102.5 مليون دولار لدعم حماية التراث الثقافي المهدد بالخطر

الثلاثاء، 21 مارس 2017 02:19 م
102.5 مليون دولار لدعم حماية التراث الثقافي المهدد بالخطر
الرئيس الفرنسي وسيف بن زايد في حديث ودي
كتب بلال رمضان

أعلنت الوفود الدولية المشاركة في المؤتمر الدولي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في مناطق الصراع «ألف» عن مساهمتها المالية لدعم الصندوق المخصص لحماية التراث المهدد بالخطر، بمبالغ وصلت قيمتها 102.5 مليون دولار.

حيث أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، عن منحة تبلغ قيمتها 15 مليون دولار، للمساهمة في التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع «ألف»، والذي يعد تتويجًا للمؤتمر الدولي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في مناطق الصراع، الذي استضافته العاصمة الإماراتية أبوظبي في ديسمبر الماضي 2016، ونتج عنه «إعلان أبوظبي» الذي جاء كنواة أولى لمشروع طويل الأجل.

وأعلنت فرنسا عن تقديم 30 مليون دولار، والمملكة العربية السعودية 20 مليونًا، والكويت 5 ملايين، ولوكسبمبورغ 3 ملايين، والمملكة المغربية 1,5 مليون، وتبرع شخصي بقيمة 1 مليون دولار من توماس كابلان.

جاء ذلك خلال مؤتمر المتبرعين، الذي استضافه متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية، باريس أمس، برئاسة كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

ويأتي هذا المؤتمر كخطوة أولى لتأسيس التحالف، الذي تقود جهود تأسيسه الإمارات وفرنسا، بهدف إنشاء صندوق مخصص لحماية التراث المهدد بالخطر، وتوفير الدعم المالي الضروري لتنفيذ المشاريع الوقائية ومهام التدخل السريع، وبرامج ترميم الممتلكات التراثية المعرضة لخطر التدمير أو التلف أو التهريب تحت وطأة الصراعات المسلحة.

وحضر المؤتمر، إيرينا بوكوفا، مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، ومحمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وجاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، في فرنسا، وجان لوك مارتينيز، رئيس ومدير متحف اللوفر، إضافة إلى الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة مكة المكرمة، مستشار الملك سلمان، والشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح، ممثل أمير الكويت وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، ووزير الإعلام الكويتي بالوكالة.

وكشف الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في كلمته التي ألقاها في المؤتمر، عن مساهمة الإمارات في تحالف «ألف» بقيمة 15 مليون دولار أمريكي، ونقل للحضور تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، متمنياً للجميع دوام التوفيق والنجاح.

وأعرب الشيخ سيف عن فخره واعتزازه بتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة في إطلاق مؤتمر المانحين، مشيراً إلى الأصداء الإيجابية التي حققها «إعلان أبوظبي»، الذي أعتمد في ختام أعمال المؤتمر الدولي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في مناطق الصراع، في ديسمبر الماضي 2016.

وقال الشيخ سيف، بحسب البيان الصحفي: إن هذا التحالف يأتي تتويجًا للجهود والعمل الدءوب، النابع من إيماننا بأهمية حماية التراث الثقافي العالمي «جوهر الحضارة الإنسانية»، حيث كان المؤتمر النواة الأولى لمشروع طويل الأجل، هو إنشاء صندوق مخصّص لحماية وتأهيل التراث المهدد بالخطر في مناطق الصراع.

كما أكد سموه حرص دولة الإمارات على إتباع المنهج، الذي أسسه الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لحماية التراث الإماراتي والعالمي، حيث أنهما في مقدمة اهتمامات الدولة ومن أولوياتها، مشيراً إلى أهمية التعاون الدولي لتحقيق هذه الغاية السامية، مضيفًا سموه أن تأسيس التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع يأتي كمناسبة لتكريم الجهود التي بذلها الشيخ زايد، طيب الله ثراه.

وأضاف أن التعاون المشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والجمهورية الفرنسية في دفع تلك المبادرة العالمية، تعد خطوة من بين العديد من المشاريع الثقافية الكبيرة وتؤكد على عمق العلاقات الراسخة بين البلدين الصديقين، وتفاهمهما المتبادل في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية مشيرا إلى أن وسائل الإعلام تطالعنا كل يوم بأخبار الأحداث المأساوية التي تهدر تراثنا الثقافي العالمي، وتدمر ذاكرتنا الإنسانية، حيث تسعى الإمارات وفرنسا إلى زيادة الوعي حول الاحتياجات الملحة للرد على تلك الأحداث، بمبادرات فعالة وسريعة.

وتابع سموه: وضعت الإمارات وفرنسا هدفاً طموحاً يتمثل في إنشاء صندوق عالمي بقيمة 100 مليون دولار من خلال شراكة تجمع بين القطاعين العام والخاص، موجهًا سموه الشكر والتقدير للمساهمين في هذا المشروع الإنساني العالمي من القطاعين العام والخاص وحضورهم اليوم للإعلان عن التزامهم ودعمهم.

وقال سموه إننا لا نسعى إلى الحفاظ على تاريخنا وتاريخ أجدادنا فقط، بل إننا بذلك نضع الأسس والمبادئ لحماية التراث الثقافي لأجيال المستقبل في عالم تتزايد فيه الحاجة إلى التسامح والتعايش بين كل شعوب الأرض بسلام ووئام.

واستحضر سموه مقولة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان: ستعيش الأجيال القادمة في عالم يختلف تماماً عن ذاك الذي اعتدنا عليه، لذا فمن الضروري أن نعد أنفسنا وأولادنا لذلك العالم الجديد.

من جانبه ثمن محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة احتشاد المجتمع الدولي معاً لتأسيس هذا التحالف الدولي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في مناطق الصراع، مشيرا إلى أنه منذ مؤتمر أبوظبي، نجحنا في قطع شوط طويل نحو تطوير إستراتيجية محكمة تضمن حماية التراث الثقافي من مخاطر التدمير المأساوية، وحفظ هذه الإرث الإنساني الذي لا يقد بثمن من أجل أجيال المستقبل.

وقال: إنه لإنجاز كبير أن نرى الاستراتيجيات التي نتج عنها «إعلان أبوظبي» يتم تطبيقها هنا بشكل مؤثر وفاعل كأداة تضمن لنا تحقيق الهدف الأسمى المرجو منها. وبينما ينمو الزخم حول مبادرات المؤسسة، فإننا نتطلع إلى الترحيب بالمتبرعين من القطاعين العام والخاص، الذين تتوفر لهم النية والعزيمة للانضمام إلينا من أجل حماية التراث أينما وجد.

وأعلنت جميع الوفود المشاركة في المؤتمر عن دعمها ومساندتها لأهدافه، وفي مقدمتهم دولة الإمارات التي أعلنت على لسان سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان عن تقديم 15 مليون دولار وذلك في كلمته التي ألقاها أمام الحضور، وتوالت كلمات رؤساء الوفود التي كشفت عن مساهماتهم المالية لصالح الصندوق، ومن بينها فرنسا التي أعلنت عن تقديم 30 مليون دولار، والمملكة العربية السعودية 20 مليونا، والكويت 5 ملايين، ولوكسبمبورغ 3 ملايين، والمملكة المغربية 1,5 مليون، وتبرع شخصي بقيمة 1 مليون دولار من توماس كابلان، بالإضافة إلى دعم لوجستي ومهني.

وأعلنت إيطاليا عن تشكيل قوة مهام قوامها أفراد من الشرطة، وقيمي المعارض الفنية، وخبراء ترميم الآثار، لتلبية أعمال وجهود الحماية والمحافظة على التراث الثقافي، فيما أعلنت ألمانيا عن توفير خبراتها اللوجستية في نقل الأموال إلى مواقع التنفيذ، بينما كشفت الصين، أن المتحف الوطني الصيني، سيكون أول مستجيب لإعلان أبوظبي، والالتزام بتوفير الملاذ الآمن للمقتنيات الناجية من مناطق الصراعات من حول العالم.

وسيتم تسخير الأموال، التي سيتم جمعها لصالح تحالف «ألف» لتفعيل الإجراءات الأساسية لجهود حماية التراث، والتي تتضمن جرد الممتلكات الثقافية ورصد حالة المحافظة عليها، فضلاً عن تعزيز إجراءات الاستجابة السريعة والفعالة للتهديدات التي تحيق بالممتلكات الثقافية، بالإضافة إلى التدريب والدعم اللوجستي على المستوى المحلي، واتخاذ التدابير الوقائية للحماية، والتنسيق وتنفيذ برامج إعادة تأهيل الممتلكات الثقافية التالفة، والذي سيتم تنفيذها جميعاً بما يتماشى مع مبادئ واتفاقيات اليونسكو.

وشهد مؤتمر المتبرعين انعقاد جلسة حوارية بعنوان «التحالف من أجل التنوع» تحدثت فيها وفود من مالي والعراق وأفغانستان. كما حضر ممثلون عن مؤسسات خاصة، مثل «مجموعة إلكتروم»، و«مؤسسة أندور دبليو ميلون» والصندوق العالمي للمباني التذكارية، حيث أعلنوا عن مساهماتهم في تمويل تحالف «ألف».

وقاد كل من ريتشارد كورين نائب مدير مؤسسة سميثسونيان، وماركوس هليغيرت، مدير متحف فورديراسياتيسشيز في برلين، حوارًا حول المناصرين الجدد لجهود حماية التراث، بينما ألقى وزير الثقافة والاتصال الفرنسي، أندري أزولاي، الكلمة الأخيرة في ختام المؤتمر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق