مصر تصنع السلام في الشرق الأوسط من شرم الشيخ وسط حضور قادة العالم
الإثنين، 13 أكتوبر 2025 09:03 م
أ ش أ
من أرض مصر، تُشرق من جديد شمس السلام على الشرق الأوسط، حاملةً بشائر الأمن والطمأنينة لسكان قطاع غزة، والأمل في اقتراب حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، إذ شهدت مدينة السلام شرم الشيخ انعقاد القمة التاريخية التي أعلنت انتهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، بتوقيع قادة الولايات المتحدة -الضامن لإسرائيل- والوسطاء مصر وقطر وتركيا على "وثيقة اتفاق غزة"، لتُفتح صفحةٌ جديدة في الإقليم بتعهداتٍ دوليةٍ تؤكد أن القادم أمانٌ واستقرارٌ لا حروبَ ولا دمار.
فقد اجتمع على أرض السلام في جنوب سيناء قادةُ العالم، وفي مقدمتهم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب عددٍ من زعماء الدول العربية والإسلامية والأوروبية، في مشهدٍ تاريخيٍ يجسّد وحدةَ الإرادة الدولية وعزمَها على إرساء سلامٍ شاملٍ في الشرق الأوسط، يضع حدًّا للعدوان الإسرائيلي ويؤسس لمرحلةٍ جديدة من إعادة إعمار قطاع غزة، تحت رعايةٍ وضمانٍ دوليين، يرسّخان أسس الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي هذا الإطار، أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن الحضورَ رفيعَ المستوى لقمة شرم الشيخ للسلام يعكس تقديرَ المجتمع الدولي للدور المحوري الذي قامت به مصر بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اندلاع الحرب، وصولًا إلى إنجاز الاتفاق حول "خطة ترامب للسلام"، وإنهاء معاناة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
وشدّد العرابي على أن مصر أدارت المفاوضات من موقع القيادة لا الوساطة فحسب، مستندةً إلى خبرتها الطويلة في إدارة الأزمات الإقليمية والتفاوض مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إضافةً إلى شبكة علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف، بما تتمتع به من مصداقية عالية وقنوات اتصال مفتوحة تحظى باحترام وثقة الجميع لدورها كوسيط سلامٍ يحمل الخير لمنطقته.
وأشار إلى أن مصر أثبتت، من خلال جهودها ومساعيها لوقف الحرب، أن القوة الحقيقية لا تُقاس بعدد القتلى أو بما يُطلق من نار، بل بالقدرة على إيقافها، وأن المنتصر الحقيقي هو من يصون وطنه ويتمسك بأرضه ويرفض مغادرتها مهما اشتد الدمار أو الحصار، إيمانًا بأن الكرامة لا تنفصل عن الأرض.
وأضاف العرابي أن الفلسطينيين يدركون الدور الحاسم للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تصدى منذ اليوم الأول للحرب لمخططات التهجير، وحشد دعم قادة العالم لنصرة القضية الفلسطينية وأكد لهم أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هي الطريق الوحيد لتحقيق سلامٍ دائم في المنطقة.
وأشار العرابي إلى أن مصر، منذ انعقاد "مؤتمر القاهرة للسلام" في أكتوبر 2023، لم تتوقف عن جهودها لإقناع العالم بأن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، حتى جاء "مؤتمر شرم الشيخ للسلام" اليوم ليُسجِّل أمام العالم كيف استطاعت القاهرة، بإرادتها السياسية ودبلوماسيتها ومصداقيتها، أن تغيّر الخطاب الدولي لصالح فلسطين، وتثبت أن السلام يُصنع بالإرادة وإعلاء صوت الحق.
ومن جانبه، أكد السفير عمرو رمضان، مساعد وزير الخارجية الأسبق ومندوب مصر الدائم السابق لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن قمة شرم الشيخ للسلام تكتسب أهمية كبرى لكونها عُقدت برئاسة مشتركة بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب، أي بين مصر صاحبة الثقل الإقليمي ومحور الاستقرار في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة صاحبة النفوذ العالمي والتأثير المباشر على إسرائيل.
وأوضح أن مشاركة القادة العرب، إلى جانب القادة الغربيين وزعماء دولٍ إسلاميةٍ مهمة مثل تركيا وإندونيسيا وباكستان، تجعل من القمة ضمانًا حقيقيًا لتنفيذ خطة السلام وإرغام إسرائيل على الالتزام ببنودها.
وأضاف أن عرض قادة العالم في القمة لوجهات نظر دولهم بشأن "خطة ترامب للسلام"، المكوّنة من عشرين نقطة، يعكس توافقًا دوليًا غير مسبوق، ورغبة صادقة في تضافر الجهود لتحقيق سلامٍ شاملٍ في الشرق الأوسط.
وشدّد السفير رمضان على أن هذا التجمع الدولي غير المسبوق من القادة العرب والأوروبيين في قمة شرم الشيخ يؤكد أن العالم قد سئم الحرب على قطاع غزة وما خلفته من قتلٍ وتشريدٍ ودمار، ولذلك رحب الجميع بالجهود المصرية التي قادت إلى هذا الاتفاق التاريخي.
وأشار إلى أن مصر واصلت جهودها مع مختلف الأطراف بلا انقطاع حتى الوصول إلى هذه النتيجة، وهي ثمرة رؤيةٍ استراتيجيةٍ واضحة لما يجب أن يكون عليه وقف القتال وبناء السلام.
وأكد أن مصر كانت وستظل رمانة الميزان في المنطقة، تعمل دومًا من أجل إرساء السلام والاستقرار، وتحظى بثقة واحترام العالم، لأنها لا تسعى إلى مكاسب أو أطماع، بل تهدف إلى تحقيق الخير والسلام للجميع.
وفي السياق ذاته، أكد السفير ياسر عثمان، سفير مصر الأسبق لدى فلسطين ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن قمة شرم الشيخ للسلام جاءت تتويجًا لجهودٍ مصريةٍ وإقليميةٍ ودوليةٍ استمرت لعامين متتاليين لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإنقاذ الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية من مخاطر التصفية.
وأضاف أن أهمية القمة لا تنبع فقط من كونها احتفاليةً دوليةً بهذا الاتفاق الحيوي الذي ينهي الحرب في غزة، بل لأنها منحت الاتفاق غطاءً دوليًا كاملًا يشكّل ضمانًا لالتزام جميع الأطراف به، وخاصةً الجانب الإسرائيلي الذي اعتاد النكوص عن تعهداته السابقة.
وشدّد على أن مكان انعقاد القمة وحجم الحضور الدولي يمثلان مؤشرًا واضحًا على مكانة مصر الإقليمية ودورها الرائد على الساحتين الإقليمية والدولية، كما يعكسان اعترافًا عالميًا بالجهود الجبارة التي بذلتها القاهرة للوصول إلى هذه اللحظة المفصلية في تاريخ الشرق الأوسط.
وأشاد السفير ياسر عثمان بهذا الإنجاز الكبير الذي يُحسب لمصر وقيادتها، مؤكدًا أنه دليلٌ جديد على تفاني الدولة المصرية والتزامها الثابت بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.