وتكره القبلة لمن تحرك شهوته؛ لأنه لا يأمن إفضاءها إلى فساد صومه ومن لا تحرك شهوته فيه روايتان: إحداهما: يكره؛ لأنه لا يأمن من حدوث شهوة، والأخرى: لا يكره، «لأن النبي - صلى الله عليه وسلم  كان يقبل وهو صائم»،كما جاء في الروض المربع شرح زاد المستنقع (ص: 164)، وتكره القبلة ودواعي الوطء لمن تحرك شهوته لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عنها شابا ورخص لشيخ.
 
وفي مذهب السادة المالكية، شدد الإمام مالك في القبلة للصائم في الفرض والتطوع. التاج والإكليل لمختصر خليل (3/ 332).
وجاء في المدونة (1/ 268)، قال الإمام مالك: لا أحب للصائم أن يقبل أو يباشر.
 
الخلاصة، أن  فتقبيل الزوجة في نهار رمضان أو غيره من الأمور المشرعة في الإسلام، ومجرد تقبيل الزوج زوجته في شهر رمضان المبارك لا يضر بالصوم ولا يفسده، إلا أنه من الأفضل تجنب التقبيل من قبل الأزواج في نهار رمضان، حتى لا يتم الوقوع فيما يؤدي إلى بطلان الصوم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق