ماذا يريد نتنياهو؟
السبت، 10 أغسطس 2024 04:14 م
محمد فزاع
موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عملية السلام والمفاوضات يثير الكثير من الجدل والتساؤلات، فمنذ توليه السلطة في دولة الاحتلال، انتهج نتنياهو سياسة تعتمد على القوة والتوسع والتجاهل الواضح لجهود السلام التي تهدف إلى حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.. هذا الموقف يعكس رؤية نتنياهو القائمة على الدمار والتهجير بدلاً من البحث عن تسوية عادلة ومستدامة.
نتنياهو لم يكن يوماً مؤيداً حقيقياً لعملية السلام، بل إن خطواته وتصريحاته تدل على أنه يرى في المفاوضات مجرد وسيلة لشراء الوقت والاستمرار في بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. هذه المستوطنات التي تعتبر بموجب القانون الدولي غير شرعية، تشكل عقبة رئيسية أمام حل الدولتين، وهو الحل الذي يحظى بدعم كبير من المجتمع الدولي.
لكن ما هو أكثر إزعاجاً هو استمرار سياسة القمع والقتل التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.. قتل المدنيين، تدمير المنازل، التهجير القسري، والاعتقالات الجماعية هي جزء من سياسة منهجية تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للشعب الفلسطيني وإجباره على الاستسلام، ولكن هذه الأفعال تعكس رؤية نتنياهو التي ترى في القوة العسكرية الحل الوحيد للصراع، متجاهلاً بذلك معاناة الملايين من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت قصف الاحتلال.
الهروب من السلام يعني بالضرورة السير نحو المزيد من العنف والدمار، فاستمرار سياسة التوسع والقتل لن يؤدي إلا إلى تعميق الجروح وإطالة أمد الصراع، لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال الاعتراف بحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لكن طالما استمر نتنياهو في نهجه الحالي، ستظل فرص السلام ضئيلة وستستمر دوامة العنف والمعاناة.
وفي الختام، يمكن القول إن نتنياهو يهرب من السلام لأنه يدرك أن أي تسوية حقيقية تتطلب تنازلات، وهذه التنازلات تعني نهاية مشروعه الاستيطاني التوسعي. إنه اختيار واعٍ لسياسة القمع والهيمنة، على حساب حقوق الفلسطينيين وآمال السلام. وهذا الخيار لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف، وسيظل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي جرحاً نازفاً في قلب الشرق الأوسط.