200 شركة صينية ستدخل إلى السوق الأردني..

سفير الصين بالأردن: البدء بمشروع «عطارات للطاقة» باستثمارات قدرها 1.6 مليار دولار

الثلاثاء، 04 أبريل 2017 01:54 ص
 سفير الصين بالأردن: البدء بمشروع «عطارات للطاقة» باستثمارات قدرها 1.6 مليار دولار
السفير الصيني بان ويفانغ
كتب - مصطفى مكي

قال السفير الصيني في عمان بان ويفانغ إن علاقات الصداقة بين الصين والأردن تضرب جذورها إلى تاريخ عريق باعتبارها جزءا مهما من علاقات الصداقة التي تجمع بين الصين والعالم العربي. 
 
وأضاف في مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إن بلاده تتطلع باستمرار إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وصولا بها إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية تحقيقا للاتفاق الذي تم بين قيادة البلدين خلال زيارة العاهل عبدالله الثاني إلى الصين عام 2015.
 
وقال بان: «أربعون عاما مضت، وظل البلدان يعملان سويا للحفاظ على استقلالهما وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهما، يدًا بيد وجنبًا إلى جنب مهما كانت المصاعب والتحديات، ما أدى إلى حصد ثمار وافرة للعلاقات الثنائية بينهما».
 
ولفت إلى أن تكثيف التبادلات بين البلدين قيادةً وحكومةً وبرلمانًا، وتزايد دفء العلاقات السياسية وهو ما يفسر حجم الزيارات المتبادلة على مختلف المستويات، مشيرا إلى قيام عبدالله الثاني بزيارة الصين ثماني مرات منذ توليه العرش.
 
وقال إن العلاقات الثنائية وسبل التعاون ازدهرت في مختلف المجالات، منذ مطلع القرن الجديد وازداد التفاهم والثقة المتبادلة بينهما، حيث تطورت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بوتيرة سريعة لتصبح الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن وأكبر مصدر للاستيراد. 
 
وأشار إلى أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغ خلال العام الماضي ثلاثة مليارات ومائة وسبعون مليون دولار أمريكي، أي بزيادة 75 ضعفًا عن عام 1980م.
 
وقال إن الصين تشارك حاليا في عدد كبير من المشاريع والإنشاءات الهامة في الأردن، بجودة ومصداقية كبيرة لكسب ثقة الجانب الأردني، حيث دخلت استثمارات الصين إلى الأردن بخطوات كبيرة. 
 
ولفت إلى أنه تم مؤخرا الغلق المالي لشركة عطارات للطاقة التي أقيمت باستثمار وتمويل صيني بقيمة 1.6 مليار دولار لتوليد الكهرباء بواسطة الحرق المباشر للصخر الزيتي، حيث بدأت فعليا أعمال البناء والإنشاء لهذا المشروع الذي يعدّ أكبر مشروع استثماري وتمويلي وإنشائي من قبل الصين في الأردن.
 
وقال إن المشروع يساعد الأردن على استغلال الموارد الطبيعية الذاتية والحد بشكل كبير من اعتماده على مصادر الطاقة المستوردة، إضافة إلى توفير الآلاف من فرص العمل.
 
وكشف بان عن وجود مباحثات أردنية صينية حاليا حول الاستثمار في مشاريع السكك الحديدية والطاقة المتجددة بالإضافة إلى مشاريع المياه وخطّ أنابيب النفط والغاز وغيرها من المشاريع الكبيرة المهمة.
 
وقال السفير الصيني انه وبالرغم من ان الصين لا زالت تعتبر من الدول النامية حيث يعيش 60% من سكانها تحت خط الفقر فقد قدمت منذ سنوات طويلة مساعدات الاقتصادية شملت مشاريع إمداد المياه والسكن والطرق، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة المباشرة والمساعدات النقدية والمادية المختلفة بالتعاون مع المنظمات الدولية من أجل تخفيف الأعباء الملقاة على كاهل الاردن نتيجة استضافة اللاجئين السوريين. 
 
وأعلن بان عن افتتاح المول الصيني- أي «مول التنين» في عمان في أيلول من هذا العام، ومن المتوقع أن تصل مساحته الى أكثر من 20 ألف متر مربع، مكونا من أكثر من 200 محل تجاري ومركز واحد للأطعمة ومركزين لوجستيين، بالإضافة إلى أكثر من 700 موقف للسيارات، وستباع فيه منتجات صينية متنوعة مثل مواد البناء، والمنتجات الالكترونية، والمنتجات الصناعية الخفيفة، وقطع غيار السيارات، والأثاث، ومعدات الإضاءة، والأدوات المنزلية والملابس وغيرها.
 
وبين أن أكثر من 200 شركة صينية ستدخل إلى السوق الأردني عبر هذا المول الذي سيوفر مئات فرص العمل للأردنيين كما سيعمل فيه أكثر من 400 شخص صيني سيأتون للعمل والعيش في الأردن، وهو ما يسهم في تطوير الاقتصاد الأردني. 
 
وعبر عن أمله في أن يشكل مشروع «مول التنين» فرصة لتحفيز التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والسياحية والثقافية والمالية، بما يفتح آفاقا جديدة للعلاقات الثنائية.
وفي مجال التبادل الثقافي والإنساني بين البلدين قال السفير الصيني ان هذا المجال يسير على نحو متزايد حيث أقيمت العروض لـ»عيد الربيع السعيد» و»التراث الثقافي الصيني غير المادي» وغيرهما من العروض الثقافية الصينية في الأردن، التي لقيت ترحيبًا كبيراً واقبالاً واسعاً من الشعب الأردني. كما أن التبادلات التعليمية تتكثف يوما بعد يوم، حيث تزايدت عدد المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة الصينية للجانب الأردني، كما تم إنشاء معهدي كونفوشيوس وثماني مؤسسات تعليمية لتدريس اللغة الصينية في الأردن، بالإضافة إلى مشروعي بناء المركز الثقافي الصيني والجامعة الصينية الأردنية.
 
ولفت بان إلى أن الأردن أصبح من المقاصد السياحية لدى وفود المواطنين الصينيين، ففي السنوات الأخيرة، يزداد عدد السياح الصينيين الوافدين إلى الأردن باستمرار، والذين بلغ عددهم خلال العام الماضي أكثر من 37 ألف سائح.
 
وقال ان التعاون بين الجانبين الصيني والأردني في المجالين العسكري والأمني ومجال إنفاذ القانون تزايد بشكل كبير، مما اسهم في الحفاظ على أمن البلدين واستقرار المجتمعات.
وعبر بان عن تقديره لعمل لجنتي الصداقة الأردنية الصينية في مجلسي الأعيان والنواب ولكافة المؤسسات الودية ومنها جمعية الصداقة الاردنية الصينية التي تسهم في بناء جسر أواصر الصداقة بين شعبي البلدين.
 
وقال إن الصين تقدّر تمسك الأردن بمبدأ «الصين الواحدة»، فهذا هو حجر الأساس للعلاقات بين البلدين، وإن الجانب الصيني يدعم الجانب الأردني لجهوده تحت قيادة العاهل عبدالله الثاني في الحفاظ على أمن البلاد واستقرار المجتمع وتحقيق التنمية الاقتصادية. 
 
وأشاد بان بدور الأردن المحوري والهام في السعي لإعادة الاستقرار إلى المنطقة وسعيه الحثيث لإيجاد حل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية.
 
وحول برنامج الاحتفالات بالذكرى السنوية الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كشف بان عن التحضير لإقامة سلسلة من الاحتفالات والنشاطات، منها إصدار مغلفات بريدية تذكارية للذكرى، واقامة حفل استقبال بمناسبة هذه الذكرى على شرف وفد من جمعية الصداقة الأردنية الصينية في بكين، وعقد ندوة في عمان عن العلاقات الصينية الأردنية، بالإضافة إلى معرض الصور للذكرى الدبلوماسية الأربعين، كما أنه ستتم إقامة عروض للفرق الفنية الصينية، والأسبوع الثقافي الصيني، وأسبوع الأفلام الصينية وغيرها من النشاطات المتنوعة.
 
وقال إنه سيتم دعوة عدد من الشباب الأردنيين والأصدقاء من الحكومة والمراكز الفكرية والإعلام والجهات الدينية وغيرها من مختلف الأوساط في الأردن لزيارة الصين. كما أنه ستكون هناك وفود صينية من كبار المسؤولين والخبراء والباحثين، لمشاركتنا في النشاطات المختلفة. 
 
وعبر بان عن رضاه عن مسار العلاقات الصينية الأردنية على مدى الأربعين عاما والآفاق الواسعة لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين. 
 
 
الصيني
الصيني

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة