في عام المرأة المصرية.. لكل زمن نساؤه

الجمعة، 13 يناير 2017 02:13 م
في عام المرأة المصرية.. لكل زمن نساؤه
أم كلثوم
نورهان طمان

«وراء كل رجل عظيم امرأة»، وفي مقولة أخرى وراء كل امرأة عظيمة «نفسها»، ولعل عام المرأة الذي أعلنت عنه مؤسسة الرئاسة المناسبة الأبرز للاحتفال بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، وفي مصر تحديدًا سجل حافل بالسيدات البارزات في جميع مناحي الحياة المصرية، فتاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر لازال يفرز لنا رائدات في المجالات العسكرية والعلوم والفنون.

مصر المعاصرة.. «أم كلثوم»
صاحبة كوكب أضاء دروب العشاق، وداوى أنين وطن فعرفت بكوكب الشرق، حالة فنية فريدة ظهرت أيام الملكية المصرية وتجلت بعد ثورة الـ23 من يوليو، علمتنا أم كلثوم الحب في أغانيها، وأثرت بفنها شتى مناحي الحياة في مصر.

وقفت في شموخ على خشبة المسرح تمسك منديلها الوردي ليتسلل صوتها العذب إلى وجدان جماهيرها في المسرح وأمام الراديو. عاشت مع شعب عاشق لها ينتظرها في الخميس من كل أول شهر، وعلى الرغم من أنها غنت للملك إلا أنها ارتبطت بعلاقة قوية جدا مع الزعيم عبد الناصر، وساندت شعبها في النكسة بكل ما أوتيت من قوة الأمر الذي جعلها مطربة للشعب وزعيمه.
في 3 فبراير 1975 كان مانشيت جريدة الأخبار «ماتت أم كلثوم»، ليعلن وفاة امرأة قدست فنها واحترمته فعشقها جمهورها، ماتت أم كلثوم ولم يمت صوتها، لم تمت وقفتها الشامخة على المسرح، ماتت أم كلثوم وبقيت كلمات أغانيها تدندن على مسامع شعب بأكمله.

مصر الحديثة.. «نبوية موسى»
شهد تاريخ مصر الحديث أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا، وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، «نبوية موسى» كاتبة ومفكرة وأديبة مصرية، وهي إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وكانت من رائدات العمل الوطني وتحرير المرأة والحركات النسائية المصرية القرن الماضي.

سعت نبوية موسى لحلم المساواة، فلم تقبل أن تأخذ المرأة نصف راتب الرجل، فقررت دخول معركة البكالوريا الشهادة الجامعية لتتساوى مع خريجي المعلمين العليا، ولذلك أنشأت الحكومة لجنة خاصة لامتحانها ونجحت في النهاية.

ربطت بين تقدم الأمم ووضع المرأة، وذهبت إلى القول بأن تقدم المرأة هو سر تقدم الأمم، عاشت كرسول يدعو إلى العلم واختصت في ذلك الفتيات وكانت قضيتها الأولى والأخيرة هي تحرير المرأة من قيودها.

العصر الأيوبي.. «شجر الدر»
كانت النائب الفعلي لزوجها الصالح أيوب في حكم البلاد، فاستطاعت أن تنتصر على الحملة الصليبية السابعة بعما استدعت قائد الجيش المصري الأمير فخر الدين يوسف، ورئيس القصر السلطاني الطواشي جمال الدين محسن، وقالت لهم |إن الملك الصالح توفى إثر احتلال الصليبين لدمياط، وإن مصر الآن في موقف صعب من غير حاكم، فاتفق الثلاثة أن يخفوا الخبر حتى لا تضعف معنويات العساكر والناس ويتشجع الصليبيون، بقت شجر الدر والأمير فخر الدين يصدرون الأوامر السلطانية، زاعمن ان السلطان مريض، وبالفعل نجحوا في رد الحملة الصليبية على مصر.

لقبت «شجر الدر» بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، وقيل أنها أرمينية أو تركية، كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى اعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل.

تولت عرش مصر لمدة ثمانين يومًا بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني.

البطالمة.. «كليوبترا»
ابنة بطليموس الثاني، وصُفـت بالجميلة والساحرة، أما الرجال الذين وقعوا في غرامها فقد أسرتهم بشخصيتها القوية الظريفة وبذكائها ودهائها.

مثلت بذكاء المرأة الرومانسية الفاتنة وأصبحت ملكة عند وفاة والدها بطليموس الثاني عشر، في العام 51 قبل الميلاد وحكمت تباعًا مع شقيقاها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر وابنها بطليموس الخامس عشر.

«كليوبترا» كما ذكرها المؤرخون تميزت بفتنة وذكاء شديد جعلها فكرت أن تصبح زوجة لماركوس أنطونيوس الذي قد يحكم في يوم ما الإمبراطورية الرومانية. حيث جاء مارك أنتوني إلى مصر، وجاءت له كليوباترا خفية لخوفها من ثورات المصريين ضدها، وكانت مختبأة في سجادة وخرجت منها أمام أنتوني كعروس البحر، وهي في أبهي صورها ووقع في حبها.

حاربت كليوبترا بسلاح الحب والجمال، ولم تنتظر حتى يأتي إليها في الإسكندرية، ولكنها أبحرت على متن سفينة فرعونية ذهبية مترفة من الشواطئ المصرية، وكان أنطونيوس قد أرسل في طلبها عام 41 ق.م عندما وصل إلى مدينة ترسوس في كيليكية، وذلك ليحاسبها على موقفها المتردد وعدم دعمها لأنصار يوليوس قيصر.

أعجبت كليوبترا بأنطونيوس ليس فقط لشكله حيث كان وسيما (على حد قول المؤرخين) لكن أيضا لذكائه لأن كل التوقعات في هذا الوقت كانت تؤكد فوز أنطونيوس، من ثم أعد أنطونيوس جيشا من أقوى الجيوش، وتابعت كليوباترا الجيش عن كثب وتابعت خطة الحرب.

مصر القديمة.. «نفرتيتي»
جاءت الأسرة الثامنة عشر لتعلن عن الجميلة نفرتيني، تلك التي جاء اسمها بمعنى «الجميلة أتت»، كانت مثالا للزوجة الحكيمة القوية.

زوجة الملك أمنحوتپ الرابع أخناتون، فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون. ساعدته على تولي الحكم، من أقوى النساء في مصر القديمة.

ساعدت زوجها في عبادة الإله الجديد آتون قوة قرص الشمس، وكانت هي وزوجها الوسيط بين الشعب وآتون، حيث كان من المفترض أن تمنح المباركة الكاملة فقط عندما يتحد الزوجان الملكيان، ونظرًا لوقوفها بجانب زوجها أطلق عليها «الزوجة الملكية العظيمة»، ساندته أثناء الإصلاحات الدينية والإجتماعية، ثم انتقلت معه إلى أخيتاتون أو تل العمارنة، وظهرت معه أثناء الاحتفالات والطقوس، وبالمشاهد العائلية، حتى في المناظر التقليدية للحملات العسكرية والتي صورت فيها وهي تقضي على الأعداء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة