لايُهزم وطن «جيشه شعبه».. الجندى المصرى والفدائيين مفتاح النصر.. وحرب أكتوبر تجسيد حي لانتصار العقيدة القتالية على تكنولوجيا السلاح المتفوق

الأحد، 05 أكتوبر 2025 04:24 م
لايُهزم وطن «جيشه شعبه».. الجندى المصرى والفدائيين مفتاح النصر.. وحرب أكتوبر تجسيد حي لانتصار العقيدة القتالية على تكنولوجيا السلاح المتفوق
هانم التمساح

غيرت حرب 6 أكتوبر ١٩٧٣، موازين القوى في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وأثبتت للعالم أن النصر لا يصنعه السلاح فقط، بل تصنعه زنود وسواعد الأبطال أبناء الوطن، والحاضنة الشعبية المؤمنة بحق وطنها في الحرية، والتي دائما ما تبذل كل غالى ونفيس، وتتحمل كل الصعوبات من أجل رفعة الوطن.
 
حرب اكتوبر
حرب اكتوبر
 
حرب السادس من أكتوبر 1973، كانت ولا تزال ملحمة تاريخية لاسترداد الكرامة والحق المسلوب، وستظل مبعث اعتزاز وفخر تتوارثه الأجيال جيلًا بعد جيل، إذ استردت فيها القوات المسلحة شرف الوطن وكبريائه، وأسقطت الأسطورة الإسرائيلية التى طالما رددت أن جيشها لا يُقهر، وحطمت نظرية الأمن الإسرائيلي على أيادى أبطال الجيش المصري البواسل، وأثبتت مدى تفوق وجاهزية وعبقرية الجندى المصرى، الذى لقن العدو درسًا لن يُنسى على مر الزمان.
 
جنود اسرائيل
جنود اسرائيل
 
وتبقى سجلات التاريخ العسكرية المصرية، خير شاهد على الدور البطولى لمجاهدى سيناء الأبطال، الذين نفذوا العديد من العمليات الفدائية، على خط النار بمناطق العريش والشيخ زويد، واستخدموا الإبل فى تنفيذها ونقل الصواريخ والأسلحة والمعدات من شرق القناة حتى عمق سيناء، وأثبتوا أن مصر، وطن واحد لايقبل الفتنة ولا التقسيم، بل يستمد قوته من وعى شعبه.
 
خط بارليف 1
خط بارليف 1
 
 
ولا يزال تقدير القوات المشاركة في حرب أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية بدقة، أمراً صعباً، نظراً لأن بعض الوثائق الخاصة بالحرب، سرية، ولم يسمح بنشرها بعد، ولذلك اختُلف في تقدير ميزان القوى بين القوات المتحاربة، لكن يمكن تقدير معظمها من حيث العدد فقط، مع مراعاة أن نوع التسليح العربي يختلف تماماً، عن الإسرائيلي في ذلك الوقت، المتفوق نوعياً وتكنولوجياً، فبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية، مدت جسراً جوياً مباشراً بينها وبين إسرائيل، لتعويض جميع خسائرها على خلاف ما حدث على الجبهات العربية التي مد إليها الاتحاد السوڤييتي جسراً جوياً متواضعاً، بالمقارنة مع إمدادات واشنطن وتل أبيب، ما جعل من الصعب تحديد الحجم الدقيق للقوات.
 
بارليف
بارليف
 
وظهرت براعة المقاتل المصرى وعبقريته، حينما استطاع تحطيم خط بارليف، فقد أنشأ الإسرائيليون سداً ترابياً على الضفة الشرقية لقناة السويس، بارتفاع يصل في الأماكن المهمة إلى 20 م، وبميل يتراوح بين 45 و65 درجة، بهدف منع عبور أي مركبةٍ برمائيةٍ من القناة إلى الضفة الشرقية.
 
عبور القناه
عبور القناه
 
وعلى طول هذا السد الترابي، بني خط دفاعي قوي أطلق عليه «خط بارليف»، يتكون من 35 حصناً، تتراوح المسافة بينهم من 1 كم في الاتجاهات المهمة إلى 5 كم بالاتجاهات غير المهمة على طول القناة، وفي منطقة البحيرات المرة تباعدت هذه الحصون لتصل المسافة بينها من 5 إلى 10 كم، ورغم ضخامة السد، تمكن الجندى المصرى الباسل، وعبقرية رجال القوات المسلحة من استخدام خراطيم المياه لنسفه في وقت قياسي .
 
كانت تلك الحصون مدفونة في الأرض وذات أسقف يمكنها تحمل قصف المدفعية، وتحيط بها الألغام والأسلاك الشائكة، لتصعيب مهمة الاقتراب منها، وتمكينها من غمر القناة بالنيران الكثيفة، لمنع أي عبور للقوات المصرية.
 
عبور حرب اكتوبر
عبور حرب اكتوبر
 
وبين الحصون كانت هناك مرابض للدبابات، يفصل بين كل منها 100 متر، يمكن للقوات الإسرائيلية احتلالها في حالات التوتر لصد الهجمات، وبالرغم من ذلك كله، تمكن أبطال الجيش المصرى من دك حصون العدو، والتغلب على كل الصعوبات.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق