حفلات مهرجان العلمين الجديدة.. ليالى لا تُنسى

السبت، 26 يوليو 2025 11:10 م
حفلات مهرجان العلمين الجديدة.. ليالى لا تُنسى
إسلام ناجي

الافتتاح المبهر لحفل أنغام يشعل انطلاقة النسخة الثالثة من المهرجان.. والجمهور في انتظار حفلات تامر حسني وأصالة وعمرو دياب

 

 

انطلقت النسخة الثالثة من مهرجان العلمين الجديدة 2025 بانطلاقة استثنائية أبهرت الجماهير، حيث توافد الآلاف على مسرح "U-ARENA" لحضور الحفل الافتتاحي الذي أحيته النجمة المصرية أنغام، وسط أجواء ساحرة وتنظيم رفيع المستوى، أثبت مرة أخرى أن مدينة العلمين الجديدة تحولت إلى مركز صيفي عالمي للفنون والثقافة والترفيه.

رفعت أنغام الستار بأغنيتها الشهيرة "عمري معاك"، لتشعل أولى ليالي المهرجان وسط هتافات الجماهير وتصفيق لا ينقطع، وواصلت تقديم مجموعة من أشهر أغانيها التي مزجت بين الكلاسيكيات والأعمال الحديثة، ما جعل الحفل يشكل لوحة موسيقية مكتملة الأركان، وتألق المايسترو هاني فرحات بقيادة الفرقة الموسيقية، مانحا العرض بعدا فنيا مميزا، بينما فاجأ الفنان تامر عاشور الحضور بظهوره المشترك مع أنغام لأداء دويتو "لوحة باهتة"، لتبلغ الأجواء ذروتها.

واحتفت وسائل الإعلام بالحفل الاستثنائي، حيث بثت شبكة تليفزيون "الحياة" وقائعه حصريا، ما ساعد في وصول أجوائه إلى ملايين المشاهدين داخل مصر وخارجها، وسط إشادة واسعة بحرفية الإخراج وتغطية الحدث، الأمر الذي دفع الحفل إلى تصدر منصات التواصل الاجتماعي طوال ساعات البث.

ورغم ما مرت به أنغام مؤخرا من ظروف صحية صعبة، أكدت على المسرح أمام جمهورها: "وجودكم النهارده هوّن عليا أي أزمة"، لتضيف بذلك بعدا إنسانيا مؤثرا عزز من قوة اللحظة، وأكسب الحفل طابع خاص يتجاوز مجرد الغناء إلى التواصل الإنساني العميق مع محبيها.

 

مدينة تتحول إلى منصة عالمية

مع استمرار المهرجان حتى 29 أغسطس، تحولت مدينة العلمين الجديدة إلى قلب نابض بالإبداع، حيث تحتضن طوال أكثر من أربعين يوما مزيجا متنوعا من الفعاليات الغنائية والرياضية والثقافية، بما يشكل تجربة سياحية وترفيهية متكاملة للمصريين والزوار من الخارج، وشهدت هذه النسخة تطورا نوعيا في مستوى التنظيم، عكس رؤية الدولة المصرية لجعل المدينة واجهة عالمية صيفية تحتضن الجميع، وتنافس كبريات المدن السياحية العالمية، وانخرطت الشركات المنظمة، وعلى رأسها "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" بالتعاون مع "تذكرتي"، في تجهيز بنية لوجستية متقدمة ضمنت سيولة الدخول والخروج، وتنقل الزوار، وتوفير خدمات متكاملة، ما جعل تجربة الحضور سلسة وخالية من أي معوقات، وهي تجربة وصفها الجمهور بـ"الاحترافية المصرية في أبهى صورها".

 

تامر حسني.. الموعد المنتظر

ضمن أجندة الحفلات التي يتلهف الجمهور لمتابعتها، يأتي حفل الفنان تامر حسني يوم 25 يوليو، والذي يقام على المسرح ذاته "U-ARENA"، في تعاون هو الثالث بينه وبين مهرجان العلمين منذ انطلاقه عام 2023، وطرحت الجهات المنظمة برومو دعائيا للحفل، كشف جانبا من المفاجآت التي يحضرها النجم لجمهوره، سواء من خلال الأغاني أو الاستعراضات الحية التي يشتهر بها.

ومن المتوقع أن يقدم حسني مزيجا من أعماله القديمة والحديثة، إلى جانب أغنيات من ألبومه الجديد "لينا معاد"، كما يشاركه المطرب الشامي في بعض الفقرات، في دويتو غنائي يعزز تنوع الأمسية المنتظرة، وتم فتح باب الحجز عبر منصة "تذكرتي"، حيث تشير التوقعات إلى أن الحفل سيكون كامل العدد.

تامر حسني أثبت خلال النسختين السابقتين من المهرجان قدرته على جذب الجماهير بأعداد كبيرة، فقدم في كل مرة حفلات حافلة بالاستعراضات، وحظي بتفاعل كبير، ما جعله أحد الأركان الثابتة في نجاحات مهرجان العلمين.

 

تنوع موسيقي يرضي كل الأذواق

لا يقتصر مهرجان العلمين الجديدة على نجوم الطرب التقليدي فقط، بل يفتح أبوابه أيضًا أمام أصوات وتجارب موسيقية جديدة، في خطوة تعكس فهمًا عميقًا لتغيرات السوق الفني، إذ تشهد النسخة الحالية مشاركة لأول مرة من النجمة أصالة، التي تحيي حفلًا ضخمًا يوم 7 أغسطس، إلى جانب دخول فناني الراب مروان بابلو وويجي سي في حفل مشترك يوم 15 أغسطس، ما يعزز من التنوع الفني ويجذب جمهورًا جديدًا إلى المدينة، كما يشهد المهرجان حفلات لكوكبة من الأسماء اللامعة مثل عمرو دياب وتامر عاشور وفريق كايروكي، ما يخلق جدولًا متوازنًا يستهدف مختلف الأذواق والأجيال، ويجعل من العلمين بوتقة موسيقية جامعة، تعبر عن وجوه متعددة للمشهد الفني المصري والعربي.

تميز مهرجان العلمين الجديدة هذا العام أيضًا بالإبهار البصري، سواء من حيث تصميمات المسارح أو عروض الإضاءة أو حتى الإطلالات الفنية للنجوم، وقد خطفت أنغام الأنظار بإطلالتها الأنيقة عند صعودها المسرح، كما لفت الانتباه توزيع الإضاءة والديكورات التي منحت كل حفل خصوصية مستقلة، بعيدًا عن التكرار أو النمطية، ما يعكس رؤية تصميمية واعية تهدف لإبهار الجمهور.

الكاميرات التي غطت الفعاليات التقطت لحظات لا تنسى، من تفاعل الجمهور مع الأغاني، إلى لقطات المؤثرات الضوئية التي غطت السماء، ما جعل كثيرين على مواقع التواصل يصفون ليالي العلمين بأنها "سحر صيفي لا يتكرر إلا هنا".

 

إشادة إعلامية وشعبية

لم تقتصر الإشادات على الحضور فقط، بل امتدت إلى الإعلاميين والنقاد، حيث أشادت الإعلامية لبنى عسل خلال برنامج "الحياة اليوم" بالنقل المباشر لحفل أنغام، معتبرة أن قناة "الحياة" قدمت نموذجا يحتذى به في تغطية الفعاليات الكبرى، مؤكدة أن تغطية المهرجان أثبتت أن الفن المصري ما زال قادرا على التأثير وقيادة المشهد العربي.

أما الجمهور، فقد امتلأت منصات التواصل بمقاطع مصورة من الحفل، وتعليقات تعبر عن الانبهار بروعة التنظيم وقوة الأداء، وحرص كثيرون على الإشادة بدور الشركات المنظمة والدولة في توفير هذا النوع من الفعاليات التي تغير وجه الصيف المصري، وتعيد صياغة مفهوم السياحة الداخلية والخارجية.

 

العلمين الجديدة.. من مشروع تنموي إلى وجهة ثقافية

تحولت العلمين الجديدة في سنوات قليلة من مشروع عمراني على الخريطة إلى واحدة من أهم مدن الجذب الثقافي والفني، نتيجة لرؤية استراتيجية تبنتها الدولة لخلق نموذج متكامل للمدن الجديدة التي تجمع بين البنية التحتية القوية، وروح الحياة الحديثة، وقد أسهمت الفعاليات الكبرى، وعلى رأسها مهرجان العلمين، في ترسيخ هذه الصورة الذهنية، وتحويل المدينة إلى محطة رئيسية في جدول السياحة الصيفية في مصر

المدينة لم تعد مجرد وجهة ترفيهية، بل تحولت إلى مركز يجمع الإبداع والابتكار الفني، ويعكس روح مصر المتجددة، في مشهد يؤكد أن الاستثمار في الثقافة والفن لم يعد ترفًا، بل بات ضرورة لبناء جسور التواصل مع العالم.

أبدى الزوار من داخل وخارج مصر انبهارهم بالتنظيم والمحتوى، حيث رصدت كاميرات قناة "إكسترا نيوز" شهادات مباشرة من الحضور، أشاروا خلالها إلى أن ما شهدوه في العلمين لا يقل في مستواه عن أشهر مهرجانات العالم، مؤكدين أن مصر قادرة على المنافسة في قطاع الترفيه إن امتلكت الأدوات والإرادة، وهي الرسالة التي يبعث بها مهرجان العلمين عامًا بعد آخر.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة