أسامة شعث: مصر تدفع ثمن مواقفها الشريفة من القضية الفلسطينية

قال الأكاديمي الفلسطيني الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن مصر تدفع ثمن مواقفها الشريفة والثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني بريء من أي اعتداء مشبوه على سفارات مصر، لأنها الدولة الوحيدة التي حافظت على هوية فلسطين، وأشعلت شرارة المقاومة فيها حتى قبل ظهور بعض الدول العربية على الخريطة.

 

وأضاف شعث أن مصر رفضت إغراءات الولايات المتحدة المتعلقة بالتهجير، وحشدت المجتمع الدولي عبر سفاراتها، كما عقدت مؤتمرًا دوليًا لوقف إطلاق النار، ووضعت خطة متكاملة لإعمار غزة، في إطار التزامها الدائم بالقضية الفلسطينية.

 

وأوضح أن مصر تصر على تحقيق المصالحة الوطنية وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، متحدية بذلك التجاذبات الإقليمية والتنافس العربي على الأرض الفلسطينية، في ظل وجود أجندات تسعى لتكريس الانقسام. وتساءل شعث: لمصلحة من يُعتدى على سفارات مصر؟ مؤكدًا أن من يرتكب مثل هذا الفعل لا يمثل الشعب الفلسطيني، بل يوجه طعناته للقضية ذاتها، ويصرف الأنظار عن المجازر والتجويع الذي يتعرض له سكان غزة، ويمهّد لتبرئة الاحتلال الذي يحاصر القطاع ويحتل أكثر من 75% من مساحته، بما في ذلك مدينة رفح، المنفذ الجغرافي الوحيد إلى مصر.

 

وأكد أن استهداف وتشويه دور الدبلوماسية المصرية هو هدف واضح للاحتلال، لأن إضعاف مصر يعني ضرب العمق الحقيقي لفلسطين. وذكّر بكلمات الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي قال إن مصر هي عمود الخيمة.

 

ووجّه شعث رسالة إلى مصر قيادةً وشعبًا قال فيها: الشجرة المثمرة هي التي تُرمى بالحجارة، ويستظل الجميع بظلها، مستشهدًا بقوله تعالى: "واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكُ في ضيقٍ مما يمكرون" (النحل: 127).