الجمعة.. بدء الحقبة «الترامبية» الجديدة

الأربعاء، 18 يناير 2017 11:07 ص
الجمعة.. بدء الحقبة «الترامبية» الجديدة

تتجه أنظار العالم الجمعة المقبلة، صوب الولايات المتحدة الأمريكية لتتابع بشغف مراسم تنصيب رئيس الدولة الأقوى في العالم بنفس الدرجة التي تابع بها البشر مراحل الانتخابات الأمريكية 2016، والتي أجريت في الثامن من شهر نوفمبر الماضي، ويحبس العالم أنفاسه ليري ما ستفعله الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الجمهوري دونالد ترامب على ضوء مايساوره من قلق نتيجة تصريحات وتغريدات ترامب المثيرة للجدل، واختياراته لأعضاء إدارته.

الشغف لمتابعة هذا التنصيب نابع من أن يوم الجمعة المقبلة، سيكون هو موعد العالم مع بداية الحقبة «الترامبية» الجديدة، التي تمثل نقطة فاصلة في تاريخ السياسة الأمريكية، ففيه سيتم الانتقال من عصر باراك أوباما إلى مرحلة دونالد ترامب، وبرغم من أن الكثيرين حول العالم يعرفون أن العلاقات الخارجية الأمريكية تجاه الدول ثابتة لاتتغير بتغير الرئيس، وأن كل مايطرأ عليها فقط هو أسلوب تنفيذها، إلا أن «ترامب» على مايبدو سيكون حالة استثنائية في هذه القاعدة.

وستجرى مراسم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب رسميا في مقر الكونجرس الأمريكي ليصبح بعدها الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية لمدة 4 سنوات مقبلة، منهيا بذلك مرحلة باراك أوباما في الحكم، والتي استمرت لولايتين متتاليتن، وبذلك يستعيد الحزب الجمهوري مقعد الرئاسة بعد طول غياب عنه.

ويجسد حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الذي تعود تقاليده إلى عهد الرئيس جورج واشنطن في عام 1789 تقليدًا ديمقراطيًا فريدا من نوعه في العالم إذ يشارك فيه الحزبان الرئيسان الجمهوري، والديمقراطي احتفاء بالانتقال السلمي للسلطة من الرئيس المنتهية ولايته للرئيس المنتخب، ويشارك في حفل التنصيب عدد من الرؤساء الأمريكيين السابقين على اختلاف انتماءاتهم الحزبية، وممثلو السلطات الحكومية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، ويؤدي الرئيس ونائبه اليمين الدستورية أمام رئيس الكونجرس.

ووفقا للدستور الأمريكي، فإن الرئيس هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة، وهو أيضا رئيس السلطة التنفيذية لكل الأفرع الحكومية الفيدرالية والقائد الأعلى للجيش، وبالرغم من ذلك فإن للكونجرس سلطة عزلة بغالبية الأصوات، حيث نظام الحكم الأمريكي هو خليط بين النظام الرئاسي والبرلماني.

ومن المتوقع أن يكون هناك فكر ونهج أمريكي جديد وغير معهود ويحبس العالم أنفاسه، حيث يترقب المجتمع الأمريكي والدولي على حد سواء، بدء ولاية إدارة ترامب الجديدة، بشعور من عدم اليقين، يتنامى مع المؤشرات صوب تغيير كبير في السياسة الخارجية الأمريكية، والتي عكستها تصريحات «ترامب»، وتغريدات عكست تشددا مع أوروبا، وتضامنا وتقديم غصن زيتون لروسيا، وانتقادات لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وإشارات لنقل السفارة الأمريكية للقدس، وانتقاد سياسة اللجوء الألمانية وسياسة الصين العسكرية والاقتصادية، وغيرها من التصريحات التي أشعلت الخوف بين الأصدقاء والحلفاء أكثر من الأعداء.

وقطع «ترامب» 10 وعود انتخابية على نفسه أثناء حملته الانتخابية وهي «إلغاء نظام «أوباما كير» الصحي، والتخلص من كافة المناطق المنزوعة السلاح في المدارس والقواعد العسكرية وغيرها، والانسحاب من الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ، وتهديد بعض الدول بشطبها من برامج الفيزا الأميركية إن رفضت سحب اللاجئين غير الشرعيين الذين ارتكبوا جرائم في الولايات المتحدة، ومنع توطين اللاجئين السوريين ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وفرض قيود كبيرة على قوانين الهجرة ومطاردة حوالي مليوني «مجرم» من المهاجرين في الولايات المتحدة، لطردهم خارج الولايات المتحدة في أيامه الأولى بالبيت الأبيض».

وتتضمن الوعود الانتخابية العشرة كذلك بناء جدار لمنع المهاجرين غير الشرعيين من دخول أمريكا، هزيمة «داعش» فور وصوله إلى البيت الأبيض وسيطلب من إدارته إعداد خطة خلال 30 يوما للقضاء على تنظيم «داعش» الذي يتخذ من الموصل في العراق والرقة في سوريا معقلين رئيسيين له، وإعادة العظمة الأمريكية مجددًا، تفكيك الشبكة الإرهابية الإيرانية تماما، والتي غرستها إيران في جميع أنحاء العالم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة