في حضرة الفراعنة.. العالم يلتقي بالقاهرة: انبهار.. أمان.. وثقافة تتنفس التاريخ
السبت، 08 نوفمبر 2025 09:57 م
لم يكن افتتاح المتحف المصري الكبير مجرد احتفال أثري، بل جاء أشبه بقمة عالمية جمعت ملوكًا ورؤساء وقادة من مختلف الدول، اجتمعوا عند سفح الأهرامات بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليشهدوا إطلاق أكبر مشروع حضاري ومعماري في القرن الحادي والعشرين.
ومن أمام الواجهة الضخمة للمتحف، التقط الرئيس السيسي صورة جماعية تاريخية ضمت الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات والوفود المشاركة، في لقطة أصبحت رمزًا لليلة الافتتاح ورسالة دولية تؤكد مكانة مصر وثقلها الحضاري.
ولم يتقصر حضور ضيوف مصر على المشاركة في الاحتفالية الأسطورية، بل كثير منهم قرر الاستمتاع باجواء القاهرة والتجول في شوارعها، وزيارة الأماكن الأثرية.
الملك البلجيكي الملك فيليب، قام بجولة ثقافية واستكشافية داخل القاهرة. حيث تجول في شوارع الحسين والأزهر، والتقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبحث الطرفان سبل تعزيز الحوار بين الأديان والتعاون الفكري والإنساني.
وفي اليوم التالي، زار الملك منطقة سقارة الأثرية، وتفقد مقابر "ميريروكا" و"قاجمني" برفقة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، معبرًا عن انبهاره بدقة النقوش والرسوم، قبل أن يتوجه إلى أبوصير لمشاهدة أهرامات ملوك الأسرة الخامسة.
الدنمارك.. حضور ملكي وصور عند الأهرامات
الملكة ماري ملكة الدنمارك كانت الأكثر تفاعلًا مع الحدث. فبعد حضورها الاحتفال، نظمت السفارة الدنماركية حفل استقبال رسمي على شرفها، شهد مشاركة شخصيات مصرية ودنماركية بارزة، وتحدث وزير الخارجية الدنماركي عن الدور الذي يلعبه المتحف الجديد كمركز حضاري للحوار بين الشعوب.
وفي اليوم التالي، نشر الديوان الملكي الدنماركي عبر موقعه الرسمي صورًا للملكة أمام الأهرامات وداخل المتحف، بينما حرصت جلالتها على التقاط صورة تذكارية أمام قناع الملك توت عنخ آمون الذهبي، في لقطة خطفت اهتمام وكالات الأنباء.
هولندا تجري على كورنيش النيل
وفي مشهد عكس أجواء الأمان والاستمتاع، مارَس رئيس وزراء هولندا وزوجته رياضة الجري الصباحي على كورنيش النيل. صور الجري والرياضة في القاهرة انتشرت عالميًا لتقدم وجهًا مختلفًا للعاصمة: مدينة آمنة، نابضة بالحياة، تستيقظ على مشاهد طبيعية هادئة بعيدًا عن البروتوكول الرسمي.روسيا.. ثقافة وحوار بين الحضارات
.jpg)
على هامش الافتتاح، أجرت وزيرة الثقافة الروسية أولجا ليوبيموفا زيارة موسعة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، حيث استقبلها الدكتور الطيب عباس، واطلعت على قاعات العرض ومقتنيات «المومياوات الملكية».
كما تجولت الوزيرة في حي مصر القديمة وزارت الكنيسة المعلقة وكنيسة أبو سرجة، واطلعت على آثار معالم مسيحية تاريخية طالما جذبت زوار العالم. وفي ختام زيارتها، أعلنت وزارتها عن مشروع ثقافي مشترك مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمشاركة متاحف روسية كبرى، لتوسيع التعاون الثقافي بين البلدين.
كرواتيا.. المتحف يصل إلى الإسكندرية
ومن القاهرة إلى الإسكندرية، زار الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش مكتبة الإسكندرية بعد حضوره الافتتاح، معبرًا عن إعجابه بالمتحف المصري الكبير الذي—كما قال—تابعه العالم بإعجاب. وشملت الزيارة افتتاح معرض «أصداء مصرية: تماثيل أبو الهول في كرواتيا»، وجولة داخل قسم الآثار والمخطوطات ومتحف السادات.
قاهرة تتنفس حضارة
هكذا بدت القاهرة خلال الحدث العالمي: مدينة تستقبل قادة العالم على ضفاف النيل وبجوار الأهرامات، وتفتح أبوابها أمام الثقافة والتاريخ والسياحة. صور الملوك والرؤساء في الشوارع وفي جولات صباحية ومتاحف وكنائس ومساجد ومواقع أثرية، صنعت لوحة نادرة؛ مزيج من القوة الناعمة والأمان والتنظيم والدبلوماسية الحضارية.
حدث لم يكن مصريًا فقط.. بل عالميًا، أعاد التأكيد على أن الحضارة المصرية لا تتكلم من الماضي فقط، بل تصنع حاضرًا يبهر العالم.