صحف ألمانية: قتال «داعش» لا يعفي من مسؤولية حماية المدنيين
السبت، 30 أبريل 2016 06:53 م
كتبت صحيفة " دي تسايت" الألمانية الأسبوعية "أنه لا يتم ادخار أية تكلفة أو جهد عسكري من أجل محاربة تنظيم "داعش" ولكن لا يتم اتخاذ إجراءات كافية لحماية المدنيين السوريين"، وذلك تعليقا على تصعيد المعارك بين قوات النظام والمعارضة في مدينة حلب منذ أكثر من أسبوع رغم اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، في ظل تدهور الوضع الإنساني في المنطقة.
وتابعت الصحيفة "إذا استمرت استراتيجية عدم التدخل المعتمدة، فقد يتحقق في غضون أشهر قليلة، ما كان يعتبر مستحيلا حتى الآن: أي انتصار النظام - ربما باستثناء بعض المناطق الصغيرة التي ستبقى في يد المعارضة وبعض مناطق نفوذ تنظيم "داعش" في شرق البلاد. لأنه طالما لا يواجه نظام بشار الأسد أية مقاومة، فإنه سيواصل توسيع استراتيجية التدمير الجماعي لكل مناطق المعارضة. وهذا ما يحدث هذه الأيام، خاصة في مدينة حلب، حيث دمرت القاذفات أحد المستشفيات التي يدعمها الصليب الأحمر الدولي".
أما صحيفة "دي فيلت"، الصادرة في العاصمة الألمانية برلين، فقد قالت "على المدى المتوسط، استفاد بوتين من التدخل العسكري الروسي في سوريا: الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة له الآن للعودة إلى طاولة المفاوضات ولم يعد أحد يتكلم عن سياسة العزلة الدولية. ولكن هل تملك روسيا خطة طويلة الأمد بشأن مستقبل سوريا؟ أمر غير واضح. وأما فيما يتعلق بمحادثات السلام، فلا تظهر موسكو الاستعداد والقدرة على التحرك من أجل دفع نظام الأسد إلى المزيد من التنازلات ولكن في دوائر المراقبين الغربيين يقال إن موسكو ليست متشبثة بشخص الأسد. بوتين يختبر في سياسته باستمرار إلى أي مدى يمكنه أن يذهب. وإذا لم يتوجب عليه التضحية بالأسد، فإنه لن يفعل ذلك".
في حين علقت صحيفه "تاجزسايتونج" على دور المجتمع الدولي في استيعاب الأزمة، وألقت الضوء على النداء العاجل لمبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا إلى الولايات المتحدة وروسيا، للضغط على حلفائهما بهدف العودة للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، قائلة إنه "لن يكون له على الأرجح سوى القليل من التأثير، لأن الحكومتين في واشنطن وموسكو تعملان على استمرار الحرب، على عكس الدعاية المعلنة: سواء عبر التدخل العسكري المباشر أو من خلال دعم حلفائهما بالسلاح والذخيرة والمال والدعم اللوجستي والجنود المدربين.
وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على القوى الإقليمية تركيا وقطر والعراق وإيران. وإذا لم تتوقف هذه الجهات الخارجية بشكل نهائي عن الانخراط في هذه الحرب، فإن دعوة دي ميستورا لاجتماع هذه الدول ضمن المجموعة الدولية لدعم سوريا لن تكون سوى مجرد نشاط شكليّ لا قيمة له".