خطة الإعلام الموجه لتفخيخ زيارة السيسي لواشنطن وإفساد النجاح المتوقع
السبت، 25 مارس 2017 04:42 م
الرئيس عبد الفتاح السيسي
كتبت - هناء قنديل
تسارعت وتيرة الهجوم على مصر، وشخص الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأيام الماضية، دون أن يكون لذلك أي مبرر على الأقل ظاهريا، لكن إذا وضعنا في الاعتبار أن هذا الهجوم يأتي قبل أقل من أسبوع على زيارة الرئيس السيسي، المرتقبة إلى واشنطن للقاء، نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بدعوة من الأخير، ستختلف الصورة تماما، يبدو هذا الهجوم الممنهج مبررا، بل وواقعيا أيضا!
أما مبرر الهجوم، فهو محاولة لتفخيخ الزيارة، وإفساد النجاح المتوقع لها، من قبل من لا يريدون للعلاقات المصرية الأمريكية أن تتحسن، في تلك المرحلة الدقيقة من عمر العالم العربي، وأما كونه واقعي، فلأنه من البديهي أن توجد قوى إقليمية ودولية، معروفة بالاسم، تتمنى أن تنهار العلاقات بين أكبر دولة في العالم، وأهم دولة في الشرق الأوسط!
ويبقى سؤال أخير تفرضه المتابعة الدقيقة للهجوم الممنتج على مصر حاليا، وهو لماذا تستخدم القوى الراغبة في تفخيخ الزيارة، وإفساد نتائجها، وتحويلها إلى زيارة مالهاش لازمة، صحف أوروبية، في الوقت الذي كان من المفترض أن تتصدر الصحف الأمريكية المشهد؟!
إجابة هذا السؤال واضحة، لكن لمن يجيدون قراءة تفاصيل العلاقة بين ترامب، والصحافة في بلاده، والتي وصلت لمرحلة من التوتر، لم يسبق لها مثيل، مع أي رئيس أمريكي سابق، وهذا التوتر هو الدافع الرئيس وراء تراجع الصحف الأمريكية، عن مهاجمة مصر، والرئيس السيسي، لعدم إغضاب ترامب أكثر مما هو غاضب بالفعل، مما قد يدفعه للعناد، وتعميق التعاون مع مصر أكثر من المتوقع، خاصة بعد أن لمست الصحف الأمريكية، ومختلف وسائل الإعلام هناك، أن ترامب يصر على لقاء السيسي، كلما سنحت الفرصة لذلك، وحتى قبل توليه دفة الأمور في البيت الأبيض.
وتقود وسائل إعلام أوروبية، على رأسها الوكالة الألمانية «دويتشه فيله»، الحملة الشعواء للهجوم على مصر، مستخدمة عددا من الإعلاميين المصريين، والعرب، في مقدتهم، يسري فودة، أملا في أن يحسن هذا الفريق الموجه، ضرب العلاقات المصرية الأمريكية، أو على الأقل إصابتها بالعطب، الذي يمنع واشنطن من التعاون مع القاهرة، للقضاء على الإرهاب، وذلك دون مراعاة لأبسط قواعد، وآداب المهنة الصحفية.
إن أي متابع يتمتع بقدر قليل من الفهم، لأبجديات مهنة الإعلام، سيجد نفسه أمام حقيقة مهمة، وواضحة، وهي أن وسائل الإعلام الأوروبي، فقدت مهنيتها، وفي القلب منها «دويتشه فيله»، إذ إنها تخالف عن عمد أبسط قواعد العمل الإعلامي، من أجل توصيل رسائل سلبية عن مصر.
إكرام بدر الدين، أستاذ العلاقات الدولية، بجامعة القاهرة، يرى أن محاولات الإعلام الأوروبي، لن تثني القاهرة وواشنطن عن التقارب، لوعي كل منهما بأن المنطقة العربية، تمر بأزمات يصعب مواجهتها، بشكل يحفظ استقرار العالم، إلا بالتعاون المصري الأمريكي، وبخاصة في قضية الإرهاب.
وأشار في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، إلى أن زيارة الرئيس السيسي لأمريكا، تكتسب أهمية كبرى، لما تبديه الإدارة الأمريكية الجديدة، من مرونة واضحة في التعامل مع مصر، الأمر الذي يشير إلى أن البيت الأبيض يتطلع إلى فتح صفحة جديدة مع القاهرة، تصب في صالح تقوية دور مصر، من أجل إعادة الهدوء للمنطقة.