هل تعود الجاليات العربية المسلمة إلى أوطانها.. أم ترضى بالذل؟

الجمعة، 24 مارس 2017 04:59 م
هل تعود الجاليات العربية المسلمة إلى أوطانها.. أم ترضى بالذل؟
لاجئين+ ترامب
كتب- أحمد جودة

«هل تعود الجاليات العربية المسلمة إلى أوطأنهم»، سؤالا يطرح نفسه، وبات أمرا ملحا بعد سلسلة من الإجراءات التعسفية الصارمة التى تمارس ضد المسلمين واللاجئين المستجدين، وتشديد الخناق عليهم فى الغرب، وتتمثل هذه السلوكيات فى اقتحام المساجد وطرد المصلين، والدعوات المستمرة بحظر القرآن ومراجعة مصادر الأموال المملة للمساجد، تتخذها بعض البلدان الأوروبية، أضف إلى ذلك قوانين بحظر ارتداء الزى الإسلامى فى الأماكن العامة كالحجاب والنقاب، ويأتى هذا  بعد صعود نجم التيار اليمينى المتطرف واعتلاءه للسلطة، وتستعرض «صوت الأمة» نمإذج من هذه الممارسات كالتالي:

حظر السفر وتشديد الإجراءات

حزمة من القرارات العنصرية تجاه المسلمين، بدأت بعد إصدار دونالد ترامب بمنع أمراً تنفيذياً بمنع مواطنى سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتخدة، ثم قام بتعديلها لتصبح ست دول وهى «اليمن والسودان وسوريا والصومال وليبيا وإيران»، وطال قرار الحظر نجل أسطورة الملاكمة محمد على كلأى بعدما اعتقلته السلطات الأمريكية فى مطار فلوريدا، أوآخر فبراير الماضي، لكونه مسلما، وبعد احتجازه وجه موظفو الهجرة سؤالا له «هل أنت مسلم»، وفقا ما جاء على صحيفة «ذا اندبدنت» البريطانية.  

قرار حظر جديد برعاية الولايات المتحدة وبريطانيا، يمنع المواطنين من السفر باصطحاب الأجهزة الالكترونية «التاب واللابتوب»، من منطقة الشرق الأوسط لدول ذات أغلبية مسلمة،  ويحمل القرار فى طياته نوعا من العداء تجاه المواطنين الوافدين لتشديد الإجراءات على الركاب من هذه الدول، أبرزها مصر والسعودية وتركيا والإمارات والكويت والأردن والمغرب.

اقتحام المساجد

اقتحمت عناصر من الشرطة ألفرنسية، الأربعاء الماضي، مسجد «كليشى لاجارين» شمال غرب باريس والاشتباك مع المصلين، وطردهم خارجه، واستندت الشرطة فى قرار اقتحامها وإخلاء المكان، لتنفيذ حكم قضائى حصلت عليه بلدية باريس لتحويله إلى مكتبة.


«فيديو الاقتحام»

وذكر موقع «روسيا اليوم» أن رئيس بلدية باريس ريمى موزو المنتخب عام 2015، اقترح مكانا آخر للصلاة، إلا أن اتحاد الجمعيات الإسلامية فى كليشى رفضت هذا الاقتراح  بسبب مساحته التى لا تتسع لثلاثة آلاف من المصلين الملتزمين، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام ألفرنسية.

 

سلسة من الهجمات والجرائم طالت المساجد ودور العبادة، بعد وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، وأفرض خطابا عدائيا ضد المسلمين بحظرهم من دخول البلاد، وترويع المواطنين الأمريكيين من وجود المسلمين، وخلق حالة كراهية بينهم، والتى أفرزت بعض المتشددين  الذين هاجموا دور العبارة فى أمريكا وحوادث طعن المارة المسلمين

أحرق مجهولون مسجد ملحق بالمركز الإسلامى بمدينة فيكتوريا فى فبراير الماضي، مما أدى إلى أنهيار منشآت المسجد، وذلك بعد ساعات من توقيع الرئيس الأميركى على أمر تنفيذى بحظر 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، وعدلت إلى «ست دول»، وقال الميجر ديفيد تومسون قائد شرطة مقاطعة سانت لوسي،  إن المسجد تلقى عدة تهديدات بالعنف والترويع، حسبما أشارت وكالة رويترز للأنباء.


منع الحجاب والنقاب فى أوروبا

أصبح الزى الإسلامى أمرا ممنوعا فى البلدان الأوروبية تحت غطاء قوة القانون وأعطت الضوء الأخضر لتنفيذه، حيث أصدرت محكمة العدل الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، قرارا يحق  للمؤسسات حظر ارتداء الزى الديني، بما فى ذلك الحجاب، للحفاظ على حياديتها وفق شروط، وجاء قرار المحكمة، على هامش البت فى قضيتين من بلجيكا وفرنسا تتعلقان بمسلمتين قالتا إنهما تعرضتا للتمييز فى العمل بسبب ارتداء الحجاب.

ويمثل ارتداء الحجاب فى المؤسسات العامة هاجسا مستمرا فى عدد من دول أوروبا منها فرنسا التى تتخذ إجراءات صارمة تجاه الزى الديني، حيث حظرت ارتداء الحجاب فى المدارس عام 2004 وحظر النقاب فى الأماكن العامة عام 2010، وكان أخرها منع مدينة «كان» ألفرنسية العام الماضى 2016 ارتداء «البوركيني» وتفضله عدد من المسلمات الراغبات فى السباحة، لكونه يغطى مناطق الجسم.

 

حوادث الطعن

ولم يسلم المسلمون فى الطرقات من الآذى الذى يلحق بهم، حيث طعن ملثم أمريكي، مواطن مسلم ملتح أثناء خروجه من مسجد «الرسول» فى بلدة «سيمى فالي»، الواقعة على بعد 65 كيلو من لوس أنجلوس، وجاء الحادث فى الوقت الذى أعلن فيه مكتب التحقيقات الاتحادى عن ارتفاع فى حوادث المضايقات والترهيب التى تستهدف المسلمين، وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الضحية  تم استهدافه بسبب مظهره وارتباطه بالمسجد، بحسب ما أكدته «رويترز».

اليمين المتطرف

صعود اليمين المتطرف بقوة شعبيا فى بعض البلدان الأوروبية، أثار موجة من العداء تجاه الجاليات المسلمة، والذى يحمل أفكارا عدائية ضدهم، لا تقل خطورة عن داعش، وتمثل تهديدا واضحا لحياة الجاليات المسلمة الذين يعيشون فى الغرب، ونستعرض مجموعة من هؤلاء النمإذج كالتالي:

مارين لوبان

زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف فى فرنسا، وتخوض حملة انتخابية للمشاركة فى السباق الرئاسى المرتقب المقرر له  فى 23 إبريل المقبل، خلفا لفرانسو هولاند، ومن الواضح تأثرها بأفكار ترامب فى التعامل مع المسلمين، حتى أنها اقتبست بعض شعاراتها من الرئيس الأمريكى مثل «فرنسا أولا»،  ووعدت بتجميد جميع مشاريع بناء المساجد فى فرنسا حتى يتم  التحقق من مصادر تمويلها، وإصدار قوانين إضافية لمنع ارتداء الزى الدينى للرجال والنساء فى المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع الحجاب والنقاب.

ورغم مواقفها العدائية تجاه المهاجرين ودعوتها إلى ترحيل الذين لا يقيمون فى فرنسا بصفة غير قانونية، وإمهال الأجانب الذين لا يجدون عملا ثلاثة أشهر لإيجاد وظيفة أو الرحيل، إن كانوا مقيمين بطريقة شرعية، إلا أن استطلاعات الرأي  أظهرت تقدم «لوبان»، وحصولها على الأصوات التى تكفى فوزها فى الدورة الأولى من الآنتخابات الرئاسية، وتخول لخا خوض الدورة الثانية، وفقا لما ذكرته  شبكة «بى بى سي» البريطانية.

وتدعو زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف فى فرنسا إلى منع ذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية، وبيع اللحم أو تقديمه فى المطاعم على أنه «حلال».

خيرت فيدرز

يتولى زعامة حزب «الحرية» الهولندى المتطرف، رغم خسارته فى الآنتخابات التشريعية، إلا أن حزبه يحمل أفكارا متطرفة عدائية ضد المسلمين، وتعهداته المستمرة بإغلاق جميع المساجد، وحظر القرآن فى هولندا  حال تقلده السلطة وتشكليه للحكومة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء ألفرنسية.

يخسر اللاجئين ديانتهم مقابل الحصول على حق اللجوء فى البلدان الأوروبية، وتسهيل عملية قبول السلطات لطلباتهم، وأشار موقع «روسيا اليوم» أن التحول من الإسلام إلى المسيحية يعتبر مبررا قويا لقبول طلبات اللجوء فى ألمانيا، وذلك أن الدول الإسلامية تعاقب المرتدين، التى تصل العقوبة إلى الإعدام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق