مشهد انتخابي تاريخي في الخارج.. المصريون يصنعون ملحمة وطنية جديدة في انتخابات مجلس النواب 2025
السبت، 08 نوفمبر 2025 07:39 م
سجل المصريون في الخارج مشهدًا انتخابيًا استثنائيًا خلال عملية التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025، بعدما شهدت مقار الاقتراع التابعة للسفارات والقنصليات المصرية موجات متلاحقة من الناخبين الذين حرصوا على الإدلاء بأصواتهم منذ الساعات الأولى، في مشهد حمل رسائل واضحة للعالم بأن المصريين، داخل الوطن وخارجه، شريك أساسي في صناعة مستقبل دولتهم.
الاصطفاف الطويل أمام اللجان، والأعلام المرفوعة، والهتافات الوطنية التي تعالت في بعض السفارات، رسمت صورة احتفالية تعكس عمق الانتماء الوطني، وتكشف حجم الثقة التي يحملها المصريون بالخارج تجاه مسار الدولة السياسية والاقتصادية. مشهد لم يكن مجرّد عملية انتخابية، بل حدث وطني جسّد الارتباط العاطفي للمغتربين بوطنهم الأم، رغم المسافات واختلاف التوقيتات.
سياسيون وخبراء أكدوا أن المشاركة الكثيفة تعبر عن وعي متقدم لدى المصريين بالخارج بدورهم في دعم الدولة واستكمال مسيرة البناء، مشيرين إلى أن هذه الانتخابات تمثل محطة مهمة في مسار الجمهورية الجديدة، وتعكس وحدة الصف الوطني خلف المؤسسات الشرعية. وأشادوا بالتنظيم المميز وحرص السفارات على توفير تسهيلات لتمكين الجميع من المشاركة، بما في ذلك كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أكدت قيادات حزبية أن الحملات الانتخابية بالخارج عملت على مدار الساعة لتوفير الدعم الفني للمرشحين، ومتابعة نسب الإقبال، وحل أي عوائق تواجه الناخبين، معتبرين أن هذه المشاركة الكبيرة ليست مفاجئة، بل امتداد لدور المصريين بالخارج في دعم وطنهم سياسيًا واقتصاديًا على مدار السنوات الماضية.
الحضور الملحوظ في دول الخليج العربي وتحديدًا السعودية والإمارات والكويت وقطر، عكس بدوره قوة الجاليات المصرية هناك، ووعيها بأهمية أن تكون جزءًا من المشهد السياسي، في وقت تؤكد فيه الدولة المصرية أن المصريين بالخارج شريك أصيل في عملية التنمية وإحدى ركائز الاقتصاد الوطني عبر تحويلاتهم واستثماراتهم.
الانتخابات البرلمانية الحالية تُعد واحدة من أبرز المحطات السياسية في هذه المرحلة، كونها تأتي في سياق برنامج إصلاح سياسي ومؤسسي يسعى إلى تعزيز قوة البرلمان وتحقيق تمثيل حقيقي للإرادة الشعبية. وفي ظل هذه المشاركة الواسعة، تبقى الرسالة الأبرز واضحة للعالم: المصريون، بمن فيهم المقيمون في الخارج، يدركون قيمة أصواتهم، ويضعون المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار.
السباق الانتخابي الآن ينتقل إلى داخل مصر، وسط دعوات مكثفة لمشاركة جماهيرية واسعة لاستكمال الصورة التي بدأها المصريون في الخارج، وإرسال رسالة جديدة مفادها أن الإرادة الشعبية هي أساس الجمهورية الجديدة، وأن مستقبل الدولة يصنعه الجميع دون استثناء.