الملحق الثقافى المصرى بفرنسا: الإقبال على معرض "لغز كليوباترا" يعكس عمق العلاقات
الأربعاء، 18 يونيو 2025 05:47 م
قالت الملحق الثقافى المصرى بفرنسا الدكتورة شاهندا عزت إن الإقبال الكبير الذى شهده الافتتاح الرسمى لمعرض "لغز كليوباترا " بمعهد العالم العربى فى باريس، يعكس عمق العلاقات المصرية الفرنسية على المستوى الثقافى.
وأضافت الدكتورة شاهندا - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس - أن المتعارف عليه أن الجمهور الفرنسي لديه شغف وولع بالحضارة المصرية، مشيرة إلى أن الإقبال الكبير على المعرض منذ افتتاحه، يعد ترجمة لعمق العلاقات المصرية الفرنسية على المستوى الثقافي، وتجسيدًا للزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر والتي شهدت جانبًا ثقافيًا مهمًا.
وتابعت "إذا تحدثنا عن مدى ولع الفرنسيين بالثقافة والحضارة المصرية، فها هو يتجسد أمامنا مع انبهارهم بالملكة كليوباترا، هذه الشخصية الأنثوية التي غيرت الكثير من نظرة العالم تجاه المرأة".
وأشارت إلى أن هذا المعرض يتضمن العديد من الأفكار الرائعة، حيث يصور كليوباترا من خلال أشكال تعبير مختلفة ومتنوعة، منها ما كتبه الكُتاب القدامى عن كليوباترا وحياتها وكيف تم تناولها بشكل صحيح أو وفقًا للأساطير التي نسجت حولها".
ولفتت إلى أنه كان هناك أشكالًا أخرى للتعبير عنها في السينما، وكيف تناولتها الأعمال السينمائية وكيف أصبحت رمزًا ليس فقط في السينما ولكن أيضًا بمجال الرسوم المتحركة، فهي تحولت إلى رمز وأيقونة ظاهرة بمجالات مختلفة للتعبير، وهو ما يدل على أهمية هذه الشخصية
وقالت "ما جذب انتباهي هي الإشارة إلى أن كتابة تاريخ كليوباترا كانت كتابة ذكورية، بحيث أنه لم يُنظر لهذه الشخصية إلا من خلال جسدها .. لم يُنظر إليها كملكة استطاعت أن تغير في المفهوم نفسه الخاص بقيادة دولة عظيمة مثل مصر".
ونوهت بأن ما أثار إعجابها أكثر في المعرض هو الإشارة إلى كاتبة يونانية من القرن الـ20 وتحديدا في عام 1981، والتي تناولت ما كتبه المؤلفون في العصور الوسطى عن كليوباترا وإبرازها بهذه الصورة الحسية، واستطاعت أن تعدل عدة كلمات مستخدمة تبرز الناحية الحسية فقط، لتغيرها وتبرزها ليس كرمز للأنوثة الحسية فقط وإنما أيضا هذه المرأة كقائد او المرأة كمفكر.
وأضافت "أن هذه الفكرة العبقرية في حد ذاتها يمكن أن يتم تناولها في بحث مفصل ويتم المقارنة بين الصورة كما كانت ظاهرة في الكتابات القديمة والصورة بعد تعديلها كوجه مشرف للمرأة".
وشددت الملحق الثقافي المصري بفرنسا على أهمية القوة الناعمة في ربط الشعوب ببعضها البعض، قائلة "إن الثقافة، هذه القوة الناعمة والتعليم هما الأساس لكي نستطيع بناء جسور التواصل مع أي بلد آخر وإقامة علاقات قوية متينة".
وكان حفل الافتتاح الرسمي لمعرض "لغز كليوباترا" قد انطلق بمعهد العالم العربي بباريس، بحضور لفيف من المؤرخين والمفكرين والكُتاب والمهتمين بعلم المصريات وبالحضارة والثقافة المصرية القديمة، حيث أعربوا عن انبهارهم بهذا التاريخ وهذه الشخصية العظيمة الملكة "كليوباترا" آخر ملوك البطالمة في مصر، والتي حكمت مصر القديمة منذ أكثر من ألفي عام بعد وفاة والدها بطليموس الثاني عشر (من عام 51 وحتى 30 قبل الميلاد).
ويسلط المعرض الضوء على ملكة مصر "كليوباترا" هذه الشخصية التاريخية وعلى الأسطورة التي نُسجت حولها، وحرص معهد العالم العربي أن يبرز صورًا متعددة لكليوباترا، من خلال عرض كتب التاريخ ولوحات وأعمال مسرحية وسينمائية وغيرها من الانتاج الفني الذي ساهم في صناعة أسطورة كليوباترا.
ويبرز المعرض حياة كليوباترا السابعة، والتي وُلدت في الإسكندرية عام 69 قبل الميلاد، وورثت مملكة تخضع لنفوذ روما وفرضت نفسها بوصفها دبلوماسية بارعة للحفاظ على سلطتها.. إلا أن بعد وفاتها، صارت الدولة المصرية جزءا من الإمبراطورية الرومانية وطُويت صفحة من تاريخ المتوسط.
ولكن موت كليوباترا لم يغلق كتاب حكايتها، بل أعلن عن بداية أسطورة، ففي هذا الصدد سلط معهد العالم العربي الضوء على أشهر شخصية نسائية في التاريخ، وقد نسجت حولها أسطورة عظيمة لشخصية تجمع بين العاطفة والجمال والسياسة والذكاء.
وعلى الرغم من شهرة كليوباترا، فإن ندرة المصادر التاريخية وتناقضها تجعلها لغزا حقيقيا، حيث يحاول معهد العالم العربي من خلال هذا المعرض الكشف عن أحدث ما توصلت إليه المعرفة التاريخية والأثرية.
ويضم المعرض مجموعة منتقاة ليس فقط من القطع الأثرية، ولكن من اللوحات والمنحوتات والمخطوطات والمجوهرات والعملات المعدنية، والأزياء والصور الفوتوغرافية، إذ يضم نحو 250 عملا فنيا وقطعة أثرية من العصور القديمة وحتى يومنا هذا، منتقاة من متحف اللوفر، وقصر فرساي، ومتاحف أخرى في فرنسا وإسبانيا، والولايات المتحدة، وإيطاليا، وسويسرا.
كما يبرز المعرض الجانب الاقتصادي والسياسي لعصر محوري، حين كانت مملكة مصر - تحت الحماية الرومانية - وعاصمتها الإسكندرية، قلب العالم الهلنستي، ومركزا مزدهرا للدراسة والتجارة، فقد انتهجت كليوباترا، آخر ملوك السلالة البطلمية، سياسة إصلاحية أغنت بلادها، وبفضل حكمتها الاستراتيجية البارعة، ضمنت السلام خلال 20 عامًا من حكمها.