باحثة فلسطينية: استهداف المدنيين بغزة جريمة حرب تهدف لتمرير مخطط التهجير
الثلاثاء، 01 يوليو 2025 02:47 م
قالت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، إن تكرار استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل عند مناطق توزيع المساعدات في غزة، حتى في "المناطق الآمنة" وفق تصنيف الاحتلال، هو نتيجة أوامر عليا صادرة من المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل، وتأتي في إطار استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تقليل الكثافة السكانية الفلسطينية، ونشر الفوضى داخل صفوف المدنيين، تمهيدًا لتفريغ غزة ديموغرافيًا.
وأشارت خلال مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن هذا السلوك يمثل جريمة حرب وفق القانون الدولي الإنساني، ويضاف إلى الملفات المقدمة ضد إسرائيل لدى المحاكم والهيئات الدولية.
وأكدت أن ضباطًا إسرائيليين أدلوا بشهادات تفيد بتلقيهم أوامر مباشرة باستهداف أطفال ونساء وشيوخ أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.
وأضافت أن الفلسطينيين النازحين يعانون أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث يعيشون في خيام بلاستيكية وسط درجات حرارة تتجاوز 45 مئوية، مع انعدام المياه والغذاء والرعاية الصحية، في ظل انعدام شبه كامل للأمن الغذائي بنسبة بلغت 98%.
وأكدت أن المؤسسات الدولية، رغم وعودها، غير قادرة على إدخال المساعدات في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، وأن المسؤولية الكبرى تقع على الولايات المتحدة بصفتها الداعم الرئيسي لإسرائيل، لا سيما بعد صفقة أسلحة أمريكية أخيرة بلغت 500 مليون دولار، شملت قنابل خارقة للتحصينات.
وبخصوص فرص التهدئة، رأت أن الخلافات بين الأجنحة السياسية والعسكرية في إسرائيل، وتصلب اليمين المتطرف، يعطلان أي اتفاق فعلي لوقف إطلاق النار، بينما حماس أبدت استعدادًا لوقف الحرب مقابل ضمانات واضحة.
واعتبرت أن واشنطن هي اللاعب المفصلي الوحيد القادر على الضغط الفعلي على حكومة نتنياهو.
كما كشفت عن ترتيبات إقليمية يجري بحثها تشمل إمكانية تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل في حال إنهاء وجود الفصائل المدعومة من إيران بجنوب سوريا، إلى جانب مخطط لإعادة هيكلة قطاع غزة ديموغرافيًا وسياسيًا، عبر إنشاء إدارات بديلة محلية، وتقليل عدد السكان.
وأكدت أن الفلسطينيين لا يهمهم من يحكم غزة بقدر ما يهمهم وقف القصف وإدخال الطعام، لافتة إلى أن الوضع أصبح كارثيًا ولا يمكن تحمله، معلقة: أي تهدئة قادمة، إن تحققت، ستكون مؤقتة ومرتبطة بمصالح القوى الكبرى، وليس بتحقيق العدالة أو الاستجابة للكارثة الإنسانية القائمة.