حرب التصريحات تشعل أزمة «العلم الكردي» في كركوك

السبت، 08 أبريل 2017 12:41 م
حرب التصريحات تشعل أزمة «العلم الكردي» في كركوك
العلم الكردي
كردستان العراق- السيد عبد الفتاح

على الرغم من اللقاءات والمباحثات التي تمت الأيام القليلة الماضية بين وفد كردي رفيع المستوي، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم، عقب أزمة رفع علم كردستان على مبنى المحافظة وجميع الجهات والمؤسسات الحكومية في محافظة كركوك، فإن كل المؤشرات تؤكد أن كل طرف متمسك بموقفه ولن يتراجع عنه. وهو ما كشفته تصريحات المسئولين في الطرفين، والذين حاولوا أن تكون هادئة وعقلانية وحريصة على الحوار والحل، وهو ما يرشح أن تزداد الأزمة تعقيدًا الأيام القادمة.
 
الوفد الكردي ضم كل من رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، فؤاد حسين، وسكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، فاضل ميراني، وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، عدنان مفتي، والتقى علاوة على الرئاسات الثلاث، عددًا من القوى السياسية الفاعلة في العراق، منهم رئيس التحالف العراق عمار الحكيم.
 
الوفد أبدى تمسكه بموقفه وعدم التراجع فيه، على الرغم من تأكيده على أهمية الحوار لحل المشاكل العالقة منذ سنوات بين الإقليم والحكومة المركزية في بغداد، وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بالمناطق التي تعرف بالمناطق المتنازع عليها بين الإقليم والحكومة العراقية.
 
وجاء أبرز دلائل تمسك الوفد الكردي بموقفه، على لسان عدنان مفتي، الذي أكد أنه لن يتم إنزال العلم الكردي من كركوك بأي شكل من الأشكال، وأن أي قرار في هذا الصدد يجب أن يصدر عن مجلس محافظة كركوك باعتباره وحده من يملك القرار.
 
وكذلك تأكيد مفتي على أن القرار الذي أصدره البرلمان العراقي بإنزال العلم الكردي، هو قرار خاطئ ويحتوي على مخالفات قانونية كبيرة. وأنهم درسوا الخطوات التي ستلي هذا القرار، ما يشير إلى أن قرار رفع العلم لم يكن مفاجئًا وأن الجانب الكردي لديه خطوات تالية على هذا الإجراء.
 
وألمح مفتي، والذي كان رئيسًا لبرلمان إقليم كردستان قبل سنوات، إلى أن لديهم قلق وتساؤلات طرحوها على الجانب العراقي وينتظرون الإجابات عليها.
مشددًا على «أن المصالح العليا لشعب كردستان تأتي في مقدمة الأولويات».
 
وعلى نفس المنوال جاءت تصريحات محافظ كركوك الدكتور نجم الدين كريم، الذي شدد على أن القرار لا رجعة فيه وأن مجلس المحافظة هو الذي اتخذه وليس إقليم كردستان.
 
وحملت تصريحات كريم عددًا من التلميحات والرسائل بتأكيده على أنه «يجب إجراء الاستفتاء في كركوك بأسرع وقت ممكن، فالاستفتاء جزء مهم من المادة 140 من الدستور العراقي».
 
وأن «الأمريكيين يرون أن مشكلة كركوك يمكن حلها من خلال المادة 140 من الدستور العراقي، ولا نعتقد بأن الجيش العراقي سيدخل مدينة كركوك». مؤكدًا أن قوات البيشمركة هي التي أمنت الحماية لمدينة كركوك، وأن علم كردستان موجود في كركوك منذ عام 2003 وسيبقى.
 
وأضاف نجم الدين كريم، أنه حتى إيران تعلم جيدًا أن علم كردستان موجود في كركوك من قبل.
 
وإذا كانت تصريحات المسئولين الأكراد عكست الموقف الثابت من الأزمة، فإن الجانب الآخر لم يكن أقل تمسكًا بموقفه وظهر ذلك من خلال التصريحات الصادرة عنه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق