المعركة القادمة: فرنسا

الجمعة، 03 فبراير 2017 08:21 ص
المعركة القادمة: فرنسا
إيهاب عمر يكتب


ظن مراقبو الشأن الفرنسي أن هزيمة آلان جوبيه أمام فرنسوا فيون في الانتخابات التمهيدية داخل حزب الجمهوريين هي آخر المفاجآت قبيل عقد الانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل 2017، ولكن انتخابات الحزب الاشتراكي أسفرت عن مفاجأة كبري تمثلت في فوز بونوا أمون على حساب رئيس الوزراء السابق مانويل فالس.

وتكمن المفاجأة في توجهات أمون القريبة من اليسار التقليدي بينما انتظر العالم من الاشتراكيين الفرنسيين مرشحًا ينتمي إلى يسار الوسط، ما يجعل فرنسا أمام اليسار المتشدد على يد أمون، مقابل اليمين الديجولي المتشدد على يد فيون وأخيرا اليمين القومي المتطرف على يد مارين لوبان.

يكاد أمون يكون النظير الفرنسي لجيرمي كوربين رئيس حزب العمال البريطاني بكل ما يحمله من أفكار ماركسية، وسبق لأمون أن قدم استقالته من منصب وزير الاقتصاد عام 2014 بسبب سياسات اولاند الليبرالية، ولما دخل مجلس الوزراء ثانية وزيرًا للتعليم في نفس العام كان أول الراحلين لنفس السبب وأيضًا خلال عام 2014.

يمكن القول أن يسار الوسط تحول في سنوات ما بعد الحرب الباردة إلى مجرد جناح يساري للعولمة الامريكية، مثل تجربة توني بلير في بريطانيا وخوسيه زاباتيرو في اسبانيا وجيرهارد شرويدر في المانيا ولولا دي سيلفا في البرازيل، وفي فرنسا كان فرنسوا اولاند وفالس وسيجولين رويال وايمانويل ماكرون من أنصار هذه السياسة.

ومع تنحي اولاند عن الترشح وخسارة فالس أمام أمون، تسعي شبكات المصالح الغربية إلى دعم ماكرون، وزير الاقتصاد الأسبق في حكومة اولاند الاشتراكية، صاحب الإصلاحات النيوليبرالية التي فجرت انتفاضة شعبية في فرنسا منذ قرابة العام، وقد استقال بعد أن أتم مهمته، وأسس حركة الى الامام En Marche وترشح للرئاسة.

بعد درس العشرين يوم الأولى لترامب، تفهمت شبكات المصالح الغربية ان اليمين الجديد الصاعد حول العالم لا يمزح، وأن أجنداته الانتخابية ليست ديماجوجية ولا خطاب شعباوي أجوف بل برنامج سياسي حقيقي، وبالتالي فأن هدف شبكات المصالح الغربية اليوم هو منع فرنسا من الذهاب إلى سيناريو أمريكا – ترامب، وكان التحرك الأول هو البحث في تاريخ فيون على نفس شاكلة البحث الأمريكي عن تاريخ ترامب خلال الحملة الانتخابية.

وبالفعل حصل الباحثون على صيد ثمين، حيث عملت بينلوبي فيون زوجة المرشح الديجولى كمساعدة له خلال عمله البرلماني وتقاضت راتب بلغ مجموعه 900 ألاف يورو، دون أن يكون هنالك دليل حقيقي على عمل فعلى قامت به، وهكذا بدأت الشرطة الفرنسية في التحقيق مع آل فيون، بينما يبحث حزب الجمهوريين (حزب التجمع من اجل الحركة الشعبية الديجولى سابقا ً) إزاحة فيون لصالح آلان جوبيه تماما ًكما حاول زعماء الحزب الجمهوري الأمريكي خلال الانتخابات إزاحة ترامب لصالح مرشح رئاسي آخر.

تحاول شبكات المصالح الأجنبية تجب فوز فيون او لوبان عبر اقصاء فيون ودفع جوبيه، والخيار الآخر هو دعم ماكرون، أما الخيار الثالث فهو القبول باقل الخيارات ضررًا ودعم اليسارى العتيد أمون بدلا ً من ظفر اليمين بالكعكة الفرنسية، ولا يخفى على أحد أن أمون يبدى استعداد للتعاون مع شبكات المصالح وفقا ًلشروطه، لأنه بحاجة إلى دعم أكبر نظرًا لحقيقة أن أصوات اليسار سوف تتشرذم ما بينه وبين ماكرون بالإضافة إلى مرشح اليسار الراديكالى جان لوك ميلونشون ومرشح حزب الخضر يانيك جادو.

تعقد الانتخابات الفرنسية يوم 23 أبريل 2017، والإعادة يوم 7 مايو 2017

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق