«ساحرة الجنوب».. مملكة يحتلها الأشباح (صور)

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016 01:53 م
«ساحرة الجنوب».. مملكة يحتلها الأشباح (صور)
أحمد عبد الراضى

«تنام فوق الآثار الفرعونية.. يتخللها الإهمال.. محطمة الطرقات والأرصفة.. المباني يحتلها عزرائيل.. كانت صاحبة تاريخ وأصبحت بيت للأشباح.. عربات الكارو تسكن ميادينها».. أنها ساحرة الجنوب، مركز ومدينة المنشأة في محافظة سوهاج.

«المنشأة».. تلك المدينة العريقة التى تحتوي على نصف آثار جنوب الصعيد، يرجع تاريخها لعصور «الدولة البطليمية».. لقبت في عهد الرومان بـ«مدينة انصاي»، بعد أن كانت منارة في عصور سابقة، أصبحت مقبرة لتاريخ وعلوم قديمة كانت وما تزال معضلة أمام العالم أجمع.

«أرصفة محطمة.. شوارع غير مؤهلة.. صرف صحي يُغرق شوارعها.. وأكوام من القمامة تزاحم أهالي المدينة.. ومعالم ثقافية أصبحت ملاذا للأشباح».. هذا هو حال «ساحرة الجنوب»، بعد ان تعايشت في 7 ألاف عام من التاريخ.

يقول محمد كامل، مسؤول بسنترال المدينة، مدينة المنشأة، واحدة من أقدم مدن محافظات الصعيد، والشاهد على تطور الكثير من الحضارات، ولكن ساء بها الحال وأصبحت مقبرة، لا ترقى ليتعايش بها بشر، موضحًا أن المدينة لم تشهد أي تطورات منذ نحو 10 سنوات، مشيرًا إلى أن الإهمال ضرب جميع أركان القرية.

«رغم أن المدينة تنام فوق كم لا حصر له من الكنوز الفرعونية القديمة.. تعاني الفقر».. هكذا أكمل مسؤول سنترال المدينة، موضحًا أن الآثار تجاهلت المدينة منذ فترة طويلة، ولم تشن حملة بحثية عن الآثار والكنوز التى تملاء «ساحرة الجنوب»، مشيرًا إلى أن المدينة تمتلك ما يجعلها قبلة لجذب السياح ومحبي الآثار الفرعونية، لافتًا إلى أن النقل السياحية التى تنتظرها «المنشأة»، قادر على توفير الكثير من فرص العمل، ودحر البطالة بالمحافظة.

ويشير جمال عبد العزيز هاشم، معلم، أحد ابناء مركز ومدينة المنشأة، إلى أن بيت الثقافة أصبح ملاذا للأشباح، بعد أن ضربه الإهمال.. وحطم الجهل أركان العلم بالمدينة، مشيرًا إلى أن مركز القافة تم تجديده منذ فترة إلى أنه يعاني الإهمال، بالإضافة إلى أنتشار «عربات الحنطور، والكارو»، والتي ترسم منظرًا لا يقبلها أحد، لافتًا إلى أن غياب الرقابة أحد أسباب أنتشار تلك المظاهر.

«التوك توك.. وسيلة الرعب.. ربنا يرحمنا منه»، هكذا أكمل رضا محمد، أحد ابناء المدينة، موضحًا أن انتشار «التوك توك»، بـ«ساحرة الجنوب»، أصبح أزمة كبيرة، تهدد حياة الأبرياء بالخطر، خاصة مع الاندفاع والجنون الذي يستخدمه صغار السائقين، قائلًا: «الأطفال أصبحوا سائقي توك توك».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق