القمة المصرية الأوروبية الأولى في بروكسل... حدث تاريخي يرسخ ريادة مصر ودورها العالمي
الخميس، 23 أكتوبر 2025 03:30 م
شيرين سيف الدين
لم تكن القمة المصرية الأوروبية الأولى في بروكسل مجرد اجتماع سياسي عابر، بل كانت حدثًا تاريخيًا بكل المقاييس، يعكس مكانة مصر المحورية ودورها الإقليمي والدولي المتصاعد، فإن تجتمع دول الاتحاد الأوروبي بأكملها لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي منفردًا، لمناقشة القضايا الإقليمية والسياسية والاقتصادية الكبرى، فذلك في حد ذاته رسالة واضحة للعالم مفادها أن مصر أصبحت رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه في معادلات الشرق الأوسط وأوروبا.
ففي وقت تعصف فيه الأزمات بالمنطقة، وتضطرب موازين القوى في العالم، تأتي هذه القمة لتؤكد الثقة الأوروبية في قوة الدولة المصرية واستقرارها الداخلي وتشير إلى رغبة الأوروبيين في الاستماع إلى صوت القاهرة، باعتبارها مركز الاتزان والحكمة في منطقة تموج بالصراعات.
إن مصر لم تكن يومًا تابعة أو منقادة، بل كانت دائمًا صانعة للقرار، وحافظة لتوازنات المنطقة، وهذا ما يدركه القادة الأوروبيون جيدًا حين يجلسون مع الرئيس السيسي، القائد الذي أثبت في أصعب اللحظات أنه قادر على حماية وطنه من الفوضى والانهيار.
الجميع يعلم ما واجهته مصر في السنوات الماضية من تحديات جسام سواء في حدود ملتهبة، ومؤامرات تحاك في الخفاء، ومحاولات لجرّها إلى صراعات إقليمية لا ناقة لها فيها ولا جمل ، لكن حكمة القيادة المصرية حالت دون ذلك، فاختارت الدولة طريق السلام القائم على القوة، ورفضت الانجرار إلى حروب عبثية كانت ستدمر مقدرات الوطن ومصالحه .
ولعل موقف مصر الصارم من رفض مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أكبر دليل على أن مصر لا تساوم على أمنها القومي ولا على حقوق الأشقاء.
قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل وضوح وشموخ: "لا للتهجير، ولا لتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر".. كانت تلك الكلمة بمثابة إعلان كرامة واستقلال قرار، جسدت عمق الوطنية المصرية ومكانتها القيادية في العالم العربي.
ورغم محاولات بعض الكيانات الترويج لفكرة أن دور مصر قد انحسر، تثبت الأيام أن مصر باقية في الصدارة، بحكم التاريخ والجغرافيا والعقل والسياسة.
إنها الدولة التي لا تغيب عن المشهد، مهما حاول البعض إخفاء وهجها، فالقيمة لا تُصنع بالصوت العالي أو المال الوفير، بل بالفعل والإنجاز والموقف والجيش القوي الذي يقف كحائط صد أمام كل من تسول له نفسه الاقتراب من مصر، وهذا ما جسدته القاهرة مرة بعد أخرى.
لقد حملت مشاهد القمة في بروكسل رمزية بالغة، حين وقف الحضور الأوروبي لتحية الرئيس السيسي بحرارة واحترام.
كانت تلك اللحظة ترجمة صادقة لتقدير العالم لزعيمٍ استطاع أن يحافظ على بلده وشعبه، ويعيد لمصر مكانتها كدولة قائدة، تُسمع كلمتها في المحافل الدولية، وتُحترم قراراتها من الجميع.
وها هي اليوم، أوروبا كلها تجتمع في مقابل مصر الدولة التي تجاوزت أزماتها، وثبتت أركانها، وفرضت احترامها على العالم.
ستظل مصر هي مصر، دولة العراقة والسيادة والعزة، التي يفخر بها أبناؤها دائمًا وأبدًا.
وليبقَ شعار المصريين كما كان دومًا: تحيا مصر... وليخسأ الخاسئون.