بعد توجيهات الرئيس السيسي.. تعرف على تطورات الحالة الصحية للروائي الكبير صنع الله إبراهيم

بعد مناشدة عدد من المثقفين والكُتاب لوزير الثقافة توفير أقصى رعاية صحية للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، الرئيس الشرفى السابق للنقابة العامة لاتحاد الكُتاب، مع إمكانية علاجه فى الخارج لو استدعت حالته ذلك.

اطلع الرئيس عبد الفتاح السيسي على الحالة الصحية للروائي الكبير، وتابع ما اتخذته وزارة الصحة والسكان من إجراءات ورعاية طبية شاملة منذ بداية حدوث إصابته بكسر في عنق عظمة الفخذ الأيمن والتي تطلبت تدخلا جراحيا عاجلا بمستشفى معهد ناصر الحكومي.

كما وجه، مساء أمس الاثنين، باستمرار المتابعة وتقديم جميع أوجه الرعاية الخاصة للروائي الكبير وصولاً إلى استقرار حالته الصحية.

جاء ذلك بعد أيام من زيارة وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو لصنع الله إبراهيم بالمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية بعد الأزمة التي تعرض لها مؤخرا.

وكتب الشاعر الكبير فاروق جويدة، عبر حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "صنع الله يستحق اهتمامًا ورعاية أكثر، وهناك أكثر من جهة يجب أن تعطى له اهتمامًا أكثر".

وزار الدكتور علاء عبدالهادى، الأمين العام لاتحاد الأدباء، رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، "صنع الله" للاطمئنان عليه، وقال ناصر دويدار، عضو مجلس إدارة اتحاد كُتاب مصر، رئيس لجنة القيد، رئيس لجنة الذاكرة البصرية، في تصريح صحفي إن "صنع الله" يعالج على نفقة الدولة، وهناك اهتمام كبير بحالته الصحية.

وقال الدكتور محمود سعيد، مدير معهد ناصر، إن صنع الله إبراهيم متواجد فى غرفة بمفرده، وهناك ممرضة خاصة تتابع حالته، كما أنه يتابع حالته الصحية شخصيًّا، حيث إنه يمر عليه مرتين يوميًّا مع التواصل معه بصفة دورية، وأضاف أن الحالة الصحية له تتعلق ببعض الأمراض المتعلقة بالسن، كما أن لديه كسرًا فى الحوض.

 ويحتاج إلى تركيب مفصل، لكن ارتفاع نسبة الصديد فى البول حال دون إجراء جراحة لتركيب مفصل بالحوض، كذلك لديه بعض المشكلات الصحية فى القلب والكلى، والتى يصعب معها إجراء عملية جراحية، مؤكدًا انتظار الفريق الطبى لاستقرار الأوضاع الصحية كاملة لإجراء الجراحة، وفور استقرار الحالة الصحية سيتم إجراء العملية الجراحية اللازمة بعد الانتهاء من الفحوصات والمناظير التى يخضع لها.

وقال الكاتب أشرف العشماوى: "صنع الله إبراهيم ليس روائيا قديرًا فقط، بل مؤرخ بديل، يوثق المسكوت عنه في يوميات الشعوب، ولا أبالغ إن قلت إن صنع الله إبراهيم لم يكتب الرواية بقدر ما أعاد تعريفها، فمنذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم، ظل هذا الكاتب العنيد يسير عكس التيار، متسلحًا بوعي حاد وثقافة رفيعة، وإيمان لا يتزعزع بدور الأدب فى فضح الزيف وكشف ما يُراد له أن يُنسى، لم تكن الرواية عنده حكاية تروي، بل وثيقة تقاوم وتكشف، إن أهمية صنع الله إبراهيم لا تكمن فقط في ما كتبه، بل في الكيفية التي كتب بها، فقد مزج الوثيقة بالخيال ببراعة، واليومي بالتحليلي، راسمًا حدودًا جديدة لما يمكن أن تفعله الرواية في مواجهة السلطة، لا بوصفها حاكمًا فقط، بل بوصفها منظومة متكاملة من الإعلام، والسياسة، والاقتصاد، والثقافة، رفض الجوائز، وهاجم التطبيع، وانتقد المثقفين الصامتين، وبقي حتى اليوم صوتًا يصعب ترويضه".

بينما قال الكاتب محمد توفيق "فيه حاجات صعب تنساها مهما مر الوقت.. من حوالي 22 سنة قابلت الأديب الكبير صنع الله إبراهيم صدفة في محطة مترو أنفاق حلمية الزيتون، الغريب أنه في اليوم ده كانت مصر كلها بتتكلم عنه.. بعد ما رفض يستلم جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي.. وكان بمثابة التريند الثقافي الأول في مصر والعالم العربي.. ناس معاه وناس بتهاجمه.. والهجوم كان أكتر بكتير.. وقيل وقتها إنه سافر فرنسا.. عشان كده اتخضيت لما قابلته عند محطة المترو.. ومصدقتش إن الراجل اللي رفض امبارح جائزة قيمتها 100 ألف جنيه هيركب معايا المترو.. واتعلمت منه إزاي تدفع ثمن أفكارك رغم احتياجك لثمن الجائزة".

من هو صنع الله إبراهيم؟

ولد صنع الله إبراهيم عام 1937، ويعد أحد أبرز الروائيين المصريين والعرب الذين ارتبطت أسماؤهم بالثقافة والسياسة، واشتهرت رواياته بالطابع السياسي الاجتماعي، واهتمت رواياته بالتحليل الاجتماعي والاقتصادي للسلوك الإنساني في المجتمع المصري والعربي بشكل عام.

وقد حصد صنع الله إبراهيم عدة جوائز تكريمًا لمسيرته الأدبية، من بينها جائزة "غالب هلسا" من اتحاد الكتاب الأردنيين عام 1992، وجائزة أفضل رواية مصرية عام 1998 عن روايته "شرف"، وأيضا جائزة "ابن رشد للفكر الحر" عام 2004، وجائزة كفافيس للأدب في مصر عام 2017، وهي جائزة تُمنح للأدباء الذين ساهموا في تعزيز التفاهم الثقافي بين مصر واليونان.

"حكاية بنت اسمها ذات"

ومن أبرز رواياته: "بيروت بيروت" التي تتناول الحرب الأهلية اللبنانية، "نجمة أغسطس"، "اللجنة"، "شرف"، "الجليد"، كما تحولت روايته "ذات" إلى مسلسل بعنوان "حكاية بنت اسمها ذات"، لعبت بطولته نيللي كريم، وباسم سمرة والذي لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا.

الكاتب والروائى يوسف القعيد قال، "يجب علاج صنع الله إبراهيم بقرار سيادى، حتى لو خارج مصر نظرًا لما يمثله من قيمة ثقافية مصرية".

انتقل صنع الله إبراهيم في عام 1968 للعمل في وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية، وعمِل معهم أكثر من 3 سنوات، ثم سافر إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، وعمِل 3 سنوات أخرى في صناعة الأفلام، ثم عاد إلى مصر عام 1974، وتفرغ للكتابة كليًّا عام 1975.

ألف صنع الله إبراهيم العديد من الروايات، والقصص القصيرة، وقصص الأطفال، ونذكر من أعماله:

من الروايات.. إنسان السد العالي، نجمة أغسطس، اللجنة، بيروت بيروت، يوميات الواحات، ذات، شرف، وردة، أمريكانلي، التلصص، العمامة والقبعة، القانون الفرنسي، الجليد، برلين 69، رواية 1970.

من القصص القصيرة.. تلك الرائحة، الثعبان، أرسين لوبين، أبيض وأزرق".

من قصص الأطفال.. رحلة السندباد الثامنة، يوم عادت الملكية القديمة، عندما جلست العنكبوت تنتظر، الدلفين يأتي عند الغروب، اليرقات في دائرة مستمرة، الحياة والموت في بحر ملون.

حصل صنع الله إبراهيم على العديد من الجوائز، من بينها: "جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004، وجائزة كفافيس للأدب عام 2017".