فضيحة مالية كبرى للإخوان فى السويد.. اختفاء مليار كرونة وديون ضخمة بعد هروب القيادات

الأحد، 23 نوفمبر 2025 12:35 م
فضيحة مالية كبرى للإخوان فى السويد.. اختفاء مليار كرونة وديون ضخمة بعد هروب القيادات
إيمان محجوب

كشفت صحيفة إكسبريسن السويدية عن واحدة من أكبر قضايا الاحتيال المالي المرتبطة بشبكات تابعة لجماعة الإخوان في السويد، بعدما ترك مسؤولو شبكة من المدارس والروضات الإسلامية ديونًا تتجاوز مليار كرونة سويدية (نحو 100 مليون دولار) قبل هروبهم من البلاد بشكل جماعي.
 
ووفقًا للتحقيق، فإن الأموال المفقودة كانت جزءًا من الدعم الضريبي الحكومي المخصص للتعليم، لكنها وُجهت إلى مدارس وروضات يديرها أفراد تجمعهم روابط قرابة وصفقات مشبوهة، وسط شبهات بجرائم خطيرة في نظام الرفاه الاجتماعي.

مداهمات وتحقيقات واسعة
أشارت التحقيقات إلى أنه في نوفمبر الماضي داهمت الشرطة شقة في حي ساترا بمدينة يِفله بحثًا عن شخصية إخوانية تُدعى ربيع كرم، أحد أبرز المتورطين في إدارة شبكة مدارس وروضات مستقلة مرتبطة بنشر الفكر الإخواني وتجنيد الشباب. وقد أُغلقت عدة مدارس بقرارات من السلطات، بعضها بطلب مباشر من جهاز الأمن السويدي.
 
وقال المدعي العام في هيئة الجرائم الاقتصادية، هينريك فاغر، إن القضية تمثل “خسارة مزدوجة”، حيث تُسلب أموال الضرائب دون حصول المجتمع على الخدمات التعليمية الممولة بها.

شبكتان متعاونتان.. وعمليات تحويل أموال للخارج
 
أظهرت تحقيقات إكسبريسن أن إغلاق المدارس المرتبطة بالإخوان لم يكن حالات فردية كما ظهر مسبقًا، بل كان نتيجة عمل شبكتين متعاونتين استغلتا الغطاء الديني لإخفاء جرائم مالية واسعة، شملت تحويل عشرات الملايين من أموال الضرائب إلى الخارج.
 
كما كشفت التحقيقات أن القادة الرئيسيين للشبكة غادروا السويد تاركين ديونًا ضخمة خلفهم.

مدارس رُموسه.. أموال التعليم تتحول لنوادٍ ليلية وفنادق فاخرة
 
أوضحت الصحيفة أن مدرسة رُموسه في جوتنبرج حصلت على 462 مليون كرونة من مخصصات المدارس، لكن مديرها، السياسي السابق عبد الرزاق وبرى، أُدين بتحويل 12 مليون كرونة عبر فواتير وهمية، وإرسال أموال إلى حزب يملكه في الصومال، بالإضافة إلى إنفاق أموال المدرسة على زيارات لنوادٍ ليلية، ورحلات خارجية، وإقامة في فنادق فاخرة.
 
كما سُحبت تراخيص أربع مدارس كان وبرى يديرها بعد ثبوت جرائم اقتصادية.
 
قيادات أخرى.. تحويل أموال وهروب خارج البلاد
 
عبد الناصر الندي: مدير مدرسة فيتنشابسسكولان، حول ملايين الكرونات إلى مالطا قبل مغادرته إلى مصر، ومطلوب لسداد أكثر من 5 ملايين كرونة.
 
أبو رعد: إمام سابق في يِفله اعتُبر تهديدًا للأمن القومي، غادر السويد ومكانه غير معروف.
 
حسين الجبوري: مسؤول مالي في شبكة روضات “بلال”، يقضي عقوبة بالسجن عامين لارتكاب جرائم محاسبية، ويلاحقه جهاز الضرائب لديون تتجاوز مليون كرونة.

ربيع كرم ومحمد القطّراني.. قلب الشبكة
كشفت التحقيقات أن ربيع كرم، أحد مؤسسي المدارس المستقلة، أُدين عام 2024 مع محاسب الشبكة محمد القطّراني في جرائم احتيال، بينها تضخيم الوضع المالي للمدارس لخداع السياسيين.

كرم مطلوب لقضاء عقوبة السجن 8 أشهر، ويدين بـ 5 ملايين كرونة.
القطّراني مدين بـ 2.1 مليون كرونة، ويواجه تحقيقًا جديدًا بعد استخدام هوية مزوّرة لإدارة الشركات رغم حظر مزاولة الأعمال.
وتشير التقديرات إلى أن الشبكة استنزفت ما يفوق 600 مليون كرونة من أموال المدارس والروضات، إضافة إلى مئات الملايين من برامج الرفاه الاجتماعي، ما يجعل مجموع الأموال المختفية يتجاوز المليار كرونة.

هروب جماعي وصمت من المتورطين
حاولت إكسبريسن التواصل مع القطّراني، والندي، وأبو رعد، وإيفا فريه، ووسيم الجُمعه، لكنها لم تتلق ردًا. فيما تؤكد السلطات أن معظم المتورطين غادروا السويد تاركين ديونًا ضخمة غير مسددة.

تعليق قيادي سابق في الإخوان
قال إبراهيم ربيع، القيادي السابق بالجماعة، إن فضيحة السويد تُعد امتدادًا لأسلوب ثابت تتبعه الإخوان في جمع الأموال تحت غطاء ديني، مشيرًا إلى فضائح مالية سابقة للجماعة في تركيا، خصوصًا تبرعات غزة التي تجاوزت مليار دولار.
 
وأضاف أن أموال الضرائب الخاصة بتعليم الأطفال تم تحويلها إلى دول عدة مثل تركيا ومالطا ومصر عبر فواتير وهمية وعمليات غسيل أموال، بينما استخدم القادة جزءًا من هذه الأموال لأغراض شخصية وترفيهية.
 
وأكد ربيع أن الجماعة “شبكة منظمة للفساد المالي” وليست مجرد حركة دينية، داعيًا دول العالم لاتخاذ إجراءات صارمة ضد ممارساتها للحفاظ على الاستقرار المجتمعي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق