10 نصائح من "الإفتاء" للأزواج لتكوين أسرة مستقرة: تسمية الأولاد بالتشاور بين الزوجين..رعاية الطفل مسؤولية مشتركة.. ولا تبحثا عن المثالية فى تربية الأولاد

الخميس، 11 مايو 2023 08:00 م
10 نصائح من "الإفتاء" للأزواج لتكوين أسرة مستقرة: تسمية الأولاد بالتشاور بين الزوجين..رعاية الطفل مسؤولية مشتركة.. ولا تبحثا عن المثالية فى تربية الأولاد

أصدرت دار الإفتاء المصرية كتاب "دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة" بالتعاون مع وزارة العدل، وغطَّى كافَّة الموضوعات التى تهمُّ الأسرة المصرية.
 
وتعتزم دار الإفتاء توزيع الدليل على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية لإهدائه إلى الأزواج عند عَقْدِ القران، كما تعتزم تحويل محتوى الدليل إلى برامج تدريبية وتأهيلية للمُقبلين على الزواج، بالإضافة إلى إطلاقها حملات إعلامية لنشر أهداف الدليل، فضلًا عن نشر محتوى الكتاب على هيئة "بوستات" عبر منشورات على منصَّات التواصل الاجتماعي.
 
وفى صدر الكتاب قدمت نصائح وإرشادات فى العلاقة بين الزوجين، حيث راعـت الشريـعة الإسلاميـة، نظام العلاقة بين الرجل والمرأة وفــق الاستـعداد الفطـرى والتكويـن الجسـدى لكل منـهما، وذلـك لإعمـار الأرض وتحقيـق معنى السكن والمودة والرحمة، مـع غرس روح التـعاون والمشـاركة لصالح الطرفيـن ولصالح المجتـمع كله، فتتسق بذلك دواعى الطبع مع دواعى الشرع، وذلك على النحو الآتى:
 
1. الأولاد نعمة من الله فاحمدوه عليها
على الزوجين أن يَعْلَمَا أن الأولاد نعمة من الله، وهم زينة الحياة الدنيا فالله عز وجل قال: ﴿ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا﴾ [الكهف: 46]، والنعمة لا بد أن يحمد الإنسانُ ربَّه عليها ويفرح بها، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أولادكم هبة الله لكم» وهذه النعمة تستحق الشكر والقيام فيها بحقها.
 
2. اعلما أن تنظيم الأسرة من دعائم استقرارها 
 
وذلك بأن تجعلا مدة زمنية كافية بين كل حمل وآخر، من أجل حصول الطفل على حقه في الرعاية والتربية، فالعناية بالطفل الواحد ليست كالعناية والاهتمام بطفلين أو أكثر، وحتى تستطيع الأم خلالها استرداد عافيتها وراحتها بعد تعب الحمل والولادة والرضاعة، وكذا تستطيع الأسرة أن تنعم بجو من الراحة ربما تفتقده مع وجود كثرة الأطفال.
 
وليعلم الزوجان أن التنظيم لا يردُّ من قدر الله شيئا بل هو من قدر الله، ففي الحديث: «إذا أَرَادَ الله خلق شيءٍ لم يمنعهُ شيءٌ»، وإنما هو مجرد أخذ بالأسباب لتستطيع الأسرة القيام بأعباء المعيشة تجاه أبنائها وتربيتهم تربية سليمة وفق عادات وتقاليد المجتمع الأصيلة وتوجيهات الشرع الشريف.
 
أما إهمال التنظيم فلا شك أنه يوقع الأسرة في أزمات اقتصادية لا تنتهي وكذا التقصير في حقوق أبنائها مما يؤثر على المستوى التعليمي والخلقي لهم، ثم إن كثرة الإنجاب ليست مقصودة لذاتها بل تصير في كثير من الأحيان عاملًا من عوامل ضياع الحقوق وانتشار الجريمة.
 
3. ينبغي أن تكون تسمية الأولاد بالتشاور بين الزوجين
 
من حسن العشرة بين الزوجين أن تقوم حياتهما على التشاور في جميع أمورهم، ومن ذلك تسمية الأبناء، فيَحسُن بالزوجين أن يتشاورا ويتفقا على اسم المولود، ويتخيرا له اسمًا حسنًا.
 
4. حافظا على أسرتكما من التفكك، فهي الوعاء الأول الذي ينشأ فيه طفلكما ويشكّله ثقافيا ومجتمعيا
 
أسرتكما هي التي تشكِّل وجدان الطفل ثقافيًّا واجتماعيًّا، والحفاظ عليها يكون ببذل الجهد من الزوجين كي تنعم الأسرة بحياة سعيدة مترابطة، قال الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [النساء: 19]، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
 
5. الأسرة هي حلقة الوصل بين الطفل والمجتمع فلتقم بدورها المنوط بها
 
الأسرة هي بوابة طفلكما إلى المعرفة بحيث إنها تنقُل إليه ثقافة المجتمع ومعارفه، فاحرصا على أن تقوم بدورها، واجعلا ذلك من أولوياتكما في الحياة، فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيِّع من يقوت»، وهذه الرعاية مشتركة بين الرجل والمرأة وليست مسؤولية واحدٍ منهما فقط.
 
6. اعتنيا بأسرتكما فهي مصدر الأمن والحماية لأطفالكم
 
تمثل الأسرة مصدرًا أساسيًّا من مصادر الأمان الفكري والروحي للطفل؛ من خلال توفير الحماية والوقاية من الأفكار المنحرفة واللاأخلاقية، وتوعيته بالمخاطر التي تترتب عليها، ومن ثَمّ يبتعد الطفل عنها وينفر منها، ويتمسك بالعادات الأصيلة، والقيم الإنسانية النبيلة، فالحفاظ على كِيَان الأسرة لا شك أنه يساهم في حماية الطفل والحفاظ عليه من كل هذه المخاطر.
 
7. رعاية الطفل مسؤولية مشتركة بين الزوجين
 
ينبغي لكلا الزوجين تدبير الوقت الكافي لرعاية أبنائهما، فالتربية ليست مسؤولية الأم فقط أو الأب فقط، بل هي مسؤوليتهما معًا؛ فمتى تخلى عنها واحد منهما تأثر الأطفال بذلك؛ لأن العلاقة بين الأطفال ووالديهم تكاملية وتشاركية، ومن هنا يجب على الأبوين بذل الوقت الكافي لتربية أبنائهم والقيام بحقهم.
 
8. قيام الوالدين بتربية أطفالهما له أجر عظيم وثواب جزيل
 
من جود الله عزَّ وجل وكرمه أنه وهب من يقومون بتربية الأولاد أجرًا جزيلًا وثوابًا عظيمًا نظير تربية الأولاد؛ وقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدال على الخير كفاعله»، وعن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا»، وفي الحديث أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل لترفع درجته في الجنة بدعاء ولده له».
 
9. لا بد من وجود القدوة في الأسرة
 
أول ما تقع عليه عين الولد: أفراد أسرته، فكلما كانت الأسرة من حوله أكثر التزامًا وارتباطًا بتعاليم الدين، وأكثر تمسكًا بالقيم والمبادئ الحسنة، كانت سلوكيات طفلك كذلك، وبالعكس فإن غياب تعاليم الدين وتوجيهاته، وكذا غياب القيم سيكون له أثرٌ سيئ على التكوين السلوكي لطفلك.
 
وفي القرآن الكريم قال الله تعالى: ﴿وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدٗا﴾ [الأعراف: 58]، وقد أشار القرآن الكريم إلى أن القدوة من أجلِّ وسائل التربية، قال الله تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21].
 
10. لا تبحثا عن المثالية في تربية أولادكما، وقدِّما لهم أفضل ما في وسعكما، ولا تبخلا عليهم بشيءٍ تستطيعان بذله
 
افعلا ما بوسعكما في حسن تربية الأولاد، قال الله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَا﴾ [البقرة:286]، وفي القرآن الكريم أيضًا: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَآ ءَاتَىٰهَا﴾ [الطلاق: 7]، ولا تهملا الدعاء بالصلاح لأولادكما فهو من أعظم أسباب استقامتهم.
 
واعلما أنه لا يوجد ما يسمى بالكمال المطلق في مجالات التربية، فلا ترهق طفلك بطلبه، واستثمر ما يمكنك فعله من أساليب التربية للوصول به إلى أفضل مستوى ممكن، وفي الحديث الشريف قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سددوا وقاربوا وأبشروا»، فهذا هو المطلوب وهو التسديد على قدر الاستطاعة والاقتراب من الكمال. 
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق