تجربة دواء جديد يعيد لمصاب بالشلل قدرته على المشى

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 01:06 م
تجربة دواء جديد يعيد لمصاب بالشلل قدرته على المشى

استعاد رجل أمريكى مصاب بالشلل، بعد تعرضه لحادث دراجة نارية، من إستعادة قدرته على المشى بعد تطوعه لتجربة عقار تجريبي، يساعد على تحسين الحركة للمرضى الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي.
 

وبحسب موقع "Fox news"، تم اختبار NVG-291، وهو ببتيد قابل للحقن، في تجربة المرحلة الثانية مع المرضى المؤهلين، وقد لاحظ البعض منهم نتائج ملحوظة، من بينهم  لاري ويليامز، أحد المشاركين في التجربة ومقرها فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، والذى قال  إنه تمكن من المشي مرة أخرى بعد تعرضه لحادث تسبب في إصابته بالشلل.

تجربة لارى ويليامز للدواء الجديد
 
كان ويليامز، البالغ من العمر 58 عامًا، يركب دراجته الجبلية على درب صغير عندما اصطدم بشجرة، ورغم ارتدائه خوذة، إلا أنه "كسر" فقراته من الفقرة الرابعة إلى السادسة في العمود الفقري العنقي على الفور، وبالفعل خضع لعملية جراحية في العمود الفقري ، لكنه ظل مشلولا لمدة أسبوعين حتى بدأ جسده "يستيقظ" واستعاد بعض الحركة بعد بدء العلاج.

عقب الجراحة تمكن ويليامز من المشي قليلاً بمساعدة مشاية، لكنه ظل يعاني من صعوبات في الحركة في مناطق مثل يديه. كما فقد 40 رطلاً بعد الحادث، لمدة ثلاثة أشهر، بدءًا من أبريل 2024، تلقى ويليامز حقنة يومية من الدواء، تليها ساعة واحدة من العلاج الطبيعي، والتي تضمنت تمارين اليد والمشي باستخدام حزام على مسار مسطح أو جهاز المشي.

وخضع ويليامز أيضًا لاختبارات الدم والاختبارات الكهربية لقياس النشاط الكهربائي لأعصابه وعضلاته، بالإضافة إلى الاختبارات البدنية مرة واحدة في الشهر، وفي نهاية التجربة، أفاد ويليامز أنه تمكن من المشي لمسافة 10 أمتار، متوازنًا باستخدام مشاية، في 15 ثانية، وهو تحسن عن 45 ثانية، ورغم أنه لم يتلق الدواء منذ يوليو 2024، لكن لا يزال ويليامز يرى تحسنات جسدية بعد أكثر من عام.

ومنذ انتهاء التجربة واصل ويليامز تحسين قدرته على المشي، حتى أنه أصبح قادرًا على السباحة لعدة لفات في حوض السباحة، موضحا انه تواصل مع أشخاص آخرين يعانون من نفس إصابته، ويبدو أن الكثير منهم، بعد سنوات طويلة من العلاج، يصلون إلى ما أنا عليه الآن، كما قال. "ويبدو الأمر وكأنني مُنحت طريقًا مختصرًا... أتمنى لو أعود إلى حياتي السابقة، إلى الاستقلال التام."

وقال ويليامز إنه بعد تناول الدواء التجريبي أصبح قادرا على أداء المهام الجسدية "بسهولة وسرعة، موضحا أن حركة ساقه أصبحت أكثر سلاسةً وأقلّ تقييدًا مع مرور الوقت.

كيف يعمل الدواء؟
 

قالت الباحثة الرئيسية الدكتورة مونيكا بيريز، رئيسة قسم العلوم في مختبر شيرلي ريان للقدرات في شيكاغو وأستاذة الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل في جامعة نورث وسترن، إن الدواء تم اختباره أولاً على الحيوانات، والتي أظهرت تحسناً في وظيفة الحركة.

وأجرى الباحثون بعد ذلك تجربة سريرية عشوائية على البشر، حيث تلقى نصف المشاركين عقار NVG-291، الذي يحتوي على جزيء إصلاح لتحسين وظيفة الجهاز العصبي .

الدواء عبارة عن ببتيد، وهو بروتين صغير يعمل كمزيل للعوائق، بعد إصابة الحبل الشوكي، يرسل الجسم إشارات تُنبه الألياف العصبية للتوقف عن النمو، ويحجب هذا الدواء هذه الإشارات، مما يُحسّن من فرصة نمو الأعصاب مجددًا، وعلى الرغم من أن مستقبلات GLP-1، المعروفة بإنقاص الوزن وعلاج مرض السكري، هي عبارة عن ببتيد، إلا أن بيريز قالت إن علاج إصابة الحبل الشوكي هذا يعمل بشكل مختلف.

وأوضحت إنها آلية محددة، وهي أكثر ارتباطًا بالإصلاح، لمحاولة تعزيز نمو الخلايا العصبية المتأثرة بإصابة الجهاز العصبي المركزي، مشيرة إلى أن إصابات الحبل الشوكي عادة ما يتم علاجها بالعلاجات الخلوية، مثل الخلايا الجذعية وخلايا نخاع العظم.

وأضافت أن هذا النهج الببتيدي، على النقيض من ذلك، "سهل الإدارة"، ويمكن إجراؤه في المنزل، ويحقق "هدفًا مشابهًا" و"آمن للغاية"، رغم ذلك هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد المدة التي ستستمر فيها تأثيرات هذا الدواء.


 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق