لماذا يستهل «عون» زياراته الخارجية بـ «مصر والسعودية وقطر»؟ (تقرير)
الإثنين، 09 يناير 2017 04:41 م
محمود علي
يخوض الرئيس اللبناني ميشال عون جولة خارجية تبدأ اليوم تشمل السعودية ومصر وقطر، والتي تعد أولي جولاته الخارجية التي يقوم بها منذ أداء اليمين كرئيس للبنان في 31 أكتوبر الماضي.
وقال مدير المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري اللبناني، رفيق شلالا، حسبما أوردته وكالات عالمية إنَّ عون سيزور السعودية يومي الاثنين والثلاثاء، وقطر يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع المقبل، كما سيزور القاهرة في منتصف يناير، مضيفًا أن أنّ الرئيس اللبناني سيبحث خلال زيارته، العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، والأوضاع في المنطقة، فيما أكدت مصادر دبلوماسية إن القاهرة تستضيف قمة مصرية - لبنانبة في النصف الأول من يناير الجاري لتعزيز العلاقات وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويرى مراقبون أن الجولة الخارجية الأولي لعون تحمل الكثير من الرسائل والأهداف لاسيما وأنها تأتي في وقت يشهد المحيط العربي الكثير من الاضطرابات الأمنية والسياسية، في ظل تحركات إيرانية نشطة في الفترة الأخيرة، فقبل جولة عون توجه رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاءالدين بروجردي إلى بيروت لمقابلة الرئيس عون وهو ما يشير إلى تخوف طهران من زيارات الرئاسية الثلاثة إلى الدول العربية..الأمر الذي يطرح أسئلة حول ما الرسائل الذي يريد عون توصيلها بهذه الجولة العربية.
بالنسبة للسعودية يقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هذا أمر مفهوم جدًا فقد طلب رئيس الوزراء السابق تمام سلام أكثر من مرة زيارة الرياض بعد قطع المساعدات وإيقاف السياحة السعودية، وذلك لمحاولة شرح السياسة اللبنانية والرؤية القائمة على اعتبار حزب الله اللبناني كيان سياسي له ثقل في الحياة السياسية والمؤسسية في بيروت، ولكن هذا الأمر لم يحدث على خلفية أن الرياض ظلت لم تقتنع بهذه الرؤية وهو ما أحدث الفجوة الكبيرة في العلاقات بين الرياض وبيروت.
وأضاف أن تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري كان رأس الحربة لإعادة العلاقات السعودية اللبنانية إلى طبيعتها، مؤكدًا أنه تم التوافق على ميشال عون ليكون رئيسًا للبنان في الفترة المقبلة داخليًا وخارجيًا متسائلًا هل في ظل المتغيرات الراهنه في المنطقة لاسيما في سوريا ستكون رؤية الرياض تغيرت للوضع اللبناني؛ ليجيب بأن السعودية أخطأت عندما عاقبت لبنان بسبب الأزمة السورية، حيث لم تكن بيروت في وضع يستحمل مثل هذه العقوبات لاسيما وإنها جاءت في وقت تحمل أعباء كثيرة كمشكلة اللاجئيين ونقص الموارد، مؤكدًا أن من الواضح أن السعودية تعيد النظر في سياستها تجاه لبنان في الوقت الراهن، وهذا يعطيها بعض المرونة لإعادة المساعدات مرة أخرى إلى بيروت.
وأكد في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن زيارة عون إلى الرياض الآن تستهدف شرح الوضع اللبناني للقيادة السعودية والمسئولين عن السياسة الخارجية، مؤكدًا أن عون سيطرح رؤية لبنان بمؤسساتها والتي تعتبر حزب الله جزءًا من المشهد السياسي اللبناني ولا يمكن تجاهله.
وحول زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامى الإيراني لمقابلة الرئيس اللبناني ميشال عون يقول رخا أنها لم تبتعد عن الزيارة التي سيخوضها عون للرياض مؤكدًا أن هناك نفوذ بين السعودية وإيران في لبنان، متوقعًا أن يكون استقبال هذه القيادة الإيرانية جاءت لتوصيل رساله لبنانية إلى السعودية مفادها وجود بديل للمساعدات السعودية إذا لم يتم اعادتها مرة أخرى، مؤكدًا أن لبنان من فترة، وهو ينأي أن يكون تحت تأثير طرف واحد ويلتزم بسياسة التوازن.
وعن زيارة عون لمصر أكد السفير المصري السابق أنها تأتي في ضوء لعب مصر دور هام في الملف اللبناني في الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن القاهرة كان لها أهمية خاصة في التوافق بين الأحزاب السياسية اللبنانية لحسم ملف الرئاسة الذي ظل شاغرًا لفترة كبيرة، كما إنها قدمت دعمًا سياسيًا غير محدودًا للدولة اللبنانية في ظل وقف المساعدات السعودية للبيروت.
وأضاف أن القيادة اللبنانية تقدر الموقف المصري من الأزمة اللبنانية، كما ترغب في الحصول على مساهمة القاهرة في إعادة البناء المؤسسي اللبناني بالخبرة والدعم السياسي، مؤكدًا أن الكل يقدر موقف مصر من الأزمة السورية الذي يشيع الاطمئنان في نفوس كل الدول العربية لاسيما وأنه جاء على أساس عدم الإطاحة بالأنظمة الشرعية.
وحول زيارة عون لقطر أكد رخا أنها تأتي في إطار البحث عن تقديم المساعدات القطرية للبنان، بالإضافة إلى الاستثمارات التي قد تكون لها أثر إيجابي على الاقتصاد اللبناني الذي يمر بحالة صعبه، مشيرًا أنها تستهدف أيضًا استطلاع الموقف القطري في الملف السوري، لاسيما وأن الدوحة إحدى الداعمين لما يُعرف بالمعارضة السورية المعتدلة، موضحًا أن الأمر يتعلق أيضًا في الرغبة في تحسين العلاقات.