سر ألوان الفراعنة.. إعادة ابتكار وصفات صبغة الأزرق المصرية القديمة

الخميس، 12 يونيو 2025 11:20 ص
سر ألوان الفراعنة.. إعادة ابتكار وصفات صبغة الأزرق المصرية القديمة

أعاد فريق من العلماء وعلماء الآثار الأمريكيين ابتكار ألوان الصبغة الزرقاء المصرية القديمة المتعددة، والتى يمكن أن تساعد الباحثين على تحديد، وربما إصلاح، القطع الأثرية القديمة التى استخدمت هذه الصبغة الثمينة - بما فى ذلك اللوحات على المقابر والآثار والتوابيت المصرية القديمة.
 
يبدو أن وصفة الصبغة الشهيرة كانت سرًا محفوظًا بعناية بين الحرفيين على مدار معظم الخمسة آلاف عام الماضية، حيث يقول جون ماكلوى، عالم المواد والمهندس فى جامعة ولاية واشنطن، والمؤلف الرئيسى للدراسة التى نشرها موقع chemistry world: "أول دليل لدينا عليها يعود إلى مصر القديمة، ثم هناك أدلة على هذا النوع من العمليات لآلاف السنين بعد ذلك".
 
ويوضح أن عامل التلوين الرئيسى فى الأزرق المصرى هو معدن الكوبروريفايت النحاسي - وهو شكل من أشكال سيليكات الكالسيوم النحاسية - ولكن يمكن استخدامه لإنتاج دهانات بمجموعة واسعة من الألوان، اعتمادًا على المواد الأخرى المستخدمة وكيفية تسخين الخليط.
 
ووجد الباحثون أن بعض الاختلافات فى عملية صنع الصبغة تُنتج كميات متفاوتة من الزجاج المشبع بالنحاس أو "الأخضر"، نتيجة تفاعل النحاس مع الصودا (Na2CO3) فى الخليط المُشتق من النطرون وكشفوا أن التحكم فى كمية الزجاج الأخضر المُنتجة فى هذه العملية كان جزءًا أساسيًا من نجاح الوصفة، وفقًا لجون ماكلوى.
 
شارك فى الدراسة الجديدة علماء الحفاظ على الآثار وعلماء الآثار ذوو المعرفة المباشرة باستخدام الأزرق المصري، وفحص الباحثون عينات أصلية من الصبغة، التي استُخدمت لطلاء الحجر والفخار والخشب، ونوع من الورق المعجن من مصر القديمة يُسمى الكارتوناج.
 
ثم قام الباحثان بتوليف درجات مختلفة من الصبغة القديمة من خلال تغيير أوقات التسخين والمكونات الخام المتاحة للمصريين القدماء - مصادر النحاس، والسيليكا، والجير، أو الصودا، وربما رماد نباتات المياه المالحة - ودرسا المواد الناتجة باستخدام التحليل المجهري بالأشعة السينية بشعاع الإلكترون وتقنيات أخرى لفهم العوامل التي أثرت على الألوان بشكل أفضل.
 
وأخيرًا اختار الباحثان أفضل 12 درجة لونية أعيد إنتاجها لعرضها في معرض مصري قديم في متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي في بيتسبرغ، بنسلفانيا.
 
ويأمل ماكلوي أن يستخدمها علماء الحفظ لتحديد الطريقة المستخدمة لإنتاج طلاء أزرق مصري على قطعة أثرية معينة، وربما تُرشدهم إذا حاولوا إصلاحها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة