الحمض النووي لمومياوات "الكائنات الفضائية" يثير تساؤلات جديدة

الإثنين، 18 أغسطس 2025 11:41 ص
الحمض النووي لمومياوات "الكائنات الفضائية" يثير تساؤلات جديدة

في عام 2015، اكتشف حفار قبور في بيرو عدة جثث محنطة داخل كهف، مما أثار جدلاً عالميًا، وسرعان ما عُرفت هذه البقايا، التي تحمل ثلاثة أصابع في اليد والقدم، باسم "مومياوات الكائنات الفضائية في بيرو"، وفقا لما نشره موقع صحيفة" greekreporter".
 
وأثار هذا التشريح غير المألوف تكهنات بأنها قد تكون من خارج كوكب الأرض، أو لنوع بشري لم يكن معروفًا من قبل، أو خدعة مُحكمة.
 
يخضع اليوم حوالي عشرين مومياءً لتحليل علمي، وقال الباحثون إن العينات تحتفظ بأنسجة وعضلات وحتى أعضاء داخلية محفوظة، ويُعتقد أن إحداها كانت حاملاً وقت الوفاة.
 
وزار جيسي ميشيلز، مُقدّم بودكاست " الكيمياء الأمريكية"، الموقع مؤخرًا، وصرّح لصحيفة "ديلي ميل" بأن الأدلة لا تدعم وجود كائنات فضائية، مشيرا إلى أنها قد تُمثّل نوعًا جوفيًا مجهولًا.
 
وقال ميشيلز: إن خبيرًا في المعلوماتية الحيوية فحص بيانات الحمض النووي المتاحة للعامة، ووجد طفرة في جين مرتبط بتشوهات في أصابع اليدين والقدمين، وأشار إلى أن هذا قد يفسر السمات غير العادية للجثث.

تشير النتائج الجينية إلى أصول بشرية
 
قالت ألينا هاردي، المتخصصة في المعلوماتية الحيوية، والتي درست البيانات، إنها سعت في البداية إلى دحض فكرة أن طفرة جينية قد تكون مسؤولة عن تشريح المومياوات، وحددت طفرة في جين Gli3، المرتبط بمتلازمة تعدد الأصابع، وهي حالة تتضمن وجود أصابع إضافية، وتشير الأدلة الأثرية إلى أن تعدد الأصابع كان موجودًا في بيرو القديمة.
 
وأشارت الاختبارات الجينية إلى أن الحمض النووي للمومياوات يتطابق إلى حد كبير مع الملامح البشرية، على الرغم من التلوث والتدهور الشائع في العينات القديمة.
استخرج الباحثون المادة الوراثية من أنسجة العظام والعضل، ثم استخدموا تسلسل الجينوم وأدوات المعلوماتية الحيوية لإعادة بناء الملامح وتحديد الطفرات، وقارنوا النتائج مع كائنات أرضية معروفة لفصل التسلسلات الأصلية عن البيانات غير الموثوقة.
 
تضمنت العينات بقايا من عينة تُدعى "فيكتوريا"، وهي كائن بشري بلا رأس، مما يؤكد أن الحمض النووي بشري.
 
أشار ميشيلز إلى حالة فقدان الأصابع، أو ما يُعرف بـ"متلازمة قدم النعام"، التي لوحظت لدى قبيلة في شمال زيمبابوي، تُسبب هذه الحالة شقًا في اليد أو القدم، ما يؤدي إلى فقدان الأصابع الوسطى. وقال إن هذه الحالة أقرب إلى المومياوات ثلاثية الأصابع منها إلى تعدد الأصابع.

النظرية الهجينة واختبار الحمض النووي المتعمق
 
وقال خوسيه زاسي، رئيس القسم الطبي في البحرية المكسيكية، إن المومياوات الأكبر حجماً تحتوي على نحو 70% من الحمض النووي البشري، في حين يختلف الباقي عن التسلسلات المعروفة.
 
واقترح الدكتور ديفيد رويز فيلا، وهو باحث رئيسي آخر، أن إحدى العينات، "ماريا"، قد تكون هجينًا ناتجًا عن الهجرة والتزاوج بين الرئيسيات أو الأنواع البشرية في آسيا وأفريقيا منذ آلاف السنين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق