السلفيون يهاجمون «زهر أحمد شيبة».. و«الإفتاء» ترد (تقرير)

الثلاثاء، 31 يناير 2017 10:14 ص
السلفيون يهاجمون «زهر أحمد شيبة».. و«الإفتاء» ترد (تقرير)
أحمد شيبة
حسن الخطيب

عبر تاريخهم، عُرف عن السلفيين عداؤهم وكرههم الشديد للفنون، وبخاصة الموسيقى والأغاني، وفي أحدث فتاويهم، أفتى رئيس الدعوة السلفية، الشيخ ياسر برهامي بأن أغنية «آه لو لعبت يازهر» للمطرب الشعبي «أحمد شيبة» فساد في العقيدة.

واستنكر رئيس الدعوة السلفية انتشارها، بين العديد من الشباب، مشيرًا إلى أن هذا اللفظ فاسد، ولا يجب ترديده، وقال في فتواه نصًا: «أن هذه الكلمة تنسب الأفعال إلى «الزهر» الذي يستعمل في لعب الطاولة، والله سبحانه وتعالى هو الرزاق ذو القوة المتين»، مضيفًا أن هذه الكلمة يستخدمها الشباب كناية عن جبر عشوائي لتقسيم الأرزاق على الناس بلا حكمة، وذلك يعتبر عقيدة فاسدة، ولفظًا فاسدًا».

وعن فتوى دار الإفتاء المصرية عن حكم الشرع في سماع الأغاني، أوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، لبوابة «صوت الأمة» أن الفتوى بخصوص سماع الموسيقى والأغاني جاءت واضحة، وبينّت أن سماع الموسيقى مسألة خلافية فقهية، ليست من أصول العقيدة، وليست من المعلوم من الدين بالضرورة، ولا ينبغي للمسلمين أن يُفسق بعضهم بعضًا بسببها، وما دام هناك من الفقهاء من أباح الموسيقى ممن يعتد بقولهم فلا يجوز تفريق الأمة بسبب تلك المسائل، خاصة أنه لم يرد نص في الشرع صريح في تحريم الموسيقى.

وبيّن أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه ذهب كثير من المحققين من أهل العلم كابن حزم، وأهل الظاهر، وبعض الشافعية، ومنهم الشيرازي والماوردي والروياني، والرافعي وحجة الإسلام الغزالي، وأبو الفضل ابن طاهر القيسراني، والإمام العز بن عبد السلام، وشيخ الإسلام تقي الدين بن دقيق العيد، وعبد الغني النابلسي الحنفي، وغيرهم، إلى جواز الاستماع للموسيقى، موضحًا أن هناك مؤلفات من أهل العلم حول هذا الأمر، منها مؤلف ابن حزم الظاهري في رسالته في «السماع»، وابن القيسراني في كتاب «السماع»، والإدفوي في «الإمتاع بأحكام السماع»، وأبي المواهب الشاذلي المالكي في «فرح الإسماع برخص السماع»، وغيرهم كثيرين.

الدكتور سعد الدين الهلالي رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، قال لبوابة «صوت الأمة»، إن ادعاءات وفتاوى برهامي، ومن على شاكلته بأن الاستماع للأغاني والموسيقى إفساد للدين، باطلة بـ«الثلاث»، مشيرًا إلى أنه لم يرد نص صريح من الكتاب أو السنة بتحريمها، وأن ما يستدل به أهل السلف هي أحاديث متواترة، منوها بأن بعض أهل العلم قال بإنها جائزة والبعض الآخر لم يحرمها، فكيف يقول السلفية بأنها مفسدة للدين!

والمتتبع للفتاوى السلفية عن الموسيقى والغناء والفنون، يدرك مدى العداء التاريخي بين السلفيين والموسيقى، بالرغم من أن هذا العداء متأصل في الجماعات ذات الأصولية الدينية باختلاف عقائدها، فالدعوة السلفية في منهجها الدعوي ترى أن للموسيقى وظيفة شيطانية، فهي تتلاعب بالنفوس، وتنشر المفاسد، وتبعد عن الدين وتلهي المسلم عن ذكر الله، فلم تكن الفتوى السابقة الأولى من فتاوى رئيس الدعوة السلفية التي يحرم ويستنكر فيها الأغاني، فقد حرم من قبل في فتاويه سماع والأفلام والأغاني، وقال في مقابلة تلفزيونية جمعت بينه وبين الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، «أنه لو وصل السلفيون لسدة الحكم، فسوف يتم منع الغناء والرقص فهما محرمان بأمر الله تعالى وليس بأمرنا».

وفي فتوى أخرى لبرهامي عن موقف الدين من سماع الأغاني، أفتى ما نصه «القول بحل المعازف قول باطل مصادم لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)، كما هاجم برهامي في خطبة الجمعة له بمسجد الخلفاء الراشدين بالإسكندرية في بداية العام الماضي، الموسيقى والغناء، زاعمًا أنها السبب في ظاهرة التحرش وانهيار الأخلاق وستكون سببًا لزوال الأمة، كما كانت سببًا في زوال الأمم السابقة، ووصل الأمر ببرهامي أن يفتي بحرمة بيع «فوانيس رمضان» التي بها أغاني.

الفتاوى «البرهامية» عقيدة متأصلة لدى أقطاب السلفية وعلمائها منذ عهد إمامهم الشيخ محمد عبد الوهاب، وحرمها من قبله ابن باز وابن العثيمين، وحرمها عبد المنعم الشحات، والشيخ أبو اسحاق الحويني، والشيخ محمود المصري، فهذه الفتاوى التي يرددها البرهامي، بدعوى رفعه لافتة «نحرم ما حرمه الشرع» ينتهجها أبناء التيار، ويصدرونها للشباب على أنها من الدين، مقتصرين فهم الدين والشرع وفهم النصوص على أنفسهم، رافضين أي اجتهادات أخرى تخالف رؤيتهم وتفسيرهم الحرفي للنصوص، بالرغم من أن دار الإفتاء لم تحرم سماع الأغاني بل على العكس أجازتها.

اقرأ أيضًا:


 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة