تجارب في حفظ وتوثيق التراث العربي" ندوة بمكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي
الإثنين، 14 يوليو 2025 06:55 م
نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الاثنين، ندوة بعنوان "تجارب في حفظ وتوثيق التراث العربي"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بحضور الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وأدار الندوة الدكتور أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالمكتبة.
وحرص الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد سليمان القائم بأعمال نائب مدير مكتبة الإسكندرية ورئيس قطاع التواصل الثقافي، والدكتور سامح فوزي كبير باحثيين بمكتبة الإسكندرية والمشرف على ذاكرة مصر، على حضور الندوة وذلك في إطار اهتمام المكتبة بالحفاظ على التراث.
وجّه الدكتور أيمن سليمان الشكر لإدارة المعرض على التنظيم المتميز، مؤكدًا أن الفعالية تهدف إلى إيصال رسالة توعوية للشباب بأهمية الحفاظ على التراث العربي كقيمة ثقافية وهوية حضارية، مشيراً إلى أن مكتبة الإسكندرية أطلقت منذ عامين سلسلة من الأفلام التي تتناول موضوعات التراث الثقافي، وقد لاقت تفاعلًا ملحوظًا وإقبالًا كبيرًا من فئة الشباب.
وأكد أن المكتبة تولي اهتمامًا بالغًا بالحفاظ على التراث، وتسعى إلى توعية الأجيال الجديدة بأهميته ودوره في بناء الهوية الثقافية.
واستعرض الدكتور عبدالعزيز المسلم جهود معهد الشارقة للتراث في حفظ وتوثيق التراث العربي، مشيرًا إلى أن المعهد يمثل مركزًا إشعاعيًا علميًا وثقافيًا يتميز بالريادة والإبداع في خدمة التراث الثقافي الإماراتي والعربي.
وأوضح أن المعهد يضم العديد من المرافق المتخصصة، منها قاعات تدريبية ومكتبة ثرية، ومختبرات حديثة مزوّدة بأجهزة متطورة لحفظ التراث، إلى جانب إدارات وأقسام متنوعة مثل الإدارة الأكاديمية المسؤولة عن إعداد الخطط التعليمية وتنظيم المؤتمرات العلمية والندوات الفكرية، فضلاً عن مركز التراث العربي الذي يُعنى بجمع ورقمنة عناصر التراث الثقافي العربي وفق المعايير الدولية.
كما أشار إلى وجود أقسام متخصصة في التراث العمراني تشمل الهندسة والترميم والصيانة والورش الفنية، إلى جانب مركز فعاليات التراث الثقافي ومركز الحرف الإماراتية الذي يضم قسمين للحرف النسائية والرجالية، ومكتبة الموروث التي تحتوي على مصادر ومراجع تغطي مختلف جوانب التراث الثقافي، بما في ذلك الفنون القولية والأساطير والفنون الاستعراضية والعادات والطقوس.
وتناول المسلم أبرز الفعاليات التي ينظمها المعهد، ومنها "ملتقى الشارقة الدولي للراوي"، و"أيام الشارقة التراثية"، و"ملتقى الحرف التراثية"، و"أسابيع التراث العالمي"، والتي تشمل عروضًا متنوعة من الحرف والفنون والطبخ والألعاب الشعبية والمعارض الفنية، بالإضافة إلى "مؤتمر الشارقة الدولي للتراث الثقافي" الذي يُعقد سنويًا في أكتوبر منذ عام 2016.
وفي ردّه على سؤال حول عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أجاب المسلم أن دولة الإمارات بدأت مبكرًا في تبنّي مفهوم الحكومة الرقمية، من خلال تقديم العديد من الخدمات عبر الهاتف الذكي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي بات عنصرًا أساسيًا في تسهيل مختلف جوانب الحياة، واصفًا إياه بـ"السكرتير الخاص" الذي ينجز المهام بسرعة ودقة.
وأشار إلى أن معهد الشارقة للتراث يتعامل بحذر مع استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الثقافي، حيث يقوم المعهد برصد المقالات والأعمال الإبداعية المنتَجة باستخدام هذه التقنية، ويُسمح فقط بنسبة لا تتجاوز 10% من الاعتماد عليه في المقالات والأبحاث، وفي حال المخالفة يتم حذف العمل، وذلك دعمًا للأصالة والإبداع الثقافي الحقيقي.
وأكد المسلم أن الذكاء الاصطناعي أداة مهمة، لكن يجب ألّا يلغي دور الإنسان وعقله، مشددًا على أهمية الاستعانة به كوسيلة، لا الاعتماد عليه بشكل كامل.
وعن حلمه الشخصي، عبّر الدكتور عبدالعزيز المسلم عن أمله في أن يزداد اعتزاز الإنسان العربي بهويته، قائلاً: "نحن أمة عريقة، ويجب أن نكون أكثر وعيًا بقيمة تراثنا وثقافتنا."
ووجّه الدكتور عبدالعزيز المسلم رسالة إلى الشباب، دعاهم فيها إلى ضرورة الاهتمام بالتراث والحفاظ عليه لأنه يساهم في بناء المستقبل.
وعن رؤيته المستقبلية لمشهد التراث، أعرب الدكتور عبدالعزيز المسلم عن قلقه من التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، قائلاً إن اختفاء مظاهر الحياة التقليدية في السنوات القادمة يشكّل تحديًا حقيقيًا، حيث قد ينحصر وجود التراث في أروقة المعاهد والمراكز المتخصصة فقط.
وفي مداخلة له، أكد الدكتور أحمد زايد أن الاعتزاز بالأصل والانتماء الثقافي لا يتعارض مع احترام الآخرين، بل يتكامل معه، ومضيفا أن جميع مكونات التراث العربي، بكل تنوعها، تستحق الاحترام والتقدير، لأنها تعبّر عن تاريخ طويل من الإبداع والتراكم الحضاري.
ويُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، ويشارك فيه 79 دار نشر مصرية وعربية تقدم أحدث إصداراتها بخصومات مميزة.
كما يتضمن أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 من المثقفين والمفكرين، ويُقام بالتوازي مع أنشطة ثقافية في "بيت السناري" بالسيدة زينب و"قصر خديجة" بحلوان.