الاكتشاف موضوع جائزة نوبل فى الطب 2025.. ما هو التحمل المناعى المحيطى

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 02:19 م
الاكتشاف موضوع جائزة نوبل فى الطب 2025.. ما هو التحمل المناعى المحيطى
الفائزون بجائزة نوبل فى الطب لعام 2025

التحمل المناعى المحيطى، هو الاكتشاف الطبي الهام الذى قررت الأكاديمية السويدية، منح جائزة نوبل في الطب لعام 2025،  للباحثين الذين توصلوا إليه، وهم ماري إي. برونكو، وفريد رامسديل، وشيمون ساكاجوتشي، نظرا للأهمية الكبرى لهذا الاكتشاف للبشرية.
 
ما هو التحمل المناعى  المحيطى؟

وفقا لموقع  "science direct"، يمثل التحمل المناعى المحيطى "concerning peripheral immune tolerance"، مجموعةً من الاستراتيجيات المختلفة التي يتبعها الجهاز المناعي لمنع توليد استجابة مناعية نشطة ضد بروتينات بيئية، عادةً ما تكون غير ضارة، حيث تلعب الخلايا الليمفاوية التائية دورًا هامًا في تحفيز التحمل والحفاظ عليه.

ويحمينا جهازنا المناعي يوميًا من آلاف الميكروبات المختلفة التي تحاول غزو أجسامنا، ولكل منها مظهر مختلف، وقد طور العديد منها أوجه تشابه مع الخلايا البشرية كنوع من التمويه،  وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في تحديد جهاز المناعة ما يجب أن يهاجمه وما يجب أن يدافع عنه، والذى مهد الطريق أيضا لمجال بحثي جديد، وحفّزت تطوير علاجات جديدة، مثل علاج السرطان وأمراض المناعة الذاتية.

ويقوم الاكتشاف على تحديد "الخلايا التائية التنظيمية" ، وهي حراس الجهاز المناعي ، التي تمنع الخلايا المناعية من مهاجمة أجسامنا، وهو الاكتشاف الحاسم في فهمنا لكيفية عمل الجهاز المناعي ولماذا لا نصاب جميعًا بأمراض المناعة الذاتية الخطيرة، بحسب أولي كامبي، رئيس لجنة نوبل.

كيف تدافع الخلايا التائية عن الجسم
 

تجوب الخلايا التائية المساعدة الجسم باستمرار، فإذا اكتشفت جرثومة غازية، تُنبه خلايا مناعية أخرى، فتشنّ هجومًا عليها، فهى تقضي  القاتلة على الخلايا المصابة بفيروس أو مسببات أمراض أخرى، كما يمكنها مهاجمة الخلايا السرطانية.

تحتوي جميع الخلايا التائية على بروتينات خاصة تُسمى مستقبلات الخلايا التائية على سطحها، يمكن تشبيه هذه المستقبلات بنوع من أجهزة الاستشعار، و باستخدامها تستطيع الخلايا التائية مسح خلايا أخرى لاكتشاف ما إذا كان الجسم يتعرض لهجوم، تتميز مستقبلات الخلايا التائية بأشكالها المختلفة، وتتكون من جينات متعددة تتجمع عشوائيًا، هذا يعني أن الجسم يستطيع إنتاج أكثر من 10-15 مستقبلًا مختلفًا للخلايا التائية.

يضمن العدد الهائل من الخلايا التائية ذات المستقبلات المختلفة وجودَ بعضٍ منها دائمًا قادرًا على اكتشاف شكل الميكروب الغازي، بما في ذلك الفيروسات الجديدة، مثل الفيروس الذي بدأ جائحة كوفيد-19 عام 2019. ومع ذلك، يُنتج الجسم حتمًا أيضًا مستقبلاتٍ للخلايا التائية يمكنها الارتباط بأجزاء من أنسجة الجسم نفسه.

في ثمانينيات القرن العشرين، أدرك الباحثون أنه عندما تنضج الخلايا التائية في الغدة الزعترية، فإنها تخضع لنوع من الاختبار يقضي على الخلايا التائية التي تتعرف على بروتينات الجسم الذاتية، حيث تسمى تلك العملية بـ "التحمل المركزي".

أهمية الاكتشاف لتطوير علاجات طبية جديدة
 

لقد حفّزت المعرفة الأساسية التي اكتسبها الباحثون من خلال اكتشاف الخلايا التائية التنظيمية وأهميتها في تحمّل المناعة المحيطية، تطوير علاجات طبية جديدة محتملة، حيث يظهر رسم خرائط الأورام قدرتها على جذب أعداد كبيرة من الخلايا التائية التنظيمية التي تحميها من الجهاز المناعي، لذلك  يسعى الباحثون إلى إيجاد طرق لتفكيك جدار الخلايا التائية التنظيمية هذا، ليتمكن الجهاز المناعي من الوصول إلى الأورام.

في أمراض المناعة الذاتية، يسعى الباحثون إلى تعزيز تكوين المزيد من الخلايا التائية التنظيمية، كما يبحث الباحثون في إمكانية استخدام الإنترلوكين-2 لمنع رفض الأعضاء بعد الزرع.

هناك استراتيجية أخرى يختبرها الباحثون لإبطاء فرط نشاط الجهاز المناعي، وهي عزل الخلايا التائية التنظيمية من المريض ومضاعفتها في المختبر، ثم تُعاد هذه الخلايا إلى المريض، مما يزيد من عدد الخلايا التائية التنظيمية في جسمه، في بعض الحالات، يُعدّل الباحثون الخلايا التائية، ويضعون أجسامًا مضادة على سطحها، ويسمح هذا للباحثين بإرسال هذه الخلايا الأمنية إلى كبد أو كلية مزروعة، على سبيل المثال، وحماية العضو من هجوم الجهاز المناعي.

هناك العديد من الأمثلة الأخرى على كيفية اختبار الباحثين لكيفية استخدام الخلايا التائية التنظيمية لمكافحة الأمراض، من خلال اكتشافاتهم الثورية، قدّمت ماري برونكو وفريد رامسديل وشيمون ساكاغوتشي معرفةً أساسيةً بكيفية تنظيم الجهاز المناعي والحفاظ عليه.

الفائزون بجائزة نوبل للطب عام 2025
 

منحت جائزة نوبل للطب لعام 2025 للثلاثة باحثين الذين توصلوا لها الإكتشاف الطبي الهام، وهم ماري إي. برونكو ، من مواليد ١٩٦١، برنامج أولى في معهد بيولوجيا الأنظمة، بالولايات المتحدة الأمريكية، وفريد رامسديل ، مواليد ١٩٦٠، حصل على درجة الدكتوراه عام ١٩٨٧ من جامعة كاليفورنيا، ومستشار علمي لإحدى شركات الأدوية بالولايات المتحدة الأمريكية.

والفائز الثالث هو شيمون ساكاجوتشي ، مواليد ١٩٥١، حصل على شهادة الطب عام ١٩٧٦ وشهادة الدكتوراة عام ١٩٨٣ من جامعة كيوتو، اليابان، وهو أستاذ في مركز أبحاث المناعة الرائد بجامعة أوساكا اليابان.

الجدير بالذكر أنه تم منح 116 جائزة نوبل في مجال الطب منذ عام 1901، ويعد فريدريك ج. بانتينج هو أصغر شخص حصل عليها عام 1923،  في عمر 30 عام، لإكتشافه الانسولين، وهو الإكتشاف الذى انقذ حياة ملايين المصابين حول العالم بمرض السكر على مدار القرن الماضى.
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق