«ترامب مش رئيسي».. كلينتون تضرب بعصاها في الداخل الأمريكي
الجمعة، 11 نوفمبر 2016 02:07 م
تظاهرات عدة تشهدها المدن الأمريكية منذ إعلان نتائج الرئاسة وفوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، ربما لتكتمل بها دائرة الانقسام من جراء تلك الانتخابات التي كانت، بحسب رؤية قطاع كبير من المحللين والمتابعين، أحد أكثر الأحداث استقطابا في التاريخ الأمريكي على مدار عقود طويلة من الزمن.
مؤيدو "كلينتون" يرفعون شعار "ترامب مش رئيسي"، بينما تحدث النشطاء عن حشد عشرات الآلاف من المواطنين من أجل تنظيم مزيد من الاحتجاجات ضد انتخاب "ترامب"، وذلك بعد موجات من التظاهرات منذ يوم الأربعاء الماضي، أدت إلى اعتقال العشرات من المواطنين، بينما ألقى الرئيس الأمريكي الجديد باللوم على وسائل الإعلام والصحف في إشعال التظاهرات.
عصيان مدني
الدعوات التي تبناها المحتجون الأمريكيين على فوز "ترامب" لم تقتصر على تنظيم التظاهرات للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية، حيث امتدت إلى إطلاق دعوات لعصيان مدني كوسيلة للاحتجاج السلمي، بحيث تكون مقدمة لخطوات أخرى، وهو الأمر الذي يتزامن مع اندلاع عدد من الاشتباكات على أساس عنصري في العديد من المدن بالولايات المتحدة.
يقول الرئيس السابق للجمعية الوطنية للنهوض بالملونين بنجامين جيلوس، أنه قد حان الوقت لكي يتحول الشباب الأمريكي نحو العصيان المدني غير العنيف من جديد وذلك لكي يتحول الغضب إلى قوة أكثر انضباطا وتركيزا في المرحلة المقبلة.
وأضاف، في تصريحات أبرزتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه "ينبغي أن نظهر لهم جميعًا، سواء المنتخبين في مجلس الشيوخ أو النواب أو حتى الرئيس الأمريكي الجديد، أننا مازلنا متواجدين وأننا لن ننسى ما حدث. ينبغي أن يدركوا أنه من الأفضل بالنسبة لهم ألا يعبثوا بما حققناه".
تحريض إعلامي
من جانبه، يرى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن السبب الرئيسي فيما تشهده بعض المدن الأمريكية هو نتيجة مباشرة للتحريض الإعلامي، في ظل حملات كبيرة شنتها ضده الصحف والقنوات الإعلامية، منذ ما قبل الانتخابات، وهو الأمر الذي أدى إلى عدم تقبل النتيجة من قبل المعارضين له.
وأوضح الرئيس المنتخب دونالد ترامب، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "كانت انتخابات الرئاسة الأمريكية ناجحة ومنفتحة للغاية، ولكن يبقى الآن ممتهني التظاهر يحتشدون في الشوارع بعد تحريض الإعلام".
المشهد يبدو جديدًا على الداخل الأمريكي، على الرغم من أنه تكرر في العديد من دول العالم، خلال وجود إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في البيت الأبيض خلال 8 سنوات ماضية، والتي كانت "كلينتون" أحد اللاعبين الرئيسيين خلالها، حيث خدمت كوزيرة للخارجية الأمريكية خلال الـ4 سنوات الأولى من حقبة "أوباما"، وكانت الداعم الأكبر لأحداث مشابهة في العديد من دول العالم، مما دفع العديد من المحللين إلى اتهام الولايات المتحدة بتأجيج الفوضى في عدة مناطق بالعالم، وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط، من أجل تحقيق أهدافها.
الخبير السياسي إميل أمين، رئيس مركز الحقيقة للدراسات الاستراتيجية، كان قد أكد في تصريح سابق لصوت الأمة أن تأخر خطاب كلينتون لتعلن فيه هزيمتها ربما يحمل أسبابا غير مفهومة، حيث أنه الاتصال التليفوني الذي أجرته المرشحة الديمقراطية بمنافسها لا يبدو كافيا على الإطلاق.
ويقول موقع "إندبندنت جورنال ريفيو" أن موقف "كلينتون" يأتي ردًا على تصريحات "ترامب" أثناء أحد المناظرات الانتخابية، حيث أكد أنه لن يعترف بنتيجة الانتخابات الرئاسية إذا لم يكن هو الفائز.
وأضاف الموقع الإخباري، في تحليل له، أن خروج التظاهرات المعارضة لفوز "ترامب" ربما تبقى ورقة ضغط لضرورة التنوع، في ظل سيطرة الجمهوريين على الرئاسة والكونجرس، في ضوء العرض الذي نوهت عنه "كلينتون" في كلمتها حول إمكانية أن تعمل مع الرئيس الجديد.