رانيا ربيع تكتب: صناعة القطن والنسيج في مصر.. هل يكتب الكُستور فصلاً جديدًا!

الإثنين، 13 أكتوبر 2025 06:34 م
رانيا ربيع تكتب: صناعة القطن والنسيج في مصر.. هل يكتب الكُستور فصلاً جديدًا!
رانيا ربيع

هل أتى على الناس حينٌ من الدهر لم يكن في بيوتهم سوى لفة قماش كُستور، يُحوَّل في يد الخياطة إلى جلباب للبيت أو بيجامة للنوم أو حتى قميص للعيد؟
 
كان الكُستور يومًا ما “صوت القطن المصري” داخل كل بيت، بسيطًا، متينًا، ومنسوجًا بخيوط لا تبهت في الغسيل ولا تخون في حرارة الصيف.
 
في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لم يكن هناك بيت يخلو من هذه الخامة الشعبية. الكُستور لم يكن مجرد قماش، بل كان رمزًا لشعار صُنع في مصر بشكل عملي دون حاجة لتدوينه آنذاك. 
 
البيجامة الكُستور كانت هدية العروس، وجلباب الكُستور كان زيّ الأب البسيط العائد من عمله، ولفة الكُستور في الدولاب كانت تعني “الجاهزية” لأي مناسبة.
 
حتى في السياسة، وبالتزامن مع مرور 52 عام على ذكرى انتصارات أكتوبر العظيم، ظل للكُستور حضوره الرمزي؛ التاريخ لا يُنسى حين قام  الرئيس الراحل أنور السادات في حرب أكتوبر بالتوجيه بإلباس بعض الأسرى “بيجامات كُستور”، كأنه أراد أن يضعهم في ثوب مصر الشعبي البسيط والذي ظل دلالة انتصار لوطننا مصر وهزيمة لعدونا منذ ذلك الوقت وحتى الان.
 
المعارض التموينية في السبعينات لم تكن للطعام وحسب بل كانت تعرض قماش الكستور بجوار الزيت والسكر وكأنه سلعة أساسية من ضروريات الحياة.
 
دورة الزمان ساهمت في تغيّر ذائقة المستهلك، والتي بطبيعة الأمر ساهمت في تراجع صناعة الكُستور شيئًا فشيئًا حتى صار اليوم مجرد ذكرى. وبالتبعيّة أصبحت مصانع المحلة الكبرى التي كانت تضج بإنتاجه، هاجرة لتلك الصنعة، لتصبح ذكرى قبل أن تبدأ الدولة في محاولات ترميم تلك المصانع وإعادة الحياة لتلك الصناعات
 
اليوم، ومع محاولات الدولة لإحياء صناعة الغزل والنسيج، أطلقت الدولة المصرية مشروعًا قوميًّا لتطوير صناعة الغزل والنسيج، خصوصًا في المحلة الكبرى، يشمل إنشاء مصانع جديدة، تطوير القائمة، رفع الكفاءة، وتحديث التكنولوجيا.
 
الرمزية التي استخدمتها الإعلامية إسعاد يونس في برنامجها صاحبة السعادة بارتداء بيجامة كستور بالتزامن مع احتفالات أكتوبر جاء بصورة ذهنية تعيد الأمجاد المصرية،  فهل تعود مصر مجدداً رائدة القطن والنسيج؟ وهنا يمكن طرح أهمية وضع خطة زمنية يُلتزم بها لإحياء ريادة صناعة المنسوجات والقطن كإرث تاريخي وبراند مصري يجوب العالم في ظل عودة العالم جميعه لاستخدام المنسوجات القطنية الأكثر صحية لجيل جديد ويصبح شعار القطن يعني مصر يجوب العالم مجددا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق