أحمد زايد فى ختام مؤتمر التعاون الإفريقي اللاتينى: الإعلام يشارك بجانب الثقافة الشعبية في خلق الصورة الذهنية
الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 04:47 م
اختتمت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز الدراسات الاستراتيجية بقطاع البحث الأكاديمي، بالتعاون مع مركز الحوار للدراسات السياسية بالقاهرة، مؤتمر "التعاون الإفريقي اللاتيني.. شراكة لبناء المستقبل"، اليوم الأربعاء، بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع للمكتبة في القرية الذكية.
أكد الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن الدول الغنية والدول المركزية ما تزال ضالعة في تأسيس منظومات جديدة اقتصادية وغيرها، حتى تظل هي المسيطرة والوسيط الأساسي، وهذه المنظمات دورها في التنمية ضعيف، وكأن التعاون الجنوب- الجنوب لابد أن يمر بمحاذير ورقابة دول الشمال، لافتاً إلى أن دول الجنوب عندما تحقق التنمية وتنضم إلى دول الشمال تتحول إلى الفكر الاستعماري أيضًا وأن اختلف شكله إلى الاستعمار الناعم، وقال: "ويبقى التساؤل ما هو مستقبل هذا الاستعمار الجديد وكيف سيكون شكله؟".
وقال الدكتور سامح فوزي، كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية، إن هناك 8 عوامل تجعل للتعاون التنموي بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية أهمية كبيرة، العامل الأول وجود اعتقاد راسخ في أدبيات التنمية أن تدفق التجارة والتكنولوجيا بين دول الجنوب أفضل من تدفقها بين الشمال والجنوب، والعامل الثاني أنه لا تزال حتى الآن نظريات التنمية الأساسية لها تواجدها، وأضاف أن العامل الثالث يدور حول العولمة التي تسير الآن على عكاز لوجود انتكاسات كبيرة بها حيث يوجد مشكلات تواجهها الدول النامية وحدها دون دعم عالمي كما أن قضية المناخ مازالت محل خلاف حتى الآن حيث لم تتفق الدول على وقف الوقود الأحفوري، رابعًا: هناك حديث الآن حول السمات والعوامل المشتركة بين دول الجنوب.
ولفت إلى أن الإحصاءات نفسها تثبت أن العلاقات بين دول الجنوب في ازدياد، كما أن التنافسات الإقليمية تفتح الباب لعلاقات أفضل خارج المناطق الإقليمية، وهناك نماذج في دول الجنوب حققت تنمية خارج الإطار التقليدي مثل دول أسيوية، وهناك حديث يدور الأن في العالم حول احترام للتنمية المحلية، وأخيراً أنه لم يعد فصل التنمية المستدامة عن التجارة والعلاقات بين الدول.
وعقدت الجلسة الأولى تحت عنوان "التحديات الأمنية الراهنة والحلول الممكنة" ، عُرض فيها عدد من الأوراق البحثية لكل من ماهر فرغلي عن "حواضن الإرهاب في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأثرها على الأمن العالمي"، الدكتورة غزلان محمود عن "الأمن البحري وشبكات الجريمة المنظمة في جنوب المحيط الأطلسي الفرص والتحديات"، وفاروق أبو ضيف عن "التغيرات المناخية وتنامي الإرهاب في القارة الإفريقية".
وعلق اللواء طيار دكتور هشام الحلبي؛ الخبير الأمني والعسكري، على الأوراق البحثية، مشيرًا إلى أن الحرب التقليدية أصبحت اليوم مكلفة للغاية وبالتالي من الأسهل للدول استخدام المجموعات الإرهابية لمحاربة الدول الأخرى، فيما أشادت الدكتورة إيمان رجب، بالأوراق البحثية والتوصيات الصادرة عنها، داعية إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية للحد من ظاهرة الإرهاب العابر بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان "التشابكات الاجتماعية والثقافية والتعليم" أدارتها الدكتورة الشيماء الدمرداش، وتحدث خلالها الدكتور حمادة إسماعيل عن "الأزهر ونشر ثقافة السلام والتسامح في إفريقيا: دراسة تحليلية"، وشريف ربيع عن "الإعلام والصورة الذهنية المتبادلة: دراسة تحليلية"، وياسمين كمال عن "الفقر واستراتيجيات الحماية الاجتماعية برنامج تآزر في موريتانيا نموذجا"، والدكتور أحمد سعيد عن "الإعلام الرقمي وبناء الصورة الذهنية المتبادلة بين قارتي افريقيا وأمريكا اللاتينية".
وأشاد الدكتور أحمد زايد، بالأوراق البحثية، متحدثًا عن دور المؤسسات الدينية في نشر ثقافة التسامح، والأزهر الذي يلعب دور كبير من خلال الأنشطة التي يقدمها، وهي أنشطة متنوعة لخلق ثقافة غير متطرفة، وأشار زايد إلى أن الثقافة هي صور ومخططات ذهنية ولكن هناك محاذير عن الحديث عن الصور الذهنية لارتباطها بالثقافة الشعبية، مضيفًا أن الإعلام يشارك بجانب الثقافة الشعبية في خلق الصورة الذهنية وكذلك الإعلام الرقمي.
وعن قضية الفقر التي تنتشر في أفريقيا؛ أوضح زايد أن معالجة قضية الفقر تتم من خلال 3 طرق، إما برامج الدعم التي تنفذها الحكومات أو مشاركة المجتمع المدني واخيرًا المبادرات القومية، مشددًا على أن حالة الفقر لا تنتهي إلا بنقل الفقير من طبقة اجتماعية إلى أخرى.
وقالت الدكتورة منى الحديدي، أستاذ على الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان، إن الأوراق البحثية جاءت في إطار تعزيز مواجهة التحديات التنموية في دول الجنوب- الجنوب، موصية ببناء بنية تحتية لمقاومة التحديات المشتركة، وإنشاء شبكة إعلامية إفريقية لاتينية، وبناء بنية تحتية اقتصادية اجتماعية تعزز الاستثمار في التنمية الرقمية في المناطق النائية.