البرازيل تهدد أسعار السكر عالمياً من انخفاض الإنتاج والكحول كلمة السر
الجمعة، 05 ديسمبر 2025 02:39 م
تشهد أسواق السكر العالمية تقلبات كبيرة فى هذه الفترة، بسبب تغير مسار إنتاج قصب السكر فى البرازيل – أكبر منتج ومصدر للسكر فى العالم - نحو إنتاج الإيثانول (وقود حيوى) بدلا من السكر، ما يضغط على المعروض العالمى يخلق مخاوف من ارتفاع الأسعار مجددا.
ارتفاع أسعار السكر بسبب مخاوف من انخفاض الإنتاج فى البرازيل
وأشارت صحيفة أوجلوبو البرازيلية إلى أن العقود المستقبلية للسكر، شهدت ارتفاع للمرة الثانية على التوالي خلال الأسبوع الجارى، وذلك يعود إلى تغير البرازيل لإنتاجها من قصب السكر إلى إنتاج الإيثانول بدلا من السكر، حيث ارتفع السكر غير المكرر بنسبة 0.7% ليصل إلى 15.09 سنتًا لكل رطل فى بورصة نيويورك.
يتوقع أن يصل إنتاج قصب السكر في منطقة وسط وجنوب البرازيل المهمة إلى 620 مليون طن فى موسم 2026-2027، مقارنة بـ607 ملايين طن فى الموسم الحالى، وفقًا لبِلِينو ناستارى، رئيس شركة الاستشارات داتاجرو Datagro.
الكحول كلمة سر فى لعبة تؤثر على ملايين المستهلكين حول العالم
مع ذلك، يُتوقع أن يظل إنتاج السكر عند نفس مستوى الحصاد الحالى، البالغ 40.8 مليون طن، حيث ستخصص المصانع مزيدًا من القصب لإنتاج الإيثانول، حسبما أضاف ناستارى.
تحول البرازيل نحو إنتاج الإيثانول — بدلاً من السكر — يمثل عاملًا ضاغطًا على المعروض العالمى من السكر. هذا التحول قد يجعل أسعار السكر أكثر تقلبًا وربما أعلى خلال الفترة المقبلة. فى هذا السياق، الكحول (الإيثانول) ليس مجرد وقود داخلى للبرازيل، لكنه أصبحت كلمة سر فى لعبة تؤثر على ملايين المستهلكين حول العالم.
وقال كلاوديو كوفريج من Covrig Analytics: يجب أن ترتفع الأسعار لتشجيع مصانع البرازيل على إنتاج المزيد من السكر خلال موسم الطحن القادم واستعادة الأرباح، إذا كانت الحاجة أكبر للسكر، فقد تضطر العقود المستقبلية للارتفاع فوق مستوى تعادل الإيثانول، الذي يبلغ حاليًا 16.5 سنتًا.
ويأتى هذا فى أعقاب تقليص مساحة الزراعة للموسم الحالى 2025-2026، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته فى ثلاث سنوات.
لماذا التغيير نحو الإيثانول؟
وأصبح لدى مصانع قصب السكر فى البرازيل صار لديها خيار معين، إما تحويل قصب السكر إلى سكر أو إلى إيثانول، فى السنوات الأخيرة، ومع تذبذب أسعار السكر وانخفاضه، وأيضًا مع تحسن أسعار وقود الإيثانول محليًا وعالميًا، بات الخيار الأوفر اقتصاديًا هو الإيثانول. هذا يعنى أن جزءًا كبيرًا من القصب لم يعد يذهب لإنتاج السكر.
ونتيجة لهذا التحول، تقلّص المعروض المتوقع من السكر في موسم 2025/2026. صناديق تحليلية توقع أن فائض السكر العالمي — المتوقع من قبل — سيُخفض كثيرًا، وربما يصبح التوازن العالمي هش.
حتى الآن، الأسعار العالمية للسكر انخفضت لمستوى منخفض في بعض العقود الخام بسبب مخاوف الطلب وفائض المعروض سابقًا.
لكن مع تقلص المعروض المحتمل، السوق قد يشهد تقلبات كبيرة وصعود جديد فى أسعار السكر.
لماذا الأمر مهم للعالم؟
وفقا للخبراء فإن الخبراء يرون أنه أمر هام للغاية لأن البرازيل يمثل حوالى 25% من الإنتاج العالمى للسكر، فإن أى تغير فى سياستها الإنتاجية مثل التوجه نحو الإيثانول، له تأثير مباشر على سعر السكر عالميا.
إذا تراجعت صادرات السكر أو تقلص المعروض، الدول المستوردة قد تواجه غلاء فى سعر السكر؛ خصوصًا عند حدوث أي اضطراب إنتاجي أو جغرافي — جفاف، أمراض نباتية، أو تغييرات فى السياسات.