والد الشهيد "محمد الدرة "يتحدث لـ«صوت الأمة» من وسط حطام غزة: الاحتلال دمر كل شيء وفقدت معظم أفراد أسرتي

الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 11:57 ص
والد الشهيد "محمد الدرة "يتحدث لـ«صوت الأمة» من وسط حطام غزة: الاحتلال دمر كل شيء وفقدت معظم أفراد أسرتي
هانم التمساح

والد الشهيد "محمد الدرة "يتحدث لصوت الامة من وسط حطام  غزة : فقدت معظم افراد عائلتى ككل  أهل غزة ..شوارع المدينة مليئة بالجثث المتفحة ورائحة الدماء تفوح فى كل شبر   
 
..الاحتلال دمر كل شئ..والإعتراف بالدولة الفلسطينية لايعنى إقامتها بالفعل طالما ان أمريكا تصر على استخدام  " الفيتو" ضد شعبنا  
 
اسرائيل تستخدم أسلحة محرمة دوليا ..وتجرب فينا كل انواع الأسلحة  الحديثة"...لايستطيع شعب ان يقاوم وهو" جائع "...هذه ليست حرب الحرب تكون بين جيوش متكافئة  
 
  
خمسة وعشرون عاما مرت على استشهاد الطفل الفلسطيني "محمد الدرة "أيقونة الإنتفاضة الفلسطينية وما زالت تتكرر هذة الصورة بمجازر في حق أبناء  قطاع غزة والضفة الغربية و القدس و باقي العمق الفلسطيني.   
 
ووقعت حادثة مقتل محمد الدرة في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبر عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية. والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية. وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي وصراخه ، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، وسط إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه. وبعد تسع وخمسين ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، بتعليق صوتي من رئيس مكتب فرنسا 2 بإسرائيل، شارل إندرلان، الذي لم يشاهد الحادث بنفسه، ولكنه اطلع على كافة المعلومات المتعلقة به، من المصور عبر الهاتف، أخبر إندرلان المشاهدين أن محمد الدرة ووالده كانا  "هدف القوات الإسرائيلية من إطلاق النيران "، وأن الطفل قد قتل. وبعد التشييع في جنازة شعبية تخلع القلوب، مجّد العالم العربي والإسلامي محمد الدرة باعتباره شهيدًا ورمزا للنضال الفلسطيني .
images - 2025-10-01T105001.580
 
ربع قرن مر على أصعب  دقائق مرت على الدكتور جمال درة كانت خلالها زخات من رصاص العدو تخترق جسده وجسد نجله الشهيد لكن الله نجاه ،ليشهد  "حرب إبادة "ومقتلة  هي الأصعب في تاريخ فلسطين توشك على إتمام عامها الثانى فقد فيها جمال الدرة ابنا جديدا وفقد اخوته وزوجاتهم وابنائم وأبناء عمومتهم ،ولايزال صامدا بجسد أنهكه الحرب والنزوح والفقد ....صوت الأمة تحدثت لوالد الشهيد الدرة الذى يقبع الآن في غزة تحت نيران قصف الاحتلال وسط الخيام والركام 
 
بدأالدكتور جمال الدرة قوله "نحن الآن قاربنا على عامان من الإبادة  فى قطاع غزة وفى الضفة الغربية ،وتركزت المجزرة على قطاع غزة ،عبر القتل الجماعى وتدمير البنى التحتية ،وتدمير المبانى والمستشفيات ،فى حرب غبادة طحنت البشر والشجر والحجر ،الاحتلال دمر كل شئ فى غزة حتى آبار المياه، ودمر الاسعافات والهيئات الدفاعية ومبانيها ، وقتل كل من يخرج لينقل الحقيقة،قتل الاعلاميين والصحفيين ، ودمر المدارس والجامعات وقتل الطلاب والمعلمين واساتذة الجامعات ،الىوم يتم محو قطاع غزة تماما ، وفى هذه الحرب التى دمرت كل شئ استشهد ابنى ودمرو منزلى تماما واستشهد اخوتى وزوجاتهم وابنائهم ،وأبناء عمومتى أسماء كثيرة جدا لا يسفعنى الوقت لأن أذكر  أسماء الجميع ، أصابنا القرح كما أصاب كل  أهل غزة ،عائلات بأكملها محيت من السجلات  ،شوارع غزة مليئة برائحة الدماء والموت "
 
وتابع الدرة  :"الآن وانا اتحدث إليكم غارات يشنها الإحتلال علينا وصراخات الأطفال أظنك تستمعين إليها ، الالاف الجثث المتفحمة ملقاة على الارض فى كل مكان ، بعد ان تدمرت المنظومة الصحفية وقتل المسعفون ، ورجال الدفاع المدنى لم نجد من يستطيع نقل هذه الجثث ودفنها وإكرامها ، رجال الشرطة يقتلون برغم كونهم مدنيين أيضا مثلنا ، أقسم لكى اننى  أرى الأشلاء تتطاير أمام أعيننا ليس بعدسة الكاميرات بل بأعيننا الحية ، الجثامين تمزق تماما لاتجد فيها مايجعلك تتعرف على هوية الاشخاص ، أقسم ان احد أقاربي تقريبا تبخر لم نجد له اى معالم ، الاحتلال يستخدم اسلحة محرمة دولية فى قتلتنا ويجرب فينا كل  أنواع الأسلحة الحديثة ، لكننا نعيش فى عالم ظالم لم يتحرك إلا بعد ان تم القضاء علينا ،كلها  إدانات دوليه واستنكارات لاتنجد شعبنا مما يمر به طالما ان الولايات المتحدة لاتريد إيقاف الحرب "
 
ووصف الدرة ما يجرى فى غزة بانه "هولوكوست  حقيقة " وحرب "تجويع " من اجل تركيع الفلسطينيين وإذلالهم ،و إجبارهم على الموت داخل أرضهم او الفرار منها وتسليمها للإحتلال ،مؤكدا ان الاحتلال يحاول قتل أهل غزة بكل السبل سواءقتلا اوجوعا او عطشا ،كل فئات الشعب الفلسطينى من الطفل الرضيع للمراة للعجوز للشاب ،المسلح وغير المسلح ،حتى المرضى فى المستشفيات  يتم استهدافهم ،لايوجد ادوية ولا معدات طبية ولا حتى "بنج" ،حتى أن عمليات استئصال الأطراف تتم بدون تخدير ، الاحلال دمر كل شئ ومع ذلك يمنع دوخول الادوية والمساعدات الطبية والإنسانية ، ولا يتم الاستجابة لطلبات الالاف الجرحى والمصابين بتلقى العلاج فى الداخل وكان الاحتلال يصر على قتلنا وغنهائنا من الوجود وليس مجرد تهجيرنا فقط .
 
2013-635046467897208755-720_main
 
واوضح والد الشهيد محمد الدرة أن الاحتلال دمر مناطق "خان يونس والوسطى ووغزة وبيت حانون وجباليا والشجاعية ورفح والنصب والشيخ رضوان ، وقام بهدم  مبانى شاهقة على رؤس اهاليها فى البرج السكنى الواحد حوالى 400 أسرة كل أسرة مكونة مما لايقل على 8 افراد ،كل هذه العائلات صارت فى الشوارع  وعلى الأرصفة بلا ماوى حتى انهم لايجدون خيمة تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء ،معلقين بين السماء والارض يعانون أقصى معاناة ،وسط عالم يناصر الجلاد والمحتل .
 
وفيما يتعلق بموجة الإعتراف الدولى لفلسطين ، و مدى تحققها على أرض الواقع وهل تأخرت الخطوة بعد تدمير غزة ..قال جمال الدرة :"كل هذه الاعترافات الدولية خطوة جيدة ومرحب بها ،لكن لن تقام دولة فلسطينية طالما الولايات المتحدة تسيطر على القرار الدولية ، نتنياهو قالها علانية وصراحة ،انه لايعنيه من كل العالم سوى الولايات المتحدة ، وطالما امريكا تقف بجانب إسرائيل فلا يعنيه لا الامم المتحدة ولا الشرعية الدولية ،خاصة وان كل القرارات تظل حبر على ورقم لاتنفذ شانها شان كل قرارات الامم المتحدة السابقة بحق فلسطين ، وشأن حكم المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ،كل جرائم الحرب التى ترتكبها اسرائيل تتم بشراكة أمريكا وبرضاها ،وسط تخاذل عربى ودولى ، ألا يجد الطفل الرضيع قطرة  حليب ،هذه جريمة بحق الانسانية" ، واختتم والد الشهيد الدرة حديثه قائلا :"لا يستطيع شعب ان  يقاوم وهو جائع ".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق