كاتب وسياسى نيجرى: زيارة عبد العاطى لنيامى تفتح أبواب شراكة استراتيجية بين مصر والنيجر
الخميس، 24 يوليو 2025 01:58 م
عمر مختار الأنصاري
أكد الكاتب والسياسي النيجري، عمر مختار الأنصاري، أن زيارة الدكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة، لدولة النيجر، ضمن جولته في دول غرب أفريقيا، تعد بوابة مفتوحة نحو شراكة استراتيجية تعانق طموحات شعبي النيجر ومصر، وتؤكد على إشراك كل الأطراف في حوار بنّاء يرسم معالم مستقبل مزدهر.
وقال الإنصارى إنه "في لحظة تاريخية تتألق فيها مشاعل التضامن الأفريقي، احتضنت نيامي، درة النيجر، يوم الأربعاء 23 يوليو 2025، الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، في زيارة رسمية نسجت خيوطها من أواصر الأخوة والطموح المشترك.. هذه الزيارة التي تجلت في لقاءات رفيعة مع الفريق أول عبد الرحمن تياني، رئيس الجمهورية، وبكاري ياو سانجاري، وزير الخارجية، وعبد الله سيدو، وزير التجارة والصناعة، وافتتاح منتدى الأعمال المصري-النيجري الأول"، مشيراً إلى أن العلاقات النيجرية-المصرية تتأصل في نسيج تاريخي من التضامن الأفريقي، :حيث كانت مصر، بعراقتها ومكانتها، نبراسًا يضيء دروب القارة نحو الرفاه والاستقلال".
وأكد الأنصارى في مقال نشره على موقع "أفرو نيوز" تحت عنوان "زيارة وزير الخارجية المصري إلى نيامي.. نحو شراكة استراتيجية تعانق طموحات الشعوب"، أن الزيارة تأتي في سياق إقليمي يتشابك فيه التحدي الاقتصادي مع الهمّ الأمني، لتشكل لحظة فارقة تعزز التعاون بين نيامي والقاهرة، لافتاً إلى أن اختيار نيامي كمحطة رئيسية في جولة عبد العاطى الأفريقية يعكس إدراكًا عميقًا لمكانة النيجر كمحور استقرار في الساحل، وما تكتنزه من كنوز اقتصادية واعدة.
وأشار الأنصارى إلى افتتاح منتدى الأعمال المصري-النيجري الأول بما حمله من نقاشات تفاعلية، شكّل جسرًا متينًا يربط بين طموحات البلدين، ويؤسس لتنمية مستدامة، وقال: من منظور نيجري، يمثل هذا المنتدى مشعلاً ينير دروب الرفاه الاقتصادي. فالنيجر، بما تملكه من ثروات طبيعية وإمكانات زراعية، تتطلع إلى شركاء يحملون الخبرة والرؤية. الشركات المصرية، بسجلها الحافل في مشروعات البنية التحتية والصناعات الدوائية، تقدم نموذجًا واعدًا. لكن ازدهار هذه الشراكات يتطلب أن تكون معبرةً عن طموحات الشعب النيجري، عبر إشراك المجتمعات المحلية والقطاع الخاص في صياغة السياسات، مع ضمان الشفافية التي تجعل ثمار التنمية نصيب الجميع.
ولفت عمر مختار الأنصاري إلى أن الزيارة امتدت لتتناول التحديات الأمنية التي تواجه منطقة الساحل، حيث أكد عبد العاطي دعم مصر الراسخ لاستقرار النيجر، مشيرًا إلى أن أمن الساحل ركن أساسي في استقرار القارة، فهذا الموقف يعكس رؤية استراتيجية ترى في النيجر حجر زاوية لأمن إفريقيا، وأكد الأنصارى أن "التعاون الأمني مع مصر يمكن أن يبلغ ذروته إذا استند إلى حوار يحتضن المجتمعات المحلية، ويعزز الثقة بينها وبين المؤسسات. إن تبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب، عبر برامج مثل تلك التي يقدمها مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات، خطوة مباركة، لكن الأمن المستدام يتطلب أن يعكس تطلعات الشعب، وأن يُبنى على أسس الشفافية والإشراك، بحيث يتجلى صوت الجميع في حماية الوطن".
وشدد الأنصارى على أن زيارة وزير خارجية مصر للنيجر، تعد "فجرًا جديدًا للتعاون بين نيامي والقاهرة، يجمع بين الطموح الاقتصادي والالتزام بالاستقرار"، وقال: كمواطن نيجري يؤمن بأن قوة الأمة تكمن في نبض شعبها، أحث على أن تكون هذه الشراكة معبرةً عن تطلعات الجميع، ومرتكزةً على حوار يضمن إشراك كل صوت، فلنجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق نحو مستقبل يزدهر فيه التضامن الأفريقي، وتتجلى فيه إرادة الشعوب كمنارة للتقدم والرفاه".