قانون "الرؤية".. الصراع الدائم بين المطلقين والسبب الأكثر شيوعا لأمراض الأطفال النفسية والجسمانية

الأحد، 02 أبريل 2017 09:00 م
قانون "الرؤية".. الصراع الدائم بين المطلقين والسبب الأكثر شيوعا لأمراض الأطفال النفسية والجسمانية
البرلمان
كتبت أمنية فايد

"أنت طالق" جملة صغيرة بحروف قليلة ولكن تأثيرها يستمر مدى الحياة، فهى الكلمة التى  تجعل من الأطفال دروعا بشرية يستخدمها كل من الأم والأب للحصول علي مكاسب في دوائر المحاكم المختلفة بين مشاكل الرؤية والحضانة والمصروفات .
 
 
ووفقا للأبحاث الاجتماعية أصبح الحل الوحيد للكثير من الخلافات الزوجية حاليا هو الطلاق، ويظن الزوجين أنهم بذلك قد انتهوا من مشاكلهم ولكنهم فى الحقيقة يدخلون إلى سلسلة أخرى من المشكلات داخل المحاكم ليستخدم كلا منهم القوانين لتأديب الطرف الآخر دون الأخذ فى الاعتبار لتأثير هذا على أبنائهم.
 
 
وبين كلمات الاعتراض والقبول، فجر مجموعة من الآباء على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" الوجة الآخر من قانون الرؤية تحت اسم "حملة تمرد ضد قانون الأسرة" ليقدموا خلال حملتهم الجانب الخفى من القانون الرؤية وكيفية استخدام الأم له فى حرمان هذا الأب من رؤية أبنائه بصورة طبيعية، حاملين شعار "نحو جيل من الأطفال غير معقد نفسيا وأطفال ينعموا بتربية الأب والأم، تهدف حملة التمرد إلى البحث عن الحق الضائع لأطفال الطلاق ورفع الظلم الواقع على الطرف غير الحاضن سواء سيدة أو رجل وتصحيح أخطاء قانون الرؤية الحالى، ولم تكن هذه الحملة هى الأولى من نوعها ولكن هناك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تنادى بحقوق الأب.
 
 
ومؤخرا خرجت تعديلات من البرلمان حول قانون "الرؤية" وهو ما أعقبه ارتفاع للأصوات اعتراضا على هذه التعديلات حيث لخص الحقوقيين عيوب هذه التعديلات فى سلسلة من الأضرار الكبيرة والتى تنصب على الأبناء بالدرجة الأولى، ولكن هذا لا يعنى أن قانون "الرؤية" الحالى يوفر حياة كريمة للأطفال.
 
 
وتوضح الدكتورة "هبة العيسوى" أستاذ الطب النفسى جامعة عين شمس، التأثير السلبى الذى يعود على صحة الطفل نتيجة قانون "الرؤية"، وتقول: "هدفنا بعد الطلاق الحفاظ على كيان شبه أسرى لنفسية أفضل للأطفال، وسواء كان القانون الذى نعمل به حاليا أو التعديلات التى طرأت عليه مؤخرا فهو معيب، ولكن هذه التعديلات زادته عيبا، فلا يوجد نقطة واحدة تصب فى مصلحة الطفل جمعيهم يؤدون إلى تشتت الطفل وحرمانه من أبسط حقوقه وهو الاستقرار وغيرها من الأمراض النفسية التى يتعرض لها الطفل فى حالة تطبيق القانون بالفعل".
 
وتابعت: "عند النظر إلى كل مادة نجد مجموعة من الملاحظات، وهى..
 
1. انتقال الحضانة من الأم إلى الأب فور زواجها بعد الطلاق ويكون الأب هو المتحكم فى الطفل وهو من يختار من يربى الطفل، هو أكبر خطأ يمكن ان يضيع الطفل بسببها، لأن هناك نتائج كثيرة لهذه الخطوة وهو اختيار الأم الزوجة غير المناسبة لتربية الطفل أو يختار والدته وهى سيدة كبيرة لا تستطيع القيام بكل الدور المطلوب، وكل هذه النتائج تؤدى بالطفل إلى الحرمان العاطفى مع تشتت الانتباه فيتحول الطفل إلى عدوانى صريح أو انطوائى منعزل، وهذا القانون لا يأخذ فى اعتباره أن الطفل أكثر ارتباطا بالأم فى كل مراحل حياتهم بحكم قيامها بكل الأدوار الرئيسية فى حياته.
 
2. حق استضافة الأب غير الحاضن للطفل يومين فى الأسبوع، هذا البند فى القانون يعنى حرمان الطفل من الحياة المستقرة التى يرغب ان يعيش فيها وسط غرفته المحددة وأدواته ولعبه والبيئة التى يفضلها وينام بهدوء وسطها، ولكن كل أسبوع سيقوم الطفل بنقل أدواته وحياته إلى مكان آخر وهو ما يشعره بعدم الاستقرار وكأنه شنطة سفر كل يومين تنتقل إلى مكان مختلف بظروف وطريقة غير معتاد عليها وفى بعض الحالات يهرب الطفل وسط حالة التشتت التى وصل إليها إلى خارج المنزل ليحدد هو مكان خاص به حتى وإن كان فى الشارع ولكنه سيشعر وقتها أنه يملكه.
 
3. استضافة الطفل أسبوع فى إجازة نصف العام وشهر فى إجازة آخر العام هو شكل آخر من عدم الاستقرار الذى يعيش فيه الطفل، لأن غالبية الآباء بعد الانفصال عن الزوجة الأولى يقوم بالزواج بغيرها وبالتالى لا يؤسس غرفه خاصة بطفله أو بأطفاله من الزوجه الأولى ويكون مصير هذا الطفل هو النوم على "الكنبه" فى الصالة أو على الأرض بالإضافة إلى أسلوب تربية زوجة الأب الثانية عن الأم وشحن الأب لطفله ضد والدته، دون أن يراعى كلا الطرفين الحالة النفسية للطفل، وهو ما يجعله يصاب بالعديد من الأمراض النفسية الصعبة.
 
4. لم يراعى القانون حالة الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، فكيف سيقوم الأب بمراعاته أو تحمل شخص آخر غير أمه لتصرفاته غير المنضبطة فى بعض الأحيان، وقد يخرج الطفل إلى الطفل ليأخذ سمسار ويأخذ أعضائه أو يسير فى الشارع شريد بلا مأوى.
 
5. هناك قاعدة علمية وهى الطفل يكون صداقاته وعلاقاته دائما بجانب الأم لأنها مصدر الآمان له فكيف نفكر أن ننزع منه كل ذلك بتشتته بين المنازل المختلفة إرضاء لرغبة الأب.
 
6. ينتج عن تشتت الطفل بين المنازل المختلفة إلى عدم تربيته بطريقة صحيحة فكل أسرة تسير على قواعد مختلفة عن الأخرى وهو ما يجعل الطفل يكتسب سلوكيات مختلفة جميعها عكس بعضها وهو أكبر خطأ فى التربية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة