اعرف بلدك.. اكتشف مدينة أخميم فى سوهاج عاصمة الإقليم التاسع فى مصر القديمة.. أرض الحضارات زاخرة بالمعابد الفرعونية.
الأحد، 14 سبتمبر 2025 11:46 ص
هل فكرت يومًا في زيارة مدينة تجمع بين تاريخ حضارات قديمة وصناعات يدوية فريدة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فإن مدينة أخميم هي المكان المثالي لك، تقع هذه المدينة الرائعة في شرق محافظة سوهاج، على ضفاف نهر النيل، وتُعد واحدة من أقدم مدن العالم.
تاريخ مدينة أخميم
يعود تاريخ مدينة أخميم يعود إلى العصور الفرعونية، حيث كانت تُعرف باسم "بريمن" أو "خنت مين"، وهي مركز عبادة الإله مين، إله الخصوبة والنماء والمدينة عُرفت أيضًا في العصور اليونانية والرومانية والقبطية، وقد بنيت سبع مرات على مر العصور المختلفة ولا شك أن هذا التنوع الثقافي والتاريخي جعل منها واحدة من أهم مدن مصر، حيث احتفظت بكل ملامح الماضي لتصبح نقطة تلاقٍ بين العديد من الحضارات.
آثار مدينة أخميم
مدينة أخميم كانت من أعرق المدن في العصور القديمة، وتحتوي على العديد من الآثار الفرعونية والإغريقية، من أبرزها تمثال الملكة ميريت آمون ومع مرور الزمن، أضافت المدينة إليها آثارًا جديدة من العصور الإسلامية، حيث يمكننا العثور على العديد من المساجد والمآذن التي تحمل في طياتها تاريخًا إسلاميًا عريقًا. من أشهر المساجد في المدينة مسجد الأمير محمد ومئذنته الشهيرة.
صناعات تتميز بها أخميم
ما يميز مدينة أخميم أكثر من أى شيء آخر هو صناعتها اليدوية، التي اكتسبت شهرة كبيرة أطلق على المدينة لقب "مانشستر ما قبل التاريخ" بسبب تخصصها العريق في صناعة النسيج اليدوي وقد اُستخدمت منتجات النسيج في أخميم في صنع أكفان ملوك الفراعنة، ثم امتدت شهرتها لتصنيع كسوة الكعبة المشرفة.
هذه الصناعة كانت ولا تزال تمثل علامة فارقة في تاريخ المدينة، حيث تواصل أخميم إنتاج الأقمشة التي تشمل الشالات، والمفارش، والأغطية.
وعلى الرغم من العديد من التحديات التي واجهتها صناعة النسيج في أخميم، إلا أن المدينة كانت ولا تزال قادرة على التكيف مع العصر الحديث الحكومة المصرية عملت على دعم هذه الصناعة من خلال إقامة معارض خاصة بها، ودعوة المصممين المحليين لترويج المنتجات التراثية، مما أسهم في إحياء هذه الحرفة التاريخية التي تجسد الهوية المصرية وتُعتبر مدينة أخميم اليوم مركزًا رئيسيًا في صعيد مصر للحفاظ على هذه الصناعات اليدوية والترويج لها عالميًا.
أديرة أخميم
أديرة أخميم تمثل أيضًا جزءًا هامًا من تاريخها المسيحي، حيث تحتوي المدينة على العديد من الأديرة التي تعود إلى العصور القبطية والإسلامية، من أبرز الأديرة في المدينة دير الأنبا بسادة، الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادى، وكذلك دير مار جرجس الحديدى الذى يقع على الطريق بين أخميم ونجع حمادي، هذه الأديرة تعتبر من المعالم السياحية والدينية الهامة في المنطقة.
اليوم، مدينة أخميم تتسم بالتطور، حيث تعمل الحكومة على دعم الحرف التقليدية والصناعات اليدوية من خلال المشاريع التنموية المختلفة. تعتبر هذه المدينة نموذجًا حقيقيًا للمدن التي تحافظ على تراثها وتاريخها، وتواكب في ذات الوقت احتياجات العصر الحديث.
من خلال تاريخها العريق، وصناعتها اليدوية الفريدة، ومعالمها الدينية والتاريخية، تظل أخميم مدينة لا تُنسى، توضح كيف يمكن للمدن أن تحتفظ بهويتها وتاريخها بينما تتطور نحو المستقبل.