العائدون من حلب.. كلمة السر في «كمين المطافي» (تحليل خبري)

الخميس، 12 يناير 2017 04:41 م
العائدون من حلب.. كلمة السر في «كمين المطافي» (تحليل خبري)
محمد الشرقاوي


«الحذر كل الحذر من العائدين».. مقولة حملتها رؤوس الصحف العالمية، في ظل تزايد الضربات العسكرية على التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق «داعش والقاعدة»، وهو الأمر الذي دفع بعناصر تلك التنظيمات إلى الهروب إلى بؤر جديدة لنقل الإرهاب وتشتيت الضربات التى تتلقاها فى مناطق تمركزها.

يبدو أن نهاية داعش فى سوريا والعراق، كانت بداية لهجمة رتداديه، بعد أن ضاقت عليهم الأرض، وذهبوا بحثًا عن مناطق تحرك جديدة، كى يحققوا هدفهم الأسمى المتمثل فى إنشاء راية خلافة واحدة ولو بعد حين.

الدولة المصرية كان لها نصيب منها، وخاصة في سيناء، بعد أن توفرت معلومات مؤكدة، في تورط بعض القوى الإقليمية، فى نقل المقاتلين الفلسطينيين المنسحبين من «حلب» ضمن التنظيمات الإرهابية، إلى مناطق بديلة، على رأسها ليبيا ومصر، بعد أن رفضت دولة الإحتلال فكرة مرورهم إلى داخل قطاع غزة، الأمر الذى جعلهم يكتفون بالوصول الى سيناء والتمركز فيها.

أيضًا: تأكيدًا لانفراد «صوت الأمة».. 4 آلاف داعشي في سيناء بمساعدة حماس وتركيا 


وعزز من صحة المعلومات، ما كشفته تقارير صحفية أوروبية أن النصف الثاني من 2016 شهدت محاولات مضنية لهروب العناصر الإرهابية من بؤر الصراع، وأن هناك مجموعات نجحت بالفعل في دخول الدول بجوازات سفر مزورة وبطرق غير شرعية.

الهجمات الأخيرة التي شهدها كمين المطافي بمنطقة المساعيد بشمال سيناء، وهو ما أكد اعتماد تلك التنظيمات الإرهابية على استراتيجية الهجمات المتوالية والضاغطة، في محاولة لإنهاك القوات الأمنية، حيث نفذ الارهابيون عمليتن على كمين واحد في وقت لا يزيد عن 48 ساعة.

أيضًا: مخطط عملية «كمين المطافي» رئيس جناح التشفير بكتائب القسام


هذا النوع من العمليات يهدف بشكل عام إلى إثارة الرعب بين المدنيين واستفزاز الدول المستهدفة لإعلان حالة الطوارئ القصوى داخلياً والاستنفار الأمني، وهو ما يعرف في علوم الإسلام السياسي باسم إدارة التوحش.

عملية «كمين المطافيء»، أكدت استخدام تلك العناصر الإرهابية على استخدام أسلحة متطورة تم تهريبها والسيطرة عليها في المعسكرات التي سبق استهدافها، فظهرت كاميرات الـ HD، وهي لم تظهر في مصر سوى في عمليتن أولهما كرم القواديس والثانية المطافيء.

بخلاف تطورًا كبيرًا في التدريبات القتالية، وهو ما يؤكد أن تلك العناصر تلقت تدريبات خارجية في بؤر الصراع، وهو ما يعطي لهم الأفضلية عن أتباعهم في مصر في وجهة نظر التنظيم.

كل تلك المعطيات سابقة الذكر، تشير بقوة إلى بصمة العائدون من داعش، والمحملون بخبرات قتالية عالية، ولكن يزيدون عليهم بطاقة عنف بلا حدود، ولديهم رغبة جارفة فى الانتقام، وإشاعة الرعب بين الأهالى فى المناطق التى يمكنهم السيطرة عليها بعد تقويض سلطة الدولة فيها.

ما تشهده سيناء الأيام الأخيرة، قد يكون بداية مرحلة جديدة من الحرب على الإرهاب، في حالة أن تدفقت العناصر الارهابية العائده من داعش، ما دفع أجهزة الدولة المصرية إلى فرض سيطرتها على حركة الدخول والخروج من وإلى سيناء، تقديرًا منها لخطورة تسلل مثل هذه العناصر الى داخل سيناء، وتوفير دعم بشري وتكتيكي لـ«تنظيم أنصار بيت المقدس»، الذي أوشك على الهلاك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق