أبطال أكتوبر الحقيقيين.. «أسد سيناء» يقتل ‏22‏ إسرائيليا‏ بمفرده‏.. «صائد الدبابات» دمر27 دبابة متفوقا على زميله الأشهر عبدالعاطي.. «مدمر القوات الإسرائيلية» قائد الفرقة 18 مشاة في أكتوبر 73

الإثنين، 25 أبريل 2016 02:22 م
أبطال أكتوبر الحقيقيين.. «أسد سيناء» يقتل ‏22‏ إسرائيليا‏ بمفرده‏.. «صائد الدبابات» دمر27 دبابة متفوقا على زميله الأشهر عبدالعاطي.. «مدمر القوات الإسرائيلية» قائد الفرقة 18 مشاة في أكتوبر 73
صورة تعبيرية
آية عبد الرؤوف

اشتهر العديد من خائضون انتصارات أكتوبر وتحرير سيناء في الإعلام، وتم تداول سيرتهم الذاتية وانتصاراتهم ومعاركهم، وتناسى الكثيرون من الأبطال الحقيقين الذين واجهوا العدو وجهًا لوجه دون خوف أو تردد، آملين في الانتصار، وكل ما يشاهدوه في مخيلتهم أرض مصر وترابها واسترجاع حقهم المسلوب.

ترصد «صوت الأمة» الأبطال المجهولين لحرب أكتوبر 1973.

«أسد سيناء»

إن قصة هذا الجندي الشجاع ظلت في طي الكتمان طوال 23 سنة كاملة، حتى اعترف بها جندي إسرائيلي، ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصه هذا الشهيد وأطلقت عليه لقب «أسد سيناء».

تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها إلى عام 1996، في ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن المفقودين في الحرب، وفي هذا العام أعترف جندي إسرائيلي لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري سيد زكريا خليل‏،، مؤكدًا أنه مقاتل فذ ‏وإنه قاتل حتى الموت وتمكن من قتل ‏22‏ إسرائيليا‏ً بمفرده‏.

وسلّم الجندي الإسرائيلي متعلقات البطل المصري إلى السفير، وهي عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به، إضافة إلى خطاب كتبه إلى والده قبل استشهاده، وقال الجندي الإسرائيلي: إنه ظل محتفظًا بهذه المتعلقات طوال هذه المدة تقديرًا لهذا البطل، وإنه بعدما نجح في قتله قام بدفنه بنفسه وأطلق 21 رصاصة في الهواء تحية الشهداء.

تبدأ قصة الشهيد بصدور التعليمات في أكتوبر‏73‏ لطاقمه المكون من ‏8‏ أفراد بالصعود إلى جبل "الجلالة" بمنطقة رأس ملعب، وقبل الوصول إلى الجبل استًشهد أحد الثمانية في حقل ألغام‏،‏ ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي، بالإختفاء خلف إحدى التباب وإقامة دفاع دائري حولها على اعتبار أنها تصلح لصد أي هجوم‏، وعندئذ ظهر 2 من بدو سيناء يحذران الطاقم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة في اتجاه معين وبعد انصرافهما زمجرت‏ 50‏ دبابة معادية تحميها طائرتان هليكوبتر وانكمشت المجموعة تحبس أنفاسها حتى تمر هذه القوات ولتستعد لتنفيذ المهمة المكلفة بها.

وقامت الطائرات بإبرار عدد من الجنود الإسرائيليين بالمظلات لمحاولة تطويق الموقع وقام الجندي حسن السداوي بإطلاق قذيفة (آر‏.‏بي‏.‏جي) على إحدى الطائرات فأصيبت واستمر القتال واستشهد كل زملاء البطل "سيد زكريا خليل" فحصل على أسلحتهم وظل يقاتل بمفرده وكان يقوم بالضرب على القوات الإسرائيلية وينتقل من مكان إلى آخر فاعتقدت القوات الإسرائيلية في وجود قوة مصرية كبيرة نظرًا لتعدد الضرب من أماكن مختلفة ولذا طلبت الدعم بقوة إسرائيليه أخرى، وظل "سيد زكريا خليل" يقاتل حتى نفذت ذخيرته وتم تطويق المنطقة ثم استشهد بعد أن تمكن من قتل 22 جنديًا اسرائيليًا.

وعندما وصل الضابط الإسرائيلي إلى جثمان البطل "سيد زكريا خليل" اندهش وقال: أي روح بطوليه هذه؟، ثم أخذ متعلقات البطل واحتفظ بها، وفي عام 1996 ذهب هذا الضابط الإسرائيلي إلى السفير المصري حينها وقدم إليه متعلقات البطل "سيد زكريا خليل" وقص عليه صمود وبطولات البطل وأقر أنه مقاتل من طراز فريد.

وعندما علم رئيس الجمهورية ببطولات البطل "سيد زكريا خليل" منح إسمه نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، وأطلق إسمه على أحد شوارع حي مصر الجديدة.

«مدمر القوات الإسرائيلية»

كان قائدًا للفرقة 18 مشاة في حرب أكتوبر 1973 التي كُلفت باقتحام قناة السويس في منطقة القنطرة وتدمير القوات الإسرائيلية وأسلحتها في النقاط الحصينة وعلى الأجناب، فضلًا عن تحرير مدينة القنطرة شرق والاستيلاء على كوبري بعمق 9 كيلومترات في بداية المعارك في أكتوبر 1973.

وبعد 10 دقائق من العبور، استولت الفرقة على أول نقطة حصينة على مستوى الجبهة وهي القنطرة واحد، وبعد 50 دقيقة من العبور تم الاستيلاء على 6 نقاط وبقيت النقطة الحصينة القنطرة 3 بلدية القنطرة محاصرة حتى يوم 7 أكتوبر 1973 ليتم الإستيلاء عليها قبل آخر ضوء يوم 7 أكتوبر، وبنهاية اليوم الأول للقتال تم الإستيلاء على جميع النقاط الحصينة وإحكام الحصار حول مدينة القنطرة والإستيلاء على رأس كوبري بعمق حتى 6 كيلو مترات وصد اختراق القوات الإسرائيلية.

وفي 7 أكتوبر تم تدمير 37 دبابة إسرائيلية وتوسيع رأس كوبري الفرقة بعمق 9 كيلومترات وتدمير القوات الإسرائيلية في النقطة الحصينة القنطرة 3 وتحرير مدينة القنطرة شرق.

«محمد زرد»

بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس أضخم مانع مائي عرفه التاريخ، وقف خط بارليف المحصن حاجزًا أمام عبور القوات المصرية إلى قلب سيناء، إلا أن الهجوم الكاسح أسقط كل هذه الحصون إلا نقطة واحدة بقيت مستعصية على السقوط في أيدي القوات المصرية.

وكانت هذه النقطة محصنة بطريقة فريدة وقوية ويبدو إنها كانت مخصصة لقيادات إسرائيلية معينة، وفشلت المجموعة المصرية في اقتحام هذه النقطة المشيدة من صبات حديدية مدفونة في الأرض، ولها باب صغير تعلوه فتحة ضيقة للتهوية، وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن أن الأعلام المصرية أصبحت ترفرف فوق جميع حصون بارليف بعد سقوطها عدا هذا الموقع الصامد الذي فشلت معه كل الأساليب العسكرية للفرقة المواجهة له، وتطوع العقيد محمد زرد ويصر على مهاجمة الحصن فقد سبق له مهاجمته أثناء حرب الاستنزاف.

وإذا بالأرض تنشق عن العقيد محمد زرد، يجري مسرعًا تجاه جسم الموقع متحاشيًا الرصاص الإسرائيلي المنهمر بغزارة من الموقع ومن ثم اعتلاه وألقى بقنبلة بداخله عبر فتحة التهوية وبعد دقيقتين دلف بجسده إلى داخل الحصن من نفس الفتحة وسط ذهول فرقته التي كان قائدًا لها، وخلال إنزلاقه بصعوبة من الفتحة الضيقة وجه له الجنود الإسرائيليين من داخل الموقع سيل من الطلقات النارية أخرجت أحشائه من جسده، وفي هذه اللحظات تأكدت فرقته من استشهاده.

وما هي إلا ثوان معدودة وإذا بباب الحصن يُفتح من الداخل ويخرج منه العقيد محمد زرد ممسكًا أحشاؤه الخارجة من بطنه بيده اليسرى واليمنى على باب الحصن تضغط عليه بصعوبة لاستكمال فتحه، ويتقدم مقتحمًا الحصن صارخًا: الله أكبر الله أكبر الله أكبر.

ويلحق به الرجال وتدور معركة شرسة بالأيدي والسلاح ويتعالى صراخ اليهود، ثم ينتهي وقد سقط الحصن في يد رجال زرد، وقبل أن يفارق الحياة لمس علم مصر وهو يرتفع فوق أخر حصون خط بارليف أقوى حصون العالم في التاريخ العسكري، وعندها فقط يبتسم زرد ويرحل إلى الجنة في سلام.

«منقذ السويس»

استطاع مع فرقته عبور قناة السويس، إلى أرض سيناء، في حرب أكتوبر 1973، من موقع جنوب السويس، ضمن فرق الجيش الثالث الميداني، وتمكن من صد هجوم إسرائيلي يحاول استهدف مدينة السويس.

وفي يوم 6 من أكتوبر 1973 استطاع بدوي بفرقته عبور القناة إلى أرض سيناء من موقع جنوب السويس ضمن فرق الجيش الثالث الميداني، وتمكن من صد هجوم إسرائيلي استهدف المدينة، وعندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية الثغرة على المحور الأوسط اندفع بقواته إلى عمق سيناء، لخلخلة جيش العدو فاكتسب أرضًا جديدة من بينها مواقع قيادة العدو في منطقة عيون موسى جنوب سيناء.

وعندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية الثغرة، على المحور الأوسط، إندفع بقواته إلى عمق سيناء، لخلخلة جيش العدو، واكتسب أرضًا جديدة، من بينها مواقع قيادة العدو، في منطقة عيون موسى جنوب سيناء، ولما حاصرته القوات الإسرائيلية، استطاع الصمود مع رجاله، شرق القناة، فى مواجهة السويس.

«صاحب أشهر أسير إسرائيلي»

هو البطل الذي آسر عساف ياجوري أشهر آسير إسرائيلي في حرب أكتوبر حيا على أرض المعركة بالرغم من إصابته، كما سبق له الإشتراك مع أسرة التشكيل في حرب الاستنزاف في آسر أول ضابط إسرائيلي وإسمه (دان افيدان شمعون).

عبر العميد يسري عمارة يوم السادس من أكتوبر قناة السويس ضمن الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني تحت قيادة العميد حسن أبو سعدة وكانت الفرقة تدمر كل شئ أمامها من اجل تحقيق النصر واسترداد الأرض.

وفي صباح 8 أكتوبر ثالث أيام القتال حاول اللواء 190 مدرع الإسرائيلي (دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة) القيام بهجوم مضاد واختراق القوات المصرية والوصول إلى النقط القوية التي لم تسقط بعد ومنها نقطة الفردان.

وكان قرار قائد الفرقة الثانية العميد حسن أبو سعدة يعتبر أسلوبًا جديدًا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتال داخل رأس كوبري الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعي الأمامي والتقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة، وكان هذا القرار خطيرًا ـ وعلى مسئوليته الشخصية.

وفي لحظة فريدة لم تحدث من قبل ولن تحدث مرة أخرى، تم تحويل المنطقة إلى كتلة من النيران وكأنها قطعة من الجحيم، وكانت المفأجاة مذهلة مما ساعد على النجاح، وفي أقل من نصف ساعة أسفرت المعركة عن تدمير 73 دبابة للعدو.

وبعد المعركة، صدرت الأوامر بتطوير القتال والاتجاه نحو الشرق وتدمير أي مدرعة إسرائيلية أو أفراد ومنعهم من التقدم لقناة السويس مرة أخرى حتى لو اضطر الأمر إلى منعهم بصدور عارية.

وأثناء التحرك نحو الشرق أحس النقيب يسري عمارة، برعشة في يده اليسري ووجد دماء غزيره على ملابسه، واكتشف أنه أُصيب دون أن يشعر، وتم إيقاف المركبة وإلتفت حوله فوجد الإسرائيلي الذي أطلق النار عليه وفي بسالة نادرة قفز نحوه النقيب يسري وجرى باتجاهه بلا أي مبالاة برغم أنه حتى لو كان الجندي الإسرائيلي أطلق طلقة عشوائية لكان قتله بلا شك.

إلا أن بسالة النقيب يسرى أصابت الجندي الإسرائيلي بالذعر ووصل إليه النقيب يسري وفي لحظة كان قد أخرج خزينة البندقية الآلية وهي مملوءة بالرصاص وضربه بشدة على رأسه فسقط على الأرض وسقط النقيب يسري عمارة بجانبه من شدة الإعياء.

وعقب إفاقته، واصلت الفرقة التقدم وعند طريق شرق الفردان لاحظ النقيب يسري وكانت يده اليسرى قد تورمت وأمتلأ جرحه بالرمال مجموعة من الجنود الإسرائيليين يختبئون خلف طريق الأسفلت، ووجد أحدهم وهو يستعد لإطلاق النار فتم التعامل معه وأجبروه على الاستسلام وكانوا 4، وتم تجريدهم من السلاح وعرف أحدهم نفسه بأنه قائد، فتم تجريده من سلاحه ومعاملته باحترام وفق التعليمات المشددة بضرورة معاملة أي أسير معاملة حسنة طالما انه لا يقاوم وتم تسليم هذا القائد مع أول ضوء يوم 9 أكتوبر، وكان هذا القائد هو العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرع.

وقد أصدر قائد الفرقة تحية لأبطال الفرقة الثانية مشاة، حيا فيها النقيب الجريح يسري عمارة ومجموعته التي أسرت قائد اللواء الإسرائيلي المدرع 190.

«الرأس المدبر»

يوصف بأنه «الرأس المدبر» للهجوم المصري الناجح يوم السادس من أكتوبر على خط الدفاع الصهيوني المنيع «بارليف»، ويستشهد كثيرون ​ببسالته وتفوقه العسكرى في كونه الوحيد الذي استطاع بفرقة من "الكوماندوز" عُرفت بإسم "مجموعة ​الشاذلي"، أن يعبر قناة السويس في حرب يونيو 1967 وأن يتمركز بفرقته في صحراء النقب التي تحتلها ​إسرائيل وأن يظل هناك ليومين متصلين متحفزًا للهجوم على العدو قبل أن تأتيه الأوامر من القيادة ​بالانسحاب وهو الأمر الذى كان أشد صعوبة من الحرب نفسها لأنه يتطلب أن يعود مسافة 200 كيلومتر في ​قلب الصحراء التي تسيطر عليها إسرائيل ودون أي حماية.​

تم تسريح الفريق الشاذلي من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات وتعيينه سفيرًا لمصر في إنجلترا ثم البرتغال، وفي عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه وسافر إلى الجزائر كلاجئ سياسي، وهناك أصدر ​كتابًا عن حرب أكتوبر، لا يزال ممنوعًا من دخول مصر حتى الآن، كما اعتبره البعض يفشى أسرارًا ​عسكرية، فتمت محاكمته عسكريًا وتقرر سجنه 3 سنوات قضاها كاملة في السجن عندما عاد إلى مصر.

«مشير النصر»

كان له دور معنوي في حرب أكتوبر‏، حيث أنقذ الجبهة من الإنهيار‏، وبعد قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتطوير الهجوم وتوغل القوات لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، حدث الخلاف الشهير بين السادات ورئيس هيئة الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي، وقرر السادات إعفاء الأخير من منصبه بعد ظهور حادث الثغرة.

"سأعود لارتداء الملابس العسكرية مرة أخرى"، كلمات قالها إسماعيل ليعبر بها عن سعادته بقرار إقالته من منصب مدير جهاز المخابرات العامة وتعيينه وزيرًا للحربية وتكليفه بالاستعداد الكامل لخوض الحرب في أسرع وقت.
استمر خبرته ومشواره العسكرى أكثر من 35 عامًا، وخطته فى الحرب كلها أسباب جعلت مجلة الجيش الأمريكي تصنفه كواحد من ضمن أفضل 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكًا جديدًا.

«صائد الدبابات»

هو بطل آخر من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وصاحب رقم قياسي عالمي في عدد الدبابات التي دمرها، إذ بلغ مجموع ما دمره 27 دبابة متفوقًا بذلك على زميله الأشهر عبدالعاطي الذي دمر 23 دبابة فقط، وهو أيضًا الذي دمر بصاروخه دبابة العقيد الإسرائيلي عساف ياجوري قائد لواء الدبابات الإسرائيلي الشهير.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق