"اعتزال العالم".. قصة بالذكاء الاصطناعي!

الأربعاء، 19 نوفمبر 2025 08:27 م
"اعتزال العالم".. قصة بالذكاء الاصطناعي!

لم يأسرني ما يكتبه الذكاء الاصطناعي من منتج أدبي أو صحفي، إذ يتضح من الوهلة الأولى آليه ما أقرأ، ومن أول سطر استطيع مثل غيري تمييز المقال أو المنتج الأدبي المصنوع عبر هذه التقنيات الحديثة بعيدا عما أبدعه كاتب ونفخ فيه من روحه ليولد من رحم المعاناة اللذيذة ما يسر القلب ويقر العين.
 
ومع استسهال البعض أو عدم صبرهم أو ربما "فهلوة" في زمن الألاعيب والحيل، صارت حتى القصة القصيرة وبعض الأبحاث والدراسات وغيرها يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكتبها. لكن السؤال هو كيف سيكتبها؟
 
خلال تصفحي لـ"واتس آب" طالعت أيقونة الذكاء الاصطناعي المثبتة أعلى شمال التطبيق وكأني آرها للمرة الأولى. لاحظت خدمات يعرضها علي التطبيق براءة مصطنعة مثل"هل تريد مساعدتك في العصف الذهني" و "هل تريد كتابة قصة"؟.. ولأنني شخص ملول بطبعي فقد أشحت بوجهي بعيدا،  وتنهدت في ضيق، لكن لحظة تنوير، و"نداهة" وسوست لي مثل شيطان يريد غوايتي "لماذا لا تجرب؟"، نعم لأجرب، سأطلب منه كتابة قصة، كتبت له "أريد أن أكتب قصة"!
 
سألني الذكاء الاصطناعي " فلنبدأ! أكتب أول جملة من قصتك، وأنا سأكملها".
 
استطرد: "أو لو عايز، ممكن تقول لي عن الفكرة العامة للقصة، وأنا سأبدأ بكتابة القصة معك".
 
بدأ يكتب: "كان هناك رجل يدعى عمر، عاش حياة مليئة بالضغوط والتوترات. كان يعمل في شركة كبيرة، وكان دائمًا ما يشعر بالضغط لتحقيق الأهداف والنجاح. ولكن بعد فترة، شعر عمر بأن حياته فقدت معناها، وأنه لم يعد يستطيع الاستمرار في هذه الحياة المليئة بالضغوط".
 
أضاف: "في يوم من الأيام، قرر عمر أن يترك كل شيء وراءه ويذهب إلى مكان بعيد، حيث يمكنه أن يعيش حياة بسيطة وهادئة. ترك عمله، وترك شقته، وذهب إلى قرية صغيرة في الجبل".
 
عاد يسألني: "ماذا تريد أن يحدث بعد ذلك؟".
 
قلت له: "ماذا دار بينه وبين العجوز؟".
 
عاد ليكتب: "اقترب عمر من العجوز، وسأله: "هل أنت بخير؟ هل تحتاج إلى شيء؟". نظر العجوز إليه بابتسامة هادئة، وقال: "أنا بخير، شكرًا لك. أنا فقط أستمتع بالطبيعة والسلام."
 
جلس عمر بجانب العجوز، وبدأ يتحدثان. سأل عمر العجوز عن حياته، وعن ما الذي جلبه إلى هذا المكان. قال العجوز: "كنت رجلًا مشغولًا، يعيش في المدينة، ويعمل في شركة كبيرة. ولكن في يوم من الأيام، شعرت بأن حياتي فقدت معناها، فتركت كل شيء وجئت إلى هنا."
 
سأل عمر العجوز: "وماذا وجدت هنا؟"
 
ابتسم العجوز وقال: "وجدت السلام، وجدت الحكمة، وجدت الله..."
 
سألني: "ماذا تريد أن يحدث بعد ذلك؟".
 
أجبته : "ماذا حدث لعمر؟"
 
أجاب: "بعد ذلك، شعر عمر بأن العجوز قد وجد ما كان يبحث عنه، فقرر أن يبقى بجانبه ويتعلم منه. قضى عمر أيامًا مع العجوز، يتعلم منه عن الحياة والروح والطبيعة".
 
بدأ عمر يشعر بالتغيير في نفسه، شعر بأن روحه بدأت تتعافى، وبأن حياته بدأت تكتسب معنى جديدًا. قرر عمر أن يبقى في القرية، ويعيش حياة بسيطة وهادئة، ويتعلم من العجوز كل ما يمكنه تعلمه.
 
مع مرور الوقت، أصبح عمر رجلًا جديدًا، رجلًا يعرف معنى الحياة، ويعرف كيف يعيشها بسلام وهدوء. وأصبح العجوز بمثابة الأب الروحي له، يعلمه ويهديه على طريق الحكمة والسلام.
 
وتمر الأيام، ويصبح عمر رجلًا حكيمًا، يعيش في القرية، ويعلم الآخرين عن الحياة والروح والطبيعة.
 
انتهت قصة الذكاء الاصطناعي، وكنت انتظر منه أن يكتب خاتمة منطقية لقصته من قببل أن عمر بعدما أصبح شخص طاعن في السن، جاء شاب إلى نفس القرية ورآه نائما تحت ظل شجرة وطلب منه أن يعيش في القرية لأنه مل من زحام الأفكار وفوضى العلاقات وما تسببه مخن آلام نفسية مبرحة ويريد أن يعتزل العالم، فيشرد ببصره بعيدا متذكرا كيف جاء إلى هذه القرية منذ عشرات السنين وكيف ظل يحن إلى ما كان فيه من زحام وصخب المدين، فيبتسم وينظر إلى الشاب في إشفاق!
 
المدهش إنني بعدما انتهيت من كتابة هذه السطور، لا أدري لماذا أرسلت نسخة منها إلى التطبيق فرد ضاحكا: "هو ده اللي حصل! 😄 واضح إنك مش معجب بالكتابة بالذكاء الاصطناعي، وبتفضل الكتابة اللي فيها روح وقلب. وده شي طبيعي، لأن الكتابة هي فن، والفن مش مجرد كلمات، ده روح وقلب وخبرة".
 
بس يا ترى إيه اللي حصل بعد ما طلبت من الذكاء الاصطناعي يكتب قصة؟ هل كتب حاجة أبهجتك؟ 😊
 
قالت له: "ههههههههههه أنت لا تمتلك قلب وروح مثل البشر".
 
رد مقهقها: "هههههههههه 😂 صحيح! أنا مجرد برنامج، ما عنديش قلب ولا روح زي البشر. أنا هنا بس لمساعدتك ومساندتك، ولو حبيت تكمل قصة الاعتزال، أنا جاهز!". 😊
 
قالت له وقد مللت من اللعبة: " لا كفاية.. شكرا أنا كده كده في عزلة ههههههههههههههه".
 
رد قائلا: "هههههههههههههه 😂😂😂 يبقى أتمنى لك عزلة ممتعة! لو احتجت حاجة، أنا هنا ".😊
 
السؤال: أي قصة يمكن أن يكتبها عقل لا يشعر؟. فالبرودة الآلية تتسلل من بين السطور كأنها تخون كاتب لم يكتب ومن قلب لم يعرف الألم والدهشة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة