الحكيم «بوذا» يشعل الصراع مجددا بين الأزهر والسلفية (تقرير)

الأحد، 08 يناير 2017 12:18 م
الحكيم «بوذا» يشعل الصراع مجددا بين الأزهر والسلفية (تقرير)
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
حسن الخطيب

تصريحات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عن الحكيم «بوذا» لم تكن الأولى أو الأخيرة، التي يهاجمها قيادات الدعوة السلفية، سبقتها عشرات الأفعال والتصريحات التي هاجمها السلفيون، زاعمين أنها خارجة عن مبادئ الإسلام، ولا ينبغي أن تصدر من شيخ الأزهر، لكن في حقيقة الأمر هذا الهجوم المستمر والمتواصل على شيخ الأزهر يعكس حقيقة عداء السلفيين للأزهر.

ويرى الباحثون في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الإشكالية الأولى لعداء السلفيين للأزهر، هي أن الأخير ينتهج مذهب الأشاعرة، فيما ينتهج السلفيون مذهب الوهابية، وشتان الفرق المذهبين، وتكمن نقطة الخلاف بينهما في كون المذهب الأشاعري ينبني على الأدلة العقلية والنقلية معا، فيما يمثل المذهب الوهابي العمل بالأدلة النقلية دون الأخذ بالعقلية.

وبتسلسل الأحداث نجد أن الهجوم السلفي على شيخ الأزهر كان سابقا عن تصريحات الطيب عن الحكيم «بوذا»، فمنذ خروج شيخ الأزهر مع قداسة البابا تواضروس إبان ثورة 30 يونيو مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، و«الطيب» يتعرض لانتقاد وهجوم ضاري من الجبهة السلفية.

صراع آخر خلقه شيخ الأزهر عندما انتقد الفكر السلفي، في حديثه الإسبوعي، مستنكرا تصريحات قيادات الدعوة السلفية، الخاصة بهدم أضرحة أولياء الله، ومحذرًا من وجود مخطط لاختطاف الفكر والمنهج الأزهري الوسطي المعتدل الذي حافظ عليه الأزهر، وهاجم السلفيون الصوفية التي يعد شيخ الأزهر قطب من أقطابها، ويعتبرونها بدعة وضلالة.

القيادي السلفي سامح عبد الحميد الذي انتقد تصريحات شيخ الأزهر بمجملها، قال لبوابة «صوت الأمة» إن الهجوم لم يكن لشخص «الطيب» نفسه، ولكن باعتباره شيخ الأزهر الشريف، رمز الإسلام، والمرجعية الأولى للمسلمين، بأن تخرج منه تلك التصريحات، مضيفًا أن تصريحات شيخ الأزهر الأخيرة والخاصة بالديانة البوذية، لم يكن لها أن تخرج من شيخ المسلمين.

وتابع: «البوذية ديانة باطلة، ولا نعرف لها أصلًا، ولا نصًا، وكلنا يعرف أن بوذا هذا تمثال، يعبده أتباعه على أنه إله، ويقدمون له القرابين، فكيف يعترف شيخ الأزهر على هذا الدين ويقول بأنه يعلم بأن البوذية دين سلام ولها ما لها وعليها ماعليها».

في المقابل رد الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، على الهجوم السلفي على شيخ الأزهر، أن «الطيب» إمام المسلمين جميعا، رغم أنف الكارهين، وهو إمام أهل السنة والجماعة، ورمز الإسلام والمسلمين، وله مكانته العلمية الجليلة، منوها إلى أنه لم يعرف عن فضيلته أن يقول كلامًا غير مسؤول، فكل مايقوله الإمام الأكبر أو يفعله هو اتباع للمنهج الإسلامي الصحيح الوسطي، البعيد كل البعد عن التشدد والغلو».

وقال في تصريحات لبوابة «صوت الأمة» إن المهاجمين لفضيلة الإمام الأكبر لا يعرفون قدره، ويجهلون بالفلسفة الإسلامية الصحيحة، فالأديان جميعها متفقة على مباديء السلام والتسامح، والإسلام دين يحترم الأديان الأخرى، ولا يقلل من شأنها، والإمام الأكبر لا نقول بأنه معصوم من الخطأ، ولكن نقول أنه يتخير كل الألفاظ والدلالات المعنوية لمقتضى الحال، فهو رجل تبحر في علم الفلسفة الإسلامية، ولن تبلغوا مبلغه من العلم، مبينا أن الفكر الذي يضلل ويكفر ويبتدع ويتشدد، ويقول بحرمة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم يخرج من الملة، وحرمة الاحتفال بمولد النبي، هو فكر غير سوي.

الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، قال لبوابة «صوت الأمة»، تعاملت مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر طوال سنوات، فلم أجده قال أن هذا فكر باطل أو دين باطل، فالإسلام لم يأمرنا بأن نتقول، ونفتي بلا علم، وما يفعله شيخ الأزهر هو تجسيد لصحيح الدين الوسطي البعيد كل البعد عن التشدد، مؤكدا أن شيخ الأزهر قامة وعلمًا، ويجب أن يعي من يهاجمونه ذلك، فهو إمام المسلمين، ومهاجموه يتصيدون الأخطاء والكلمات، ويحرفونها بحسب أهوائهم، ولا نجد لهم ردًا سوى أن يصلح الله قلوبهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق