بالفيديو والصور.. صدق أو لا تصدق.. مرضى مستشفى إهناسيا ببني سويف يعالجون في «ورش السمكرة».. مواطنون: نشعر كأننا سيارات بها عطل.. عاملون: المشهد مهين وغير لائق.. ونائب الدائرة: تحول إلى وحدة صحية

الأربعاء، 20 يوليو 2016 07:00 م
بالفيديو والصور.. صدق أو لا تصدق.. مرضى مستشفى إهناسيا ببني سويف يعالجون في «ورش السمكرة».. مواطنون: نشعر كأننا سيارات بها عطل.. عاملون: المشهد مهين وغير لائق.. ونائب الدائرة: تحول إلى وحدة صحية
محمد شعبان

رغم أن ميزانية وزارة الصحة خلال العام المالى"20162017"، بلغت 80 مليار جنيه حسب تصريحات الدكتور محمد معيط مساعد وزير الصحة للشئون المالية، وذلك فقًا للدستور الذى نص على أن تكون 3% من الناتج المحلى الإجمالى.

وكانت الحكومة قد وافقت على تخصيص 64 مليار جنيه للإنفاق على الصحة فى ميزانية 2015\2016، حيث حصلت وزارة الصحة بقطاعاتها المختلفة على 58 مليار جنيه بينما حصلت المستشفيات الجامعية على 6 مليارات جنيه.

ورغم تلك المليارات الضخمة التى يتم الدفع بها للنهوض بقطاع الصحة الذى بات يعاني من الكثير من المشكلات التى آلمت به، وأصبح يعاني منها، وانعكست تلك المشكلات على المواطنين الذين أصبحوا يعانون من سوء إدارة المنظومة الصحية بمحافظات الجمهورية.

ففي محافظة بني سويف بصعيد مصر وتحديدًا فى مركز إهناسيا الواقع غرب المحافظة يعاني أهالى المركز من العيادات الخارجية بمدينة الحرفيين، حيث يتم توجيه المرضى من قبل مستشفى إهناسيا المركزي إلى تلك العيادات لإجراء الكشف الطبي هناك، وذلك عقب قراري المحافظة ومديرية الصحة بنقل تلك العيادات إلى مكان آخر مؤقتًا حتى الانتهاء من إقامة وتشييد مبنى جديد لتلك العيادات بالمستشفى.

والغريب فى ذلك القرار أنه اتخذ من الورش الموجودة بمنطقة الحرفيين عيادات للأطباء يتم فيها توقيع الكشف الطبي على المرضى فى مشهد مهين لآدمية المواطن ويهدر كرامته وحقه فى تقديم خدمة ترقى بآدميته وليس إذلالًا له كونه لا يمتلك المال ليتجه به إلى العيادات الخاصة.

ولم يقف الأمر عند ذلك الحد فحسب بل تجاوزه إلى إهانة للأطباء أنفسهم فالطبيب ما عليه الإ التوجه صباح كل يوم للمقر الجديد للعيادات الخارجية والقيام بفتح العيادة الخاصة به والتى أشبه ما تكون بالورشة وينتظر المرضى، وكأنه فى إنتظار سيارة لإصلاح العطل بها.

وانتقلت «صوت الأمة » لمنطقة العيادات الخارجية بالحرفيين لترصد معاناة المرضى والأطباء على حد سواء.
أحمد رمضان، فلاح، ومقيم بمركز إهنسيا، قال إنه ذهب بابنته منذ أيام لإجراء الكشف الطبي عليها حيث إنها كانت تعاني من أمراض نساء وفوجئ بمسئولي المستشفى يطلبون منه التوجه للعيادات الخارجية بمدينة الحرفيين والتى تبعد مسافة كبيرة عن المستشفى المركزي، وظلت خلالها ابنته تتألم وجعًا ويزداد ألمها، وكانت الطامة الكبرى عند وصوله لتلك العيادات فبدلًا من أن يجد أطباء وأماكن مجهزة لاستقبال المرضى وجد «ورش سمكرة ودكاكين» على حد وصفه، وتحمل كل صور الإهانة للمرضى والأطباء أنفسهم.

وأوضحت سعدية رجب، والبالغة من العمر 62 عامًا، وتقيم بإحدى قرى المركز، أنها جاءت للكشف الطبي نظرًا لمعاناتها من مرض السكر وعند دخولها للطبيب فوجئت أن المكان أشبه بـ «دكان الحلاوة» حسب وصفها.

واستكملت قائلة إن الطبيب قام بانزال الباب عقب دخولها مما أصابها بحالة من الهلع والخوف، وأشارت إلى أنه عقب الانتهاء من توقيع الكشف الطبي قام الطبيب برفع الباب مرة أخرى وجلس ليكتب لها على العلاج اللازم، بينما جلست هي على الأرض حتى انتهائه نظرًا لتعبها من طول المسافة وحرارة الجو وأشعة الشمس.

وأوضح محمد عادل، طالب بكلية الحقوق من أبناء البندر، "كنت تعبت فجأة وجالي دوار وانا رايح الجامعة، ورحت أكشف علشان مفيش عيادات خاصة الصبح لقيت المنظر كأني داخل أصلح موتسيكل مشيت روحت للبيت وقلت أستني بقي لما أروح عيادة خارصة أحسن" متسائلًا لو إبن مسئول إلي تعب هيرضي يكشف في ورشة ذي دي؟

ومن جانبه أوضح أحد الأطباء العاملين بالعيادات رفض ذكر إسمة، بالفعل المنظر مهين لنا مثلما مهين للمرضي نأتي كل صباح كإننا نفتح ورشة وننتظر إصلاح السيارات فلماذا لا تنقل في مكان أخر يراعي آدمية المواطنين ويحترم الطبيب بدلا من هذة الورش غير اللائقة لنا جميعا.

فيما قال على بدر، عضو مجلس النواب عن مركز إهناسيا، تحولت المستشفى المركزي لوحدة صحية لا تقدم أي خدمات للمواطنين، العيادات الخارجية فى مكان، والطوارىء والإستقبال فى مكان أخر، وموظفين المستشفى فى مكان ثالث بالوحدة المحلية، مشيرا إلى أنه تقدم ببيان عاجل لوزير الصحة لحل المشكلة ونقل العيادات الخارجية لمكان يحترم آدمية المواطنين والأطباء أنفسهم.

وأكد أن رد وزير الصحة، أفاد بأن إختيار مكان العيادات الخارجية يخص محافظ الإقليم ولا دخل لوزارة الصحة فى إختياره، متسائلا لماذا لم يتم نقل العيادات الخارجية بمجمع للخدمات التابع لجمعية أهلية تشرف عليها مديرية الشئون الإجتماعية ومجهز لتقديم خدمة طبية للمواطنين خاصة، بعد أن قرر محافظ بني سويف تشكيل لجنة لدراسة نقل العيادات للمجمع؟.

ورفض الدكتور حسين صلاح، مدير مستشفى إهناسيا المركزي، الإدلاء بأي تصريحات قائلا: "أطباء العيادات الخارجية بالمستشفى يقدمون كل ما بوسعهم لخدمة المواطنين فى أي مكان وتحت أى ظروف، مؤكدا على عدم وجود مشاكل من نقل العيادات الخارجية بعيدا عن المستشفى المركزي، وعندما شعرت الإدارة بأن عيادات العظام تم عودتها للمستشفى المركزي مرة أخرى لما تحتاجه من اشاعات ولا يستيطع مريض العظام الانتقال من مكان إلى أخر" لافتا" إلى أن العيادات الخارجية تضم" الباطنة، الأطفال، الجراحة، الصيدلية، العلاج على نفقة الدولة،النساء، الجلدية، الرمد" بينما تم الإبقاء على أقسام العظام، الحضانات، الكلى، القسم الداخلي، الطوارىء والأستقبال" داخل المستشفى المركزي

ومن جانبه أكد عبدالناصر حميدة السعيطي وكيل وزارة الصحة ببني سويف أننا حاليا، ننسق مع مديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة، للحصول على موافقة منها لنقل العيادات الخارجية لمستوصف خيري تابع لها، مشيرًا إلى أنه خلال أسابيع قليلة سيتم نقل العيادات الخارجية من مدينة الحرفيين إلي مكان آدمي بمستوصف وسط المدينة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق