قصة رضيع حاصرته قوات الأمن في جنوب سيناء

الأحد، 01 يناير 2017 12:19 م
قصة رضيع حاصرته قوات الأمن في جنوب سيناء
عصام صبحى

طفل رضيع، لم يبلغ عمره سوى أيام قليلة، رُسمت على وجهه البراءة، ورغم أنه لم ير من الحياة ما يجعله يبغضها، إلا أن القسوة التي وُجدت في قلب والدته جعلته يكره الحياة قبل أن يعيشها، بعدما ألقته والدته بجانب إحدى العمارات في حي السلام بطور سيناء، في مشهد تجرّد من كل مشاعر الإنسانية.

البداية كانت عندما وجد الأهالي في مدينة طور سيناء طفل يصرخ من البرد القارص موضوعًا في «بطانية» عقب ميلاده بثلاثة أيام، بجانب العقار رقم 16 في حي السلام القديم، وما أثار دهشة الأهالي وضع الأم 200 جنيه وعلبة لبن وقطرة للعين معه.

«قطعة قماش عليها آثار دماء»، هكذا وُجد الطفل عندما قرر الأهالي تعثب صرخاته للوصول إليه، وعندما شاهدوه وجود الحبل السري ما زال في بطنه لم يسقط، الأمر الذي جعلهم يتوقعون عمره الذي لا يبلغ سوى يومين.

بعد العثور عليه حمل المواطن محمد حنفي الطفل وذهب به إلى قسم شرطة جنوب سيناء، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للكشف عن ملابسات وظروف إلقاؤه بجانب إحدى العمارات، وقررت النيابة على الفور وضع الطفل في حضّانة مستشفى الطور العام، ووضعت عليه حراسة مشددة لحين الوصول إلى أي بيانات تؤكد هوية الطفل.

«الطفل بصحة جيدة»، بهذه الكلمات طمأن أحد الأطباء بمستشفى طور سيناء العام، الأهالي على صحة الطفل، مؤكدًا عدم وجود مشاكل طبية لديه.

حضر أحد مواطني طور سيناء إلى مستشفى الطور العام حاملا في يده حقيبة ملابس للأطفال الرضع، كان قد اشترى هذه الملابس لطفله الذي ولد منذ شهور وتوفى، إلا أنه بعد سماعه بالعثور على هذا الطفل المسكين قرر جلب الملابس له.

لم يتوقف الخير عند هذا الرجل فقط، بل هناك ثلاث أسر حضرت إلى مستشفى الطور العام، رغبة في تبني الطفل، من بينهم أسرة تقيم بطور سيناء، أما الأسرتين الآخرتين تسكن خارج جنوب سيناء إلا أن وجودها جاء مصادفة، ووجه مدير المستشفى الأسر الثلاث بإتباع التعليمات من قِبل قسم شرطة الطور والانتظار لحين انتهاء تحقيقات النيابة، كما كثفت قوات الأمن من تواجدها حول الطفل بالحضّانة في المستشفى، خوفًا من أن يأخذه أحد قبل معرفة أهله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق