معبر رفح.. شائعات كثيرة وحقائق ثابتة

السبت، 11 مايو 2024 07:00 م
معبر رفح.. شائعات كثيرة وحقائق ثابتة

- المعبر مفتوح على مدار الساعة لإدخال المساعدات للقطاع واستقبال الجرحى والمصابين.. ولا تنازل عن السيادة المصرية على حدودها

معبر رفح مغلق، مصر ستتولى إدارة المعبر من الجانبين، الاستعانة بإدارة دولية للمعبر، هذا جزء بسيط من شائعات كثيرة، استهدفت خلال الفترة الماضية معبر رفح البرى، على الحدود بين مصر وقطاع غزة، رغم أن الحقائق على المعبر ثابتة، فالمعبر وتحديدا بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضى، مفتوح على مدار الـ24 ساعة يوميا، ولم يغلق للحطة واحدة، حتى حينما استهدف الاحتلال الإسرائيلى الجانب الفلسطينى من المعبر، لم تغلق مصر المعبر من جانبها.

فما هى قصة معبر رفح، ولماذا هو الأكثر عرضة للشائعات والأكاذيب؟

على مدار العقود الماضية، طرأ على الإدارة المتحكمة فى معبر رفح من الجانب الفلسطينى الكثير من التغيرات، فالمعبر الذى أعيد بناؤه بموجب اتفاقية أوسلو عام 1993 ظل تحت سيطرة هيئة المطارات الإسرائيلية حتى نوفمبر عام 2005 وهو الموعد الذى انسحبت فيه سلطات الاحتلال من القطاع، ليتم بعدها الاتفاق على نشر مراقبين أوروبيين لمراقبة حركة المعبر بمشاركة مصر، وفى نوفمبر 2005، وقعت إسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفاقية المعابر، التى نصت على أن «يخضع معبر رفح للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطينى فى العبور والتبادل التجارى، بما لا يمس الأمن الإسرائيلى»، وفى أعقاب سيطرة حركة حماس على غزة فى يونيو 2007، كان معبر رفح على موعد مع صفحة جديدة مليئة بالخلافات والتغييرات الإدارية، حيث أدى ذلك إلى توقف الرقابة الأوروبية بسبب غياب قوات السلطة الفلسطينية، ما أبقى المعبر مغلقا لفترة.

وبين هذا وذلك، ظل التعامل المصرى مع معبر رفح يخضع لعدة اعتبارات أولها، هو ممارسة السيادة الكاملة على الجانب المصرى، فى إطار حماية الأمن القومى، والاعتبار الثانى التزام مصر بتعهداتها الدولية فيما يخصها من اتفاقيات المعابر التى تنظم الحركة على الجانب الفلسطينى من المعبر، وهو ما ظهر قبل العدوان وبعده، فخلال أكثر من 7 أشهر الماضية، بذلت القاهرة أقصى جهودها لاستمرار دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، عبر معبر رفح، للوقوف مع أهالى غزة فى الأوضاع الإنسانية الكارثية التى يمرون بها جراء هذا العدوان الدموى.

ورغم أن معبر رفح من الجانب المصرى غير مخصص ولا مهيأ إنشائيا لدخول البضائع، إلا أن مصر تغلبت على هذه العقبة بجهود فنية كثيفة وعاجلة ليسمح بمرور الشاحنات متخطية كل ما يعوق توجيه المساعدات للقطاع، فبعدما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلى الطرق المؤدية للمعبر من الجانب الفلسطينى 4 مرات على الأقل ليحول دون أى تحرك عليها، قامت مصر فى خلال فترة وجيزة للغاية بالإصلاح الكامل لهذه الطرق.

ولم يغلق معبر رفح من الجانب المصرى لحظة واحدة طوال أيام العدوان، وقبلها، وهو ما أكدت عليه عشرات المرات تصريحات رسمية بدءا من الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزارة الخارجية وكل الجهات المعنية، مطالبين الجانب الإسرائيلى بعدم منع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع والتوقف عن تعمد تعطيل أو تأخير دخول المساعدات بحجة تفتيشها، ونجحت الدولة المصرية فى إجلاء عشرات آلاف من المواطنين الأجانب وذويهم من خلال تنسيق موسع مع أكثر من 80 سفارة وهيئة دولية عاملة فى مصر، فضلا عن إدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والوقود والأدوات الغذائية والطبية وخيام الإيواء وغيرها.

وخلال الأيام القليلة الماضية، تناقل البعض شائعات وادعاءات عديدة حول المعبر ومستقبله، ليصل الأمر إلى بناء تخيلات ومزاعم بعيدة عن الواقع تضع المعبر الحيوى فى عمق الأحداث لتتجه أنظار العالم كلها حوله؛ خاصة بعد انتشار صور ومقاطع فيديو تكشف سيطرة إسرائيل على معبر رفح، وهو ما ردت عليه القاهرة على لسان مصدر رفيع المستوى أكد أن الوفد الأمنى المصرى حذر نظرائه فى إسرائيل من عواقب اقتحام معبر رفح البرى من الجانب الفلسطينى، وطلب وقف هذا التحرك فورا.

تحذيرات مصر أيضا جاءت بالتزامن مع تردد شائعات خرجت أغلبها من الصحف الإسرائيلية والأجنبية حول مستقبل معبر رفح بعد ساعات قليلة من سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلى عليه، من ضمن هذه الادعاءات ما نقلته صحيفة «هآرتس» العبرية إن شركة أمن أمريكية خاصة ستتولى إدارة معبر رفح الحدودى مع مصر بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية فى رفح جنوب قطاع غزة، وهو ما نفته القاهرة جملة وتفصيليا قائلة «لا صحة شكلا وموضوعا لما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تولى مصر أى مسؤوليات أمنية داخل قطاع غزة من أى نوع»، محذرة «من تفاقم الوضع الإنسانى المتردى فى غزة نتيجة العمليات الإسرائيلية».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق