القومى للطفولة: تكرار مشاهدة العنف يدفع الأطفال للتعامل مع القتل كأمر طبيعى

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 01:51 م
القومى للطفولة: تكرار مشاهدة العنف يدفع الأطفال للتعامل مع القتل كأمر طبيعى

قال الدكتور نور أسامة، استشاري الطب النفسي وعضو المجلس القومي للطفولة والأمومة، إن انتشار جرائم القتل والعنف حتى بين الأطفال بات مؤشرًا خطيرًا على تحولات نفسية واجتماعية ناتجة عن التعرض المستمر للمشاهد العنيفة في الدراما والألعاب الإلكترونية.
 
وأوضح فى لقاء على التليفزيون المصري، أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أشارت في تقريرها لعام 2021 إلى أن دولة مثل البرازيل شهدت زيادة في معدلات العنف بنسبة 20% بسبب كثرة المشاهد العنيفة في المسلسلات، بينما كشفت الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 2019 أن مشاهدة ثلاث ساعات من العنف يوميًا تزيد من السلوك العدواني بنسبة تفوق 35%، كما أظهر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) أن معدلات العنف في الولايات المتحدة ارتفعت بأكثر من 40% نتيجة الأعمال الدرامية التي تحتوي على مشاهد قتل وعدوان.
وأضاف أن هذه الإحصاءات تؤكد ما يعرف بـ"نظرية الاعتياد أو التبلد"، وهي أن تكرار مشاهدة العنف يقلل من حساسية الدماغ تجاه العنف الواقعي، فيتعامل الفرد مع مشاهد القتل أو الأذى الجسدي كأمور طبيعية.
 
وأشار إلى أن العالم النفسي ألفريد آدلر كان قد أكد أن التغيرات النفسية والاجتماعية أثناء التنشئة تشكل العامل الأهم في تكوين السلوك الإجرامي، مقارنة بالعوامل الوراثية. موضحًا أن العدوان نوعان، عدوان فطري للدفاع عن النفس، وعدوان مكتسب يولد شعورًا باللذة أثناء إيذاء الآخرين، وهو ما يظهر في سلوكيات الأطفال خلال الألعاب الإلكترونية التي تُكافئ على العنف والانتصار.
 
وحذر عضو المجلس القومي للطفولة والأمومة من أن تكرار مشاهدة مشاهد العنف منذ الطفولة وحتى المراهقة يخلق استعدادًا نفسيًا لممارسته، مؤكدًا أن دراسات تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي كشفت أن نسبة الإقدام على المخاطرة والعنف بين المراهقين مع أصدقائهم تتجاوز 92%، وهو ما يستدعي تدخلًا تربويًا وإعلاميًا عاجلًا لحماية الأجيال الجديدة من التطبيع مع العنف.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق