المهاجرون السوريون.. رحلة موت بحثاً عن الحياة

الأربعاء، 02 سبتمبر 2015 07:32 م
المهاجرون السوريون.. رحلة موت بحثاً عن الحياة

طوفان لا توقفه الحدود.. إنه اللاجئون السوريون.. باتوا يحاصرون العالم من جهاته الأربع.

هم الآن يفترشون الشوارع ومحطات القطارات في دول غرب البلقان بأوروبا، يطالبون ويتوسلون من أجل دخول هذه البلدان والحصول على اللجوء إليها وكسرة خبر.

أناس اضطرتهم الأزمة المشتعلة في بلادهم جراء الإقتتال المستمر منذ أكثر من أربع سنوات ، إلى الفرار بأطفالهم وأنفسهم، إلى دول الجوار القريب وربما البعيد، باحثين عن الأمن والعيش القريب.

الأزمة تعود جذورها إلى عام 2011، حينما اندلعت الإحتاجات في سوريا ومن ثم تحولت إلى مواجهات مسلحة، إضافة إلى ظهور تنظيم داعش هناك، ما دفع آلاف المواطينن بل الملايين إلى ترك منازلهم والنزوح في الداخل واللجوء إلى الخارج.

عدد اللاجئين والنازحين السوريين بلغ وفقاً لآخر الإحصائيات نحو 7.6 مليون سوري نازح داخل البلاد، وأكثر من 4 ملايين لاجئ ومن المقرر وصوله إلى 4.27 مليوناً بنهاية العام الحالي بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين .

استحوذت دول الجوار على نصيب الأسد في استقبال اللاجئين السوريين، تركيا كانت في مقدمة هذه الدول حيث استقبلت خلال الأعوام الأربعة الماضية 1.8 مليون سوري بما يقارب 45% من إجمالي عدد اللاجئين، فيما كانت لبنان والأردن والعراق من أكثر الدول العربية المستقبلة لهم إضافة إلى مصر .

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قالت في بيان لها إن نحو 86 % من نحو 630 ألف لاجيء سوري بالأردن يعيشون تحت خط الفقر، وأن أكثر من نصف السوريين اللاجئين في لبنان وعدهم 1.173 مليوناً يعيشون في أماكن إيواء دون المستوى المطلوب.

ضعف استيعاب الدول العربية التي تعاني أصلاً من أزمات مزمنة دفعت اللاجئين السوريين إلى التوجه إلى القارة العجوز «أوروبا»، فقد وصل عدد الذين تخطوا حدود الإتحاد الأوروبي خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام 340 ألف لاجئ مقابل 123 ألفاً خلال الفترة نفسها من العام السابق، حسب إحصائيات وكالة «فرونتيكس» المنوطة بالحدود الخارجية لمنطقة «شنغن».

اللاجئون السوريون استفادوا من ثورة الإتصالات والمعلومات في رحلتهم الغامضة إلى أوروبا، فقد أقدم اللاجئون إلى استخدم مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة «فيسبوك» كبوصلة تقودهم إلى حيث يريدون.

من المفارقات أن « فيسبوك» كان الشرارة الأولى لإندلاع ثورات الربيع العربي والآن الدليل خلال رحلة الهروب من جحيم القتال والصراع الدامي في سوريا إلى بلاد العالم الذي يصف نفسه بالمتمدن، على الرغم من تركه أبناء هذا البلد العربي لويلات حرب شرسة ربما كان أحد ضحاياها طفل صغير لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات ضمن الغرقى قبالة السواحل التركية، هزت صورته أركان العالم وأدمت القلوب وهو ممدد جثة هامدة ، في حين يلقى أبناء وطنه الموت وتمزق جثثهم أشلاء تحت وقع صمت غربي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق