كيف تساعدنا الدهون الصحية على إنقاص الوزن؟

الجمعة، 12 مايو 2023 12:18 م
كيف تساعدنا الدهون الصحية على إنقاص الوزن؟

قد تشعر بالرضا عندما تطلب قهوة بحليب خالي الدسم أو عندما تستبدل بالجبن الطري جبن شيدر قليل الدسم حرصاً منك على قلبك، وأحياناً كثيرة يقدم البعض عن الكف من استهلاك زيت الزيتون اللذيذ، ويستعيض عنه ببخاخ القلي القليل الدسم. لكن حتماً ستفاجأ عندما تعلم أن كل هذه القرارات ربما تكون خاطئة.
 
وعلى مدار عقود، اكتسبت الدهون «سمعة سيئة»، إلى حد تغيير طريقة تناولك للطعام، بينما أصر دليل تغذية للأطفال الصادر عام 1918 على أن الدهون كانت أهم عنصر غذائي على الإطلاق.
 
وفي ما يلي حقيقة الدهون في طعامنا، وفقاً لما ورد في صحيفة التليغراف:
 
بحلول الثمانينيات من القرن الماضي، سيطرت عبارة «الدهون سيئة»، ولم يتم استبدال الدهون التقليدية بزيت الزيتون، بل بالدهون المصنعة في المختبر والسكر والكربوهيدرات المكررة، وبدلاً من تناول حليب كامل الدسم، بتنا نتسابق لمنزوع الدسم، وتهافتنا على بدائل الزبد والقشدة الفائقة المعالجة، مثل المارجرين ولبن الفاكهة القليل الدسم، حتى الكعك والآيس كريم المنزوع الدسم ملأ أرفف السوبر ماركت.
 
ولكن بدلاً من أن نصبح أكثر نحافة، أصبحنا أكثر بدانة. وهناك أخطاء فادحة تم ارتكابها يجب تصحيحها، وهي:
 
1- الدهون أمر حيوي
 
في الواقع، الدهون الطبيعية أمر ضروري في أي نظام غذائي صحي متوازن.
 
وتقول اختصاصية التغذية بريا تيو: «نحن بحاجة إلى بعض الدهون في وجباتنا الغذائية لمساعدتنا على امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون A وD وE وK. وتعتبر الدهون أيضاً مصدراً للأحماض الدهنية الأساسية التي لا يستطيع الجسم تكوينها بنفسه»، وعندما نتخلص من الدهون، فإننا نميل إلى تناول المزيد من النشا والسكر وحتى الدهون الاصطناعية الأقل صحية بدلاً من ذلك.
 
في الواقع، تظهر العديد من الدراسات اليوم أن تناول منتجات الألبان الكاملة الدسم بدلاً من الحليب المنزوع الدسم والجبن القليل الدسم يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسمنة، وخلصت ورقة بحثية صدرت عام 2019 بعنوان «التقدم في التغذية» إلى أن «منتجات الألبان الكاملة الدسم لا تسبب زيادة الوزن، وأن استهلاك الألبان بشكل عام يزيد من كتلة الجسم الخالية من الدهون ويقلل من دهون الجسم، وأن الزبادي والجبن وحتى دهون الألبان قد تحمي من مرض السكري من النوع 2».
 
2- حقيقة الدهون المتحولة
 
للحصول على الدسم في الزبادي، تم ادخال صناعة أغذية «النشويات المعدلة» المصنعة والمخبرية، فتم استبدال الحلاوة الطبيعية لدهن الحليب بالسكر، وبدلاً من الزبد، كان الكرواسون مليئاً بالمواد الاصطناعية.
 
وثبت أن هذه المواد المضافة تتسبب في إفساد بكتيريا الأمعاء، والتي تلعب دوراً في التحكم في الوزن. ففي عام 1911، طورت شركة Procter & Gamble دهوناً من صنع الإنسان (غالباً ما توصف بأنها دهون متحولة) في واحدٍ من أهم التغييرات في النظام الغذائي الغربي.
 
وترتبط الدهون المتحولة في الدراسات بزيادة خطر الإصابة بأحداث الشريان التاجي بنسبة 16 في المئة، وزيادة بنسبة 34 في المئة في جميع أسباب الوفيات، وزيادة بنسبة 28 في المئة في معدل وفيات القلب التاجي، و21 في المئة زيادة في مخاطر الإصابة بأمراض القلب. كما ارتبطت أيضاً بزيادة خطر زيادة الوزن.
 
3- خيارات «القليلة الدسم» ليست دائماً أكثر صحة
 
يمكن أن تحتوي الأطعمة القليلة الدسم على سكر وإضافات أكثر من الأطعمة العالية الدهون. علاوة على ذلك، يمكن أن يجعلنا تناول الطعام القليل الدسم أكثر جوعاً.
 
ويقول خبير التغذية كيم بيرسون، الذي تتخصص عيادته في إنقاص الوزن: «إن الجمع بين الدهون والكربوهيدرات يبطئ إطلاق السكريات في مجرى الدم، مما يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم، لكن التقلبات تعزز الجوع والرغبة الشديدة وتخزين الدهون».
 
4- احرص على تناول المكسرات والسمك
 
ذكرت مراجعة نشرت عام 2019 في مجلة BMJ Nutrition Prevention and Health أن زيادة الاستهلاك اليومي من المكسرات مرتبطة بزيادة أقل في الوزن على المدى الطويل وانخفاض خطر الإصابة بالسمنة لدى البالغين، وتقلل علامات الالتهاب.
 
وتقول اختصاصية التغذية د.فيديريكا أماتي إن المفتاح هو أننا يجب أن نحصل على دهوننا من الأطعمة الطبيعية الكاملة. ومن المعروف أن دهون أوميغا 3 في الأسماك الزيتية تعمل على تحسين صحة الدماغ والقلب.
 
5- الدهون المشبعة تختلف وفق المصدر
 
وجدت دراسة أنه لا صلة بين الكمية الإجمالية للدهون المشبعة التي يستهلكها الأشخاص وخطر الإصابة بأمراض القلب.
 
وقالت د. نيتا فروحي، مؤلفة الدراسة المشاركة في الدراسة على موقع The Conversation الإخباري، وهي أستاذة صحة السكان والتغذية في كلية الطب السريري بجامعة كامبريدج: وجدنا أن الأشخاص الذين تناولوا المزيد من الدهون المشبعة من اللحوم الحمراء كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. لكن العكس كان صحيحاً بالنسبة لأولئك الذين تناولوا المزيد من الدهون المشبعة من الجبن والزبادي والأسماك.
 
الدهون المشبعة في الجبن والزبادي 
 
تقول د. نيتا فروحي: يحتوي الزبادي والجبن على فيتامين K2 ومنتجات التخمير التي ربطتها دراسات سابقة بتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. إذ يرتبط حمض البنتاديكانويك المتوافر بكميات أعلى نسبياً في دهون الألبان بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
 
من ناحية أخرى، هناك حمض دهني مشبع يسمى حمض البالمتيك بكميات أكبر في اللحوم الحمراء ويرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
 
وحول الارتباط بين الأطعمة الغنية بالدهون والتحكم في الوزن أثار البحث الجديد دهشه، حيث أشار إلى أن نفورنا من الدهون المشبعة يمكن أن يفسر انتشار وباء السمنة. ويعلم العلماء أن معدلات الحرق لدينا قد انخفضت بشكل غامض على مدى عقود، ويرجع ذلك إلى أنماط حياتنا الحديثة.
 
وأكدت دراسة نُشرت الشهر الماضي في مجلة Nature Metabolism إلى أننا لا نتحرك كثيراً في الواقع، ووجدت أن الأيض لدينا قد انخفض بمعدل 7.7 في المئة لدى الرجال و5.6 في المئة لدى النساء.
 
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور جون سبيكمان، من جامعة أبردين: «انخفضت نسبة الدهون المشبعة في وجباتنا الغذائية من 90 في المئة في عشرينيات القرن الماضي إلى أقل من 20 في المئة الآن».
 
ويضيف أن هذا قد يكون لأن البنية الكثيفة للدهون المشبعة تعني أن الجسم يجب أن يستخدم المزيد من الطاقة لتفتيتها؛ لذا إذا كانت الدهون المشبعة ليست كلها سيئة، ويمكن أن تساعدنا الدهون في الحصول على نحافة والحفاظ عليها، فماذا يجب أن نأكل؟
 
تشير أبحاث د. فروحي إلى أنه من الجيد الحصول على معظم الدهون من الأطعمة الطبيعية مثل الحليب والجبن والأسماك وزيت الزيتون. ولا تخافوا من القليل من الزبد أو اللحوم الحمراء - فقط من دون إفراط.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق