من رحم الأزمات تولد الثروات.. المعادن الثمينة تقود موجة صعود تاريخية والعالم يهرب من الدولار
الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 11:46 ص
أحمد سامي
تشهد أسواق المعادن الثمينة حول العالم خلال عام 2025 موجة صعود تاريخية غير مسبوقة، بعدما قفز سعر الذهب فوق عتبة 4000 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ، فيما سجلت الفضة أعلى مستوياتها منذ عقود، مدفوعة بمزيج من التوترات الجيوسياسية، وتراجع الدولار الأمريكي، وتزايد القلق الاقتصادي العالمي.
ملاذ آمن في زمن الأزمات
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «الإكونوميستا» الإسبانية، فإن الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة يمثل العامل الأبرز وراء الطفرة الحالية، إذ يلجأ المستثمرون إلى الذهب والفضة لحماية أموالهم من تقلبات الأسواق في ظل الأزمات الاقتصادية والتوترات الدولية.
كما أن تراجع قيمة الدولار الأمريكي جعل المعادن المقوّمة به أكثر جاذبية للمستثمرين بعملات أخرى، مما عزز الطلب العالمي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع شهية المخاطرة.
الفضة تتألق بدعم الطلب الصناعي
لم يكن الذهب وحده نجم المشهد، فقد حققت الفضة قفزات قوية، إذ ارتفعت بنسبة تتراوح بين 12 و15% خلال أسبوعين فقط، لتسجل أعلى مستوى لها منذ عام 2013.
ويرجع هذا الصعود إلى الطلب الصناعي القوي، خاصة في قطاع الطاقة الشمسية الذي يستخدم الفضة في تصنيع الألواح الكهروضوئية، إضافة إلى توسع استخداماتها في صناعات التكنولوجيا والإلكترونيات الدقيقة.
البلاتين والمعادن البلاتينية في صدارة الاهتمام
تشمل فئة المعادن البلاتينية (PGMs) عناصر مثل البلاتين والبلاديوم والروديوم والإيريديوم والأوسميوم.
وتشهد هذه المجموعة ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار نتيجة نقص الإمدادات ومشكلات الإنتاج في بعض الدول المنتجة، حيث يتوقع أن يعاني البلاتين من عجز في المعروض خلال 2025 بسبب ضعف الإنتاج وتراجع عمليات التعدين.
أما البلاديوم، الذي يُستخدم على نطاق واسع في صناعة محولات السيارات الكاتاليتية، فغالبًا ما يتفوق سعره على الذهب في بعض الفترات، فيما يواصل الروديوم تصدر قائمة أغلى المعادن في العالم بفضل ندرته الشديدة واستخدامه في الصناعات المتقدمة.
البنوك المركزية تدعم موجة الصعود
يشير خبراء الاقتصاد إلى أن زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب ساهمت في دفع الأسعار إلى مستويات قياسية. كما أن توقعات خفض أسعار الفائدة عالميًا عززت الإقبال على الأصول التي لا تدر فائدة مباشرة، وعلى رأسها المعادن الثمينة.
وقد رفع بنك أوف أمريكا توقعاته لسعر الذهب إلى 5000 دولار للأونصة بحلول عام 2026، في إشارة إلى استمرار الثقة في الاتجاه الصاعد.
المعادن النادرة.. كنوز الأرض الأغلى
وعند الحديث عن المعادن الأغلى في العالم، تتصدر القائمة معادن نادرة مثل الروديوم والإيريديوم والأوسميوم والرينيوم، التي تُستخدم في الصناعات عالية التقنية ومحركات الطائرات والمعدات المقاومة للحرارة والضغط.
ويُعد الروديوم الأغلى عالميًا بسبب ندرة تركيزه وصعوبة استخلاصه، بينما يتميز الإيريديوم بصلابته ومقاومته للتآكل، ويُستخدم في تطبيقات علمية وهندسية دقيقة